حدث تاريخى.. هل تقبل كندا بالانضمام للولايات المتحدة الأمريكية؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب  دونالد ترامب في أكثر من مناسبة عن رغبته في جعل كندا الولاية رقم 51 في أمريكا، مستشهدًا باعتمادها الشديد على الولايات المتحدة بالفعل، مما أسعد أنصاره وأرعب الكنديين.

ووسط تقارير تفيد بأن ترامب كان يناقش الفكرة مرة أخرى مع المشرعين الجمهوريين، كتب رئيس الوزراء الكندي الليبرالي المنتهية ولايته جاستن ترودو على منصة "إكس" يوم الخميس الماضي: "ليس هناك أي احتمال في الجحيم أن تصبح كندا جزءًا من الولايات المتحدة".

إذن هل يمكن أن تقبل كندا أن تكون جزءًا من الولايات المتحدة؟ وهل يمكن أن يتم ذلك سلميًا أو قسريًا؟ وماذا سيكون رد الفعل الدولي إن حدث ذلك؟ خاصة وأن كندا هى ثاني أكبر دولة في العالم، من حيث المساحة الكلية، حيث تبلغ مساحتها 9،984،670 كم2، وهو ما يعادل مساحة قارة أوروبا كلها بدون روسيا.

ضم كندا للولايات المتحدة يثير أزمة داخليًا وخارجيًا

رأى موقع  theconversation في تقرير تحليلي الجمعة، أن فكرة أن تصبح كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة، كما اقترح ترامب، ليست غير واقعية فحسب، بل إنها تشير أيضًا إلى انهيار الهيمنة العالمية الأمريكية وتفكك الولايات المتحدة كأمة موحدة.

وقال الموقع، في تقريره الذي حمل عنوان: "لن يقبل الكنديون أبدًا بشكل سلبي فقدان هويتهم الوطنية"، إن افتراض إمكانية ضم كندا "سلميًا" يخون سوء فهم أساسي للقومية الكندية والسياق الجيوسياسي الأوسع.

وقال: "إن أي تكامل قسري سوف تعارضه كندا بعنف ويتحول بسرعة إلى سيناريو كابوسي لكلا البلدين"، حيث الكنديون وطنيون للغاية ويحمون سيادتهم بشراسة. 

رد الفعل الدولي سيكون عنيفًا

وحول رد الفعل الدولي، رجح التقرير أن تكون الاستجابة الدولية لأي محاولة أمريكية لضم كندا بالقوة سريعة وقاسية، قائلًا: "إن دول الكومنولث قادرة على تقديم الدعم الاقتصادي واللوجستي، إن لم يكن العسكري المباشر، لكندا".

وقال أيضًا: "إن الرأي العام في الدول المتحالفة مثل أستراليا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة يدعم بقوة التضامن مع كندا من خلال مفهوم تحالف كانزوك. وهذا يعني أن حتى الحكومات المترددة سوف تواجه ضغوطًا محلية للتحرك".

وأشار إلى أنه حتى في غياب الدعم العسكري الدولي المباشر، هناك وفرة من الخصوم القدامى والجدد للولايات المتحدة الذين سوف يسارعون إلى الانضمام إلى فيلق أجنبي كندي.

وقال التقرير: "إن الدول المعادية المسلحة جيدًا والممولة جيدًا مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية سوف تغتنم  الفرصة لاستغلال أي ضعف أمريكي جديد". وقد يؤدي هذا إلى تصعيد الصراعات في الشرق الأوسط وتايوان وأوكرانيا، ولكن من المرجح أن تظهر بؤر ساخنة أخرى.

ولفت التقرير إلى أن الهجمات على أفراد القوات الأمريكية في الخارج سوف ترتفع بشكل كبير، حيث لن تفعل قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)ــ إذا كان التحالف لا يزال قائمًاــ الكثير لدعم دولة عسكرية أمريكية معادية لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها. وسوف تهاجم الولايات المتحدة دولة عضو في الناتو في وقت بدأ فيه التحالف يشعر بالضجر من الهيمنة الأمريكية.

اندلاع حرب بين كندا والولايات المتحدة بسبب خطة ترامب

أما على على الصعيد المحلي، توقع التقرير بأن تتحول الحدود الكندية الأمريكية السلمية إلى نقطة انطلاق لشن هجمات على البنية الأساسية والأصول العسكرية الأمريكية.

وفي حين أن المواجهة المباشرة مع الجيش الأمريكي سوف تكون غير حكيمة من الناحية الاستراتيجية بالنسبة لكندا، فإن حملة مقاومة حرب العصابات الطويلة الأمد سوف تنشأ على الأرجح، وفقًا للتقرير.

وقال التقرير: "إن الأفراد العسكريين الكنديينــ سواء كانوا في الخدمة أو متقاعدينــ سوف يستفيدون من تكاملهم مع حلف شمال الأطلسي، وقيادة الدفاع الجوي الفضائي لأمريكا الشمالية (نوراد)، وشبكة العيون الخمس للقيام بذلك".

بالإضافة إلى ذلك، وعلى عكس ما قد تشير إليه الصور النمطية، تحتل كندا مرتبة بين الدول الأكثر تسليحًا في العالم. ومع وجود ما يقدر بنحو 12.7 مليون سلاح بحوزة المدنيين، يمكن إعادة استخدام العديد منها لعمليات الكر والفر ضد المواقع الأمريكية.

وأضاف التقرير: "الإبداع الكندي التاريخي في زمن الحرب سوف يركز على تدمير البنية الأساسية المادية والسيبرانية وشبكات الاتصالات الأمريكية، مما يجعل الاحتلال غير مستدام ومكلفًا للغاية".

وتابع: "سوف تجد الولايات المتحدة نفسها منخرطة ليس فقط في تمرد شمالي متواصل، بل وأيضًا في إدارة عدم الاستقرار العالمي على نطاق غير مسبوق. وسوف تنتهي هيمنتها العالمية، التي من المفترض أنها تتضاءل بالفعل، في غضون أسابيع".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق