في تقرير أثار جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية، وجهت الحكومة الألمانية اتهامات صريحة لمنصة "إكس" (تويتر سابقاً)، مؤكدة أن خوارزمياتها تسهم في تعزيز خطاب الكراهية والتطرف، ما يثير مخاوف جدية بشأن التأثير السلبي لهذه المنصة على الأمن الاجتماعي والسلم المجتمعي.
مخاوف متزايدة من المانيا
وأوضحت الحكومة الألمانية في بيان رسمي أن الخوارزميات المستخدمة على المنصة تعمل بشكل تلقائي على تضخيم المحتوى الذي يثير الجدل، حتى لو كان هذا المحتوى يحتوي على خطاب كراهية أو معلومات مضللة. ووفقاً للبيان، فإن المنصة تمنح أولوية للمنشورات التي تحصد تفاعلاً واسعاً، بغض النظر عن طبيعة المحتوى.
وأشار وزير الداخلية الألماني إلى أن تعزيز هذه النوعية من الخطاب يهدد بزيادة التوترات الاجتماعية، خاصة في ظل ارتفاع وتيرة الأحداث العالمية التي تستغلها جهات لنشر أفكار متطرفة.
وأكد الوزير أن "وجود خوارزميات تفتقر إلى الرقابة يؤدي إلى خلق بيئة افتراضية تشجع على الاستقطاب، مما ينعكس بشكل مباشر على المجتمع الحقيقي".
في المقابل، نفت منصة "إكس" هذه الاتهامات، موضحة أنها تتبع سياسات صارمة لمكافحة خطاب الكراهية والمحتوى المخالف، وأكد متحدث باسم المنصة أن الخوارزميات تستخدم لتوفير تجربة مخصصة للمستخدمين، وليست مصممة لتعزيز أي نوع من الخطاب السلبي. كما شددت المنصة على تعاونها مع الحكومات والمنظمات لمواجهة التحديات المتعلقة بالمحتوى الضار.
ورداً على ذلك، أعلنت الحكومة الألمانية عن عزمها إجراء تحقيق شامل في عمل الخوارزميات المستخدمة على منصة "إكس"، بالتعاون مع خبراء تقنية ومؤسسات حقوقية. وسيتم التركيز على مدى توافق هذه الخوارزميات مع القوانين الألمانية والأوروبية، خاصة قانون الخدمات الرقمية الجديد الذي يهدف إلى تنظيم عمل المنصات الرقمية وحماية المستخدمين.
دعوات للتعاون الدولي
ودعا مسؤولون ألمان الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف موحد تجاه المنصات الرقمية الكبرى، مشيرين إلى أن التأثير السلبي لهذه الخوارزميات لا يقتصر على ألمانيا فقط، بل يمتد إلى بقية الدول الأوروبية. كما طالبوا بضرورة فرض عقوبات صارمة على الشركات التي تفشل في الالتزام بمعايير الشفافية والأمان.
وتأتي هذه التطورات في ظل ازدياد الضغط على الشركات التكنولوجية لتعديل سياساتها المتعلقة بالمحتوى. وبينما تسعى هذه المنصات للحفاظ على حرية التعبير، تواجه انتقادات متزايدة بشأن استغلال هذه الحرية لنشر الكراهية والتضليل.
ويظل مستقبل منصة "إكس" في ألمانيا غامضاً في ظل هذه الاتهامات والتحقيقات المرتقبة، وبينما تزداد المطالبات بضبط آليات عمل الخوارزميات، يبقى التساؤل قائماً حول قدرة المنصات الرقمية على تحقيق توازن بين حرية التعبير وضمان بيئة آمنة للمستخدمين.
0 تعليق