فى مدينة طنطا شمال القاهرة كانت تعيش أسرة الطفلة أمينة رزق - عمرها حينذاك 10 سنوات سنة 1917 - ومات والدها وتركها مع أمها وجدتها.
فى قرية مجاورة للمدينة كان يعيش سفاح (وقاتل مأجور ) اسمه محمود علام. وعندما علم بنبأ وفاة والد أمينة رزق وعلم - من أهل القرية - أن له أموالاً طائلة لدى بعض العملاء فى القري المجاورة حيث كان يعمل فى التجارة، أرسل سيدة تتبعه اسمها (نفوسة) - بعدما اتفق معها على خطته الشيطانية - من قريته التى يعيش فيها (اسم القرية سبرباي) إلى أسرة أمينة رزق فى مدينة طنطا.
•••
وكانت الخطة مبنية على قيام الست نفوسة باستدراج (أمينة وأمها وجدتها) تحت زعم أن هذا السفاح - لم تقل عنه ذلك بالطبع - رجل صاحب قوة ونفوذ، وسيقوم باسترداد أموالهن لدى العملاء.
•••
وبالفعل ذهبت فى ساعة متأخرة واتفقت مع أمينة وأمها على أنها ستأتي لهما فى الصباح لتأخذهما للمعلم محمود علام.
وعندما عادت الست نفوسة إلى القرية - وكان بيتها بجوار بيت السفاح - استمعت - بالصدفة - إلى خناقة بينه وبين زوجته.. ووجدتها تحت أقدمه يوسعها ضرباً بقدميه.
-- "خير يا جماعة..عيب مش كده"؟!
ردت الزوجة وهو تنظر له: " يعنى أقول.. أقول يا علام؟!" وقبل أن تنطق ضربها بالكرسى جه فى وشها وسيح دمها" ثم تكمل نفوسة:
" ورغم أنه لم يتوقف عن الضرب إلا إنها قالت وهى تتألم:
"ده ناوى يقتل الطفلة (أمينة وأمها وجدتها) بكرة لما تجيبيهم معاك وياخد الفلوس"!
•••
قالت ذلك وهو لم يتوقف عن ضرب الزوجة التى مازالت تتوسل له:"أسرقهم أيوه..لكن قتل لا يا علام"! ثم هدد نفوسة إذا فتحت فمها بالقتل هى الأخرى!
-- حاضر يا سي علام... مش هفتح فمى أبداً" قالت ذلك وتركته يواصل ضربه لزوجته التى ترفض المشاركة فى هذه الجريمة.
•••
إلى بيتها عادت الست نفوسة، لكنها لم تستطع أن تنام ليلتها..وفى منتصف الليل، ووسط العتمة، انطلقت من بيتها وذهبت إلى أسرة أمينة رزق وخبطت على الباب.
•••
--" مين"؟
-- "أنا نفوسة"
ودخلت مسرعة، وخائفة، تبكى وحكت لهن عن الخطة التى كانت معدة لقتلهن جميعاً...وقالت:
" لازم تسيبوا البلد حالاً قبل النهار ما يطلع"!
-- حاضر يا ست نفوسة"
وبالفعل قررت أمينة رزق وجدتها وأمها مغادرة المدينة قبل طلوع الشمس (السفاح بالفعل جاء فلم يجدهن ) وغادرن طنطا إلى القاهرة ولم تعد بعدها أمينة رزق لمدينة طنطا قط..لتبدأ مشوار حياتها الإنساني والفني منذ تلك اللحظة التى (صحى) فيها ضمير زوجة السفاح محمود علام و(صحى) فيها ضمير الست نفوسة...ولولا هذا (الضمير الصاحى) ما كنا استمتعنا بفن الست أمينة رزق.
0 تعليق