ترامب.. من المقرر أن يشهد اليوم الجمعة الموافق 10 يناير، صدور الحكم على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب فيما يتصل بإدانته الجنائية في قضية أموال دفعت لممثلة أفلام إباحية مقابل إسكاتها وهي القضية التي ألقت بظلالها لفترة من الوقت على مساعيه لاستعادة السيطرة على البيت الأبيض.
ووفقا لرويترز.. مهدت المحكمة العليا الأميركية الطريق، أمس الخميس، لإصدار الحكم في الساعة 9:30 صباحا بالتوقيت الشرقي (1430 بتوقيت جرينتش) في محكمة ولاية نيويورك في مانهاتن، رافضة طلبا تقدم به ترامب في اللحظة الأخيرة بوقفه قبل عشرة أيام من تنصيبه في 20 يناير.

حكما بالذنب على السجل الدائم لترامب

وأشار القاضي خوان ميرشان، الذي أشرف على المحاكمة التي استمرت ستة أسابيع العام الماضي، إلى أنه لا يخطط لإرسال ترامب إلى السجن أو تغريمه، ولكن من خلال منحه إفراجًا غير مشروط، فإنه سيضع حكمًا بالذنب على السجل الدائم لترامب.
ومن المتوقع أن يحضر ترامب (78 عاما)، الذي دفع ببراءته، جلسة الاستماع افتراضيا.
وقد حارب بكل ما أوتي من قوة لتجنب مشهد إجباره على المثول أمام قاض على مستوى الولاية قبل أيام قليلة من عودته إلى المنصب العام الذي فقده قبل أربع سنوات.
وقالت شيريل بادر، أستاذة القانون بجامعة فوردهام في نيويورك، "إنه لا يريد أن يُحكم عليه لأن هذا هو الحكم الرسمي بأنه مجرم مدان".. بحسب رويترز.
وجرت المحاكمة على خلفية غير عادية من الحملة الناجحة التي شنها ترامب لاستعادة البيت الأبيض، ويمثل الحكم تتويجا لأول قضية جنائية على الإطلاق تُرفع ضد رئيس أمريكي، سواء كان في الماضي أو الحاضر.

إتهام ترامب ب 34 تهمة 

وفي مارس 2023، اتهم المدعي العام لمنطقة مانهاتن ألفين براج، وهو ديمقراطي، ترامب، وهو جمهوري، بـ34 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية للتغطية على دفع محاميه السابق مايكل كوهين 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز مقابل صمتها قبل انتخابات عام 2016 حول ممارسة الرذيلة والذي قالت إنها أجرته مع ترامب، ولكن قام هو بنفي تصريحها.
وهُزم ترامب الديمقراطية هيلاري كلينتون في تلك الانتخابات، وفي 30 مايو، أدانت هيئة محلفين في مانهاتن ترامب بجميع التهم الـ34، وزعم ممثلو الادعاء أنه على الرغم من طبيعة الاتهامات المبتذلة، فإن القضية كانت محاولة لإفساد انتخابات عام 2016.
واستشهد منتقدو رجل الأعمال الذي تحول إلى سياسي بالاتهامات والتعقيدات القانونية الأخرى التي واجهها لدعم ادعائهم بأنه غير لائق لتولي منصب عام .
كما قلب ترامب الأمر رأسا على عقب، فقد زعم أن القضية (إلى جانب ثلاث لوائح اتهام جنائية أخرى ودعاوى مدنية تتهمه بالاحتيال والتشهير والاعتداء الجنسي) كانت محاولة من جانب المعارضين لتسليح نظام العدالة ضده والإضرار بحملته لإعادة انتخابه.
وكثيرا ما هاجم ميرشان المدعين العامين والشهود، وفي نهاية المطاف فرض على ترامب غرامة قدرها 10 آلاف دولار لانتهاكه أمر حظر النشر.
وفي الثالث من يناير، وصف ترامب القاضي بأنه "حزبي متطرف" في منشور على منصته Truth Social.

قاضي أمريكي: سلوك ترامب يظهر عدم احترام القضاء 

وفي قرار صدر في ذلك اليوم، قال ميرشان إن إلغاء الحكم من شأنه أن "يقوض سيادة القانون بطرق لا يمكن قياسها"، وكتب أن سلوك ترامب أثناء المحاكمة أظهر عدم احترام القضاء.
وقال ميرشان: "لقد بذل المدعى عليه جهودًا كبيرة لبث عدم احترامه للقضاه وهيئات المحلفين وهيئات المحلفين الكبرى ونظام العدالة ككل على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنتديات".
وفي وقت متأخر من أمس الخميس، قبل ساعات من صدور الحكم، كتب ترامب على موقعه للتواصل الاجتماعي أنه سيستأنف القضية وأنه واثق من أنه سينتصر.
حقيبة مختلطة سياسيا
وقد اعتُبرت قضية الأموال السرية على نطاق واسع أقل خطورة من القضايا الجنائية الثلاث الأخرى التي واجهها ترامب، والتي اتُهم فيها بمحاولة قلب نتيجة خسارته في انتخابات عام 2020 والاحتفاظ بوثائق سرية بعد مغادرة البيت الأبيض، وقد دفع ترامب ببراءته في جميع القضايا.
ولكن قضية براج كانت القضية الجنائية الوحيدة التي وصلت إلى مرحلة المحاكمة في مواجهة هجوم شرس من التحديات من جانب محامي ترامب.
وبعد فوز ترامب في الانتخابات في الخامس من نوفمبر، تراجع المدعون الفيدراليون عن القضيتين بسبب سياسة وزارة العدل ضد محاكمة رئيس في منصبه.
أما القضية المتبقية في الولاية، والتي رفعت في جورجيا بشأن الجهود الرامية إلى عكس نتائج الانتخابات لعام 2020 في تلك الولاية، فهي في حالة من الغموض بعد أن استبعدت المحكمة في ديسمبر المدعي العام الرئيسي في القضية.
وكانت قضية الأموال السرية مزيجًا من الناحية السياسية، فقد ارتفعت المساهمات في حملة ترامب بعد توجيه الاتهام إليه في مارس 2023، مما ساعده على الأرجح في هزيمة منافسيه على ترشيح الحزب الجمهوري، وخلال المحاكمة، أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الناخبين أخذوا الاتهامات على محمل الجد، وتراجعت مكانته بين الجمهوريين بعد الحكم بالإدانة.
ولكن القضية سرعان ما تلاشت من عناوين الأخبار، خاصة بعد أن أدى أداء الرئيس جو بايدن الكارثي في المناظرة إلى انسحابه من السباق مع استبداله بنائبة الرئيس كامالا هاريس في بطاقة الحزب الديمقراطي، وبعد أن كانت رصاصة مسلح على بعد بوصات من قتل ترامب في تجمع جماهيري في بتلر بولاية بنسلفانيا.
وكان ميرشان قد حدد في البداية موعد النطق بالحكم في الحادي عشر من يوليو، لكنه أرجأه عدة مرات بناء على طلب ترامب.
وفي موافقته في سبتمبر على تأجيل النطق بالحكم إلى ما بعد الانتخابات، كتب القاضي أنه كان حذرا من أن يُنظر إليه على أنه يضع إبهامه على الميزان.
ويُعاقب على تزوير السجلات التجارية بالسجن لمدة تصل إلى أربع سنوات، وفي حين كان من غير المرجح أن يُسجن ترامب بسبب تقدمه في السن وعدم وجود سجل إجرامي له، قال خبراء قانونيون إن ذلك ليس مستحيلاً ، خاصة في ضوء انتهاكاته لأمر حظر النشر.
فيما جعل فوز ترامب وتنصيبه الوشيك الحكم بالسجن أو المراقبة أقل عملية.