قال الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر على سؤالًا حول حكم الزكاة إذا دُفعت لشخص يظنه المزكي فقيرًا، ثم تبيّن لاحقًا أنه غني، أجاب لاشين موضحًا الآراء الفقهية المختلفة حول هذا الأمر، مستشهدًا بالقرآن الكريم والسنة النبوية.
الزكاة.. عبادة مالية واجبة
أشار لاشين إلى أن الزكاة هي أحد أركان الإسلام وأحد مظاهر التكافل الاجتماعي التي تمنع تكدس الثروات وتُحقق العدالة بين المسلمين. وأكد أن إخراج الزكاة كما ينبغي كفيل بالقضاء على الفقر، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا".
رأي الفقهاء في الزكاة المدفوعة لغني
أوضح لاشين أن الفقهاء انقسموا إلى رأيين بشأن احتساب الزكاة المدفوعة لشخص ظنه المزكي فقيرًا ثم تبين غناه:
1. الرأي الأول (الراجح): يرى أن الزكاة تُحسب صحيحة ولا يجب على المزكي إعادة إخراجها، هذا هو رأي أبي عبيد وأبي حنيفة، ورواية راجحة عند الحنابلة.
الأدلة على هذا الرأي:
قول الله تعالى: "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم".
حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما أعطى رجلين قويين قادرين على الكسب من الزكاة وقال: "إن شئتما أعطيتكما منها، ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب".
قصة الرجل الذي تصدق على غني، وقال له النبي: "أما صدقتك فقد قبلت".
2. الرأي الثاني: يرى أنه يجب إعادة إخراج الزكاة لفقراء حقيقيين، ولكن هذا الرأي أقل ترجيحًا.
نصيحة للمزكين
اختتم لاشين إجابته بدعوة المزكين إلى التدقيق والتحري عند إعطاء الزكاة، حتى تصل لمستحقيها الحقيقيين، ولا تضيع حقوق الفقراء بسبب جشع بعض الناس.
0 تعليق