شهدت الكنيسة الكاثوليكية حدثًا تاريخيًا بتدشين كنيسة معمودية السيد المسيح على ضفاف نهر الأردن في المغطس - الأردن.
وترأّس القداس الحبري نيافة الكاردينال بييترو بارولين، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، ممثلًا عن قداسة البابا فرنسيس، وبمشاركة غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، والمطران جوفاني بييترو دال توزو، السفير البابوي لدى الكرسي الرسولي في الأردن، والمطران وليم شوملي، النائب البطريركي العام، والمطران المنتخب إياد طوال، النائب البطريركي في الأردن، وعدد من الأساقفة ورؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة والإكليروس والرهبان والراهبات، وممثلًا عن الملك عبدالله الثاني بن الحسين، حضر الأمير غازي بن محمد، مستشار جلالة الملك للشؤون الثقافية والدينية، وفارس القبر المقدس، السيد نديم المعشر وعائلته الكريمة ومختلف الأجهزة الأمنية والمدنية والمؤمنين من مختلف رعايا الأردن والحجاج والزوار الكرام.
احتفال اليوبيل الفضي ومشاركة مميزة
تزامن هذا الحدث مع اليوبيل الفضي للحج إلى موقع المعمودية، وشهد مشاركة واسعة من المؤمنين المحليين والحجاج، إلى جانب الحركات الرسولية المختلفة وفرق الكشافة. أحيى القداس طلاب الإكليريكية في بيت جالا وجوقة قلب يسوع الأقدس من تلاع العلي، وسط تنظيم مميز أسهمت فيه الأجهزة المدنية والأمنية.
وقبل القداس، ألقى غبطة الكاردينال بيتسابالا كلمة في المؤتمر الصحفي السنوي، أكد فيها على أهمية تدشين كنيسة المعمودية كمعلم ديني عالمي ووجهة حج مقدسة. ودعا إلى الصلاة من أجل السلام في المنطقة والعالم. كما أشادت معالي وزيرة السياحة والآثار، السيدة لينا عناب، بإنجاز هذا المشروع الذي استغرق 15 عامًا، مؤكدة أهمية الموقع الذي باركه ثلاثة بابوات في فترات زمنية مختلفة.
الافتتاح الرسمي للكنيسة
بدأ الموكب الاحتفالي بعزف فرق الكشافة، وتوجه الموكب نحو باب الكنيسة الجديدة. ألقى غبطة الكاردينال بيتسابالا كلمة شكر مشيرًا إلى الجهود الحقيقية التي بذلها جلالة الملك عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، في تطوير موقع المغطس، كما وثمّن حضور سمو الأمير غازي بن محمد، شاكرًا إياه على دعمه المستمر ومتابعته للشؤون الدينية المختلفة. وأثنى غبطته على التبرع السخي الذي قدمه السيد نديم المعشر لبناء الكنيسة وعلى دور الحكومة المجرية في دعم المشروع واتمامه.
وأشار الكاردينال إلى أن الكنيسة هي مكان للعبادة والتأمل، ومصدر للإيمان والسلام، داعيًا المؤمنين إلى الحج إلى هذا الموقع المقدس. كما عبر عن امتنانه لرهبانية الكلمة المتجسد التي ستتولى تقديم الخدمات الروحية في الكنيسة.
كما أعرب عن ترحيبه بالحضور من مختلف أنحاء الأردن قائلًا: "نشكر لكم حضوركم اليوم لتؤكدوا أن الكنيسة تُبنى بالحجارة، ولكنها تُبنى أيضًا بالحجارة الحية، وهم المؤمنون وأبناء الآباء والأجداد الذين عاشوا هنا منذ العصور القديمة".
وأشار إلى أن هذه الكنيسة هي هدية من الكنيسة المحلية إلى جميع الأصدقاء الأعزاء في كل مكان، الذين جاؤوا لينالوا بركة مياه نهر الأردن ويؤدوا الحج إلى هذه الكنيسة.
0 تعليق