الهدهد: العناد سبب الهلاك في قصة نوح وابنه

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن قصة نبي الله نوح مع ابنه تعتبر نموذجًا قرآنيًا يوضح تأثير العناد على الفرد، وكيف يمكن أن يؤدي إلى الضلال والهلاك، حتى في ظل الدعوة إلى الحق من أعظم الأنبياء.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال حلقة برنامج "هديات الأنبياء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة،  أن هداية الأبناء بيد الله وحده، بدليل أن بعض أبناء نوح عليه السلام لم يؤمنوا به، بل تمسكوا بعنادهم حتى أصروا على الهلاك. 


وقال: "عندما نادى نوح عليه السلام ابنه، كان الخطاب يحمل معنى عميقًا من الفطرة والعلاقة الإلهية بين الأب والابن، حيث قال له: 'يا بني اركم معنا ولا تكن مع الكافرين'، لكن الابن أصر على أن يختار الجبل كوسيلة للنجاة بدلًا من اتباع أمر الله".

وأشار إلى أن هذه اللحظة في القصة تبرز بشكل واضح خطورة العناد، خاصة عندما يدفع الشخص إلى اتخاذ قرارات بعيدة عن العقل والمنطق، كما فعل الابن عندما قال: "ساوي إلى جبل يعصمني من الماء"، مضيفا أن هذه نظرة جاهلة، حيث ينسب الابن الحماية إلى الجبل، بينما الله هو الذي خلق الجبل وأمر بالمياه.

وأضاف الدكتور الهدهد أن العناد يعد من أسوأ الصفات التي قد تصيب الإنسان، لأنها قد تقوده إلى الكفر والضلال، وأن مثل هذا العناد يضل صاحبه ويقوده إلى الهلاك، كما حدث مع ابن نوح الذي رفض النجاة التي وفرها الله له، مفضلاً الحماية الوهمية على الإيمان بالله.

وأكد الهدهد على أن هذه القصة تعلمنا أنه "لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم"، مشيرًا إلى أن قدر الله كان واقعًا لا محالة، وأنه لا يمكن للإنسان أن ينجو من حكم الله إلا برحمة منه.
 

المفتي: الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان

 أكد الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، أن هناك علاقة وثيقة بين مقاصد الشريعة الإسلامية والواقع المعاصر، وأن تفعيل علم المقاصد الشرعية في التعامل مع مستجدات الواقع يُعد من أبرز عناصر الحفاظ على فاعلية الشريعة في حياة الناس.

 وأضاف مفتى الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبدالقادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن المقاصد الشرعية تتعلق بالإنسان في حاله وماله، وتهدف إلى تحقيق مصالحه ودفع المفاسد عنه، مما يجعلها أداة قوية للتعامل مع التطورات والظروف المتغيرة في المجتمعات.

 وأشار إلى أن ارتباط المقاصد الشرعية بالواقع ليس مجرد أمر نظري بل هو أساسي في فقه الشريعة الإسلامية، خصوصًا عندما تتغير الأحوال وتظهر مستجدات في حياة الناس، لافتا إلى أن الشريعة الإسلامية تتميز بأنها صالحة لكل زمان ومكان، وهو ما يجعل من الضروري أن يكون هناك فهم دقيق لمقاصدها لتوجيه الناس في كيفية التعامل مع هذه المستجدات.

 وأعطى مثالًا على ذلك، موجهًا حديثه حول الأوبئة والأمراض التي ظهرت مؤخرًا، مثل جائحة كورونا، موضحا إنه إذا لم تكن الشريعة الإسلامية تحتوي على أجوبة كافية للتعامل مع هذه الأزمات الصحية والاجتماعية، لكان ذلك قد أدى إلى اتهام الشريعة بالقصور عن مواكبة التطورات العلمية والفكرية الحديثة، ولكن بفضل المقاصد الشرعية، كان هناك فهم عميق لكيفية التصرف في مثل هذه الظروف، من خلال تعزيز المصالح العامة والحفاظ على الصحة العامة.

قادرة على توجيه الفتاوى:

 وأضاف أن الشريعة، بفضل مقاصدها العميقة، قادرة على توجيه الفتاوى التي تراعي الواقع، وهي دائمًا تركز على جلب المنافع للبشرية ودفع المفاسد، مؤكدا أن المقاصد ليست مجرد قواعد فقهية جامدة، بل هي مرنة وتتسم بالقدرة على التكيف مع تطور الواقع، وبالتالي فإن فقه الواقع وفقه المقاصد يلعبان دورًا حيويًا في إبراز قدرة الشريعة الإسلامية على التفاعل مع التحديات المعاصرة.

 وشدد على أن تفعيل المقاصد الشرعية في الفتاوى المتعلقة بالواقع هو من صميم الرسالة الإسلامية، التي تهدف إلى تحقيق صالح الإنسان والكون، وبالتالي يجب على العلماء والفقهاء أن يستمروا في فهم الواقع ومواءمته مع النصوص الشرعية بما يحقق العدل والمصلحة العامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق