قال المخرج محمد طايع، مدير نوادى المسرح، التابعة لإدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، إن النوادى تعد الجهة الأغزر إنتاجًا للعروض المسرحية على مستوى العالم، إذ تتعامل مع ٨ آلاف مبدع سنويًا، لمساعدتهم على تقديم عروضهم المسرحية، مشيرًا إلى أن ٣٢٥ مشروعًا تقدمت، خلال الفترة الماضية، للحصول على دعم النوادى، وتم اختيار ١٥٥ عرضًا منها لإنتاجها هذا العام، لتشارك فى المهرجانات المختلفة، المحلية والدولية.
وأوضح «طايع» أن تجربة نوادى المسرح تقوم على تقديم المسرح الفقير المرن فى المجتمعات المحلية، لذا فهى تقدم دعمًا ماديًا لكل مشروع يبلغ ٥ آلاف جنيه، مع البحث عن مضاعفتها فى وقت قريب، مع البحث عن زيادة المشاركة فى المهرجانات الدولية، منوهًا بأن العقبات الإدارية تعد أكبر التحديات التى تواجه النوادى، نظرًا للعدد الكبير من العروض المتقدمة إليها، واضطرارها للتعامل مع كل الجهات والإدارات الثقافية فى الأقاليم.
■ بداية.. ما أهمية نوادى المسرح وطبيعة دورها على خريطة الإنتاج المسرحى؟
- تجربة نوادى المسرح هى تجربة معنية بالشباب، وقد استطعنا التوسع فى الإنتاج المسرحى بشكل مطرد، خلال السنوات الثلاث الماضية، التى توليت خلالها إدارة النوادى، بدعم من زملائى ورؤسائى، الأستاذة سمر الوزير، مدير عام إدارة المسرح، والأستاذ أحمد الشافعى، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، وبقيادة الكاتب الكبير محمد عبدالحافظ، نائب رئيس هيئة قصور الثقافة.
وتجربة نوادى المسرح تعد التجربة الأغزر إنتاجًا فى مصر والوطن العربى، وربما فى العالم كله، لأنها تنتج فى الموسم الواحد كمًا كبيرًا من العروض لا تنتجه مؤسسة أخرى على مستوى الجمهورية.
وعلى سبيل المثال، تقدمت لنوادى المسرح هذا العام ٣٢٥ مشروعًا من كل محافظات مصر، وتشكلت لجان لمناقشة المخرجين فى مشاريعهم المقدمة، ومشاهدة ما تم إنجازه من كل مشروع للتصفية بينها، وتم التوصل إلى ١٥٥ عرضًا، ستتولى إدارة النوادى إنتاجها خلال هذا العام.
■ من له حق التقدم لطلب إنتاج مشروعه المسرحى وما شروط التقدم ومعايير الاختيار بين العروض المتقدمة؟
- من حق أى شاب فى مصر، أيًا كانت دراسته أو مؤهله أو مكانه الجغرافى أو جنسيته، وأى شخص يرى فى نفسه موهبة المسرح أن يتقدم لنوادى المسرح، فهى تجربة مفتوحة لكل الشعب المصرى، ولكل من يعيش على أرض مصر.
ويمكن لأى شخص أن يتقدم بمشروع مسرحى متكامل، يشتمل على نسخة من النص المسرحى الذى يرغب فى تقديمه، ورؤيته الإخراجية فى تناول هذا النص مكتوبة، مع اسكتش يوضح الأزياء والديكورات.
ويمكن أن يتم ذلك من خلال الموقع الثقافى التابع له الشخص، أى التقدم إلى قصر الثقافة الذى يتبع محيطه الجغرافى بشكل رسمى، لرفع المشاريع المقدمة إلى الإدارة العامة للمسرح، ومنها لإدارة نوادى المسرح.
ومعايير التقدم تتضمن أولًا أن يتم استيفاء الأوراق المطلوبة، ثم تقوم لجان المشاهدة بمشاهدة ما لا يقل عن ٥٠٪ من العرض، لتقييمه على أرض الواقع، ثم التصفية بين المشاريع المتقدمة، وفقًا للمعيارين الفنى والجمالى، بالإضافة إلى الجدية وتميز الفكرة.
■ كيف يتم تشكيل لجان التحكيم لاختيار العروض التى ستتم المساهمة فى إنتاجها؟
- نوادى المسرح تمر فى تحكيمها وتصفيتها بأكثر من مرحلة، فهناك المرحلة الأولى، وهى مرحلة التصفية الأولية، التى تتم خلالها المشاهدات والمناقشات، ويتشكل فيها عدد من اللجان، بمعدل لجنة لكل إقليم ثقافى، وهذه اللجان تجوب كل محافظات مصر، لتشاهد أجزاء من العروض المتقدمة، أو بروفة أولية، ثم تعقد جلسات نقاشية مع المخرج والمؤلف ومهندس الديكور، لمناقشتهم فى رؤيتهم، على مستوى الدراما والأفكار الجمالية والفنية، ومن خلال النقاش يتم تقييم المشاريع، واختيار من سيحصل على دعم نوادى المسرح.
وأعضاء لجان التحكيم جميعهم هم خبراء فى المسرح، سواء من أساتذة أكاديمية الفنون أو الكليات المتخصصة أو من الفنانين الذين لهم خبرة وباع كبير فى الممارسة المسرحية، واللجان تضم مخرجين وكتّابًا ومصممى سينوغرافيا، وأيضًا نقادًا فاعلين فى الحركة المسرحية، وفى النهاية يكون المعيار الأساسى للمناقشة والاختيار هو ملاءمة فكرة المشروع لرؤية وفكرة نوادى المسرح.
وبعد ذلك، تأتى المرحلة الثانية، وتتم بعد الحصول على الدعم وإنتاج أصحاب المشاريع لعروضهم المسرحية، وتشمل إقامة ٦ مهرجانات فى ٦ أقاليم ثقافية، بمعدل مهرجان تنافسى واحد فى كل إقليم، وتتشكل لكل مهرجان لجنة تحكيم، لاختيار العروض المسرحية الأكثر تميزًا، وتصعيدها للمرحلة الثالثة.
وتتضمن المرحلة الثالثة إقامة المهرجان الختامى لنوادى المسرح، والذى تتنافس فيه العروض الفائزة فى المهرجانات الإقليمية، للحصول على جوائز المهرجان، والعرض الفائز يمثل النوادى فى المهرجان القومى للمسرح، وينافس باقى العروض التى تنتجها كل جهات الإنتاج المسرحى فى مصر.
■ ما نوع وحجم الدعم الذى تقدمه النوادى لمشروعات العروض؟
- الدعم الأول يتمثل فى الدور النقدى، والذى يكون موازيًا لعمل اللجان، فاللجان تناقش وتقترح وتعقد الندوات عقب العروض، لمناقشتها وتبادل الآراء مع صنّاعها بغرض تطوير العرض المسرحى.
أما الدعم الثانى فيتمثل فى الدعم النقدى، وقدره ٥ آلاف جنيه للمشروع الواحد، ومن المرجح أن تتم مضاعفة هذا المبلغ فى الموسم المقبل، ليصل إلى ١٠ آلاف جنيه، وهو بالطبع مبلغ هزيل، لأن فكرة نوادى المسرح تقوم بالأساس على أن يُعمل المخرج خياله ويخرج بحلول خلاقة وجمالية تتناسب مع نوع المسرح الفقير المرن الذى يسهل تقديمه فى المجتمعات المحلية بأقل الإمكانيات.
ورغم أن ذلك يمثل ميزة تنافسية كبيرة فى نوادى المسرح، فإنه يمثل أيضًا تحديًا كبيرًا فى نفس الوقت، لأن مخرج نوادى المسرح ينتج عروضًا جميلة بأقل التكلفة، وينافس بها عروضًا ضخمة الإنتاج أحيانًا، ويكون عليه أحيانًا أن يتفوق عليها.
ومع ذلك، فكثيرًا ما حصلت عروض نوادى المسرح على جوائز فى المهرجان القومى للمسرح المصرى، ومثلت مصر أيضًا فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، وأيضًا فى العديد من المهرجانات خارج مصر، مع حصد كثير من الجوائز، وهذا التميز يعود بالأساس إلى استناد مخرجى نوادى المسرح إلى خيالهم، كرافد أساسى فى تشكيل الفضاء المسرحى.
■ فى تقديرك.. ما أبرز التحديات التى تواجه نوادى المسرح فى الوقت الحالى وكيف يمكن التغلب عليها؟
- العقبة الإدارية يمكن اعتبارها الأكبر، لأن التعامل الإدارى يتطلب العمل مع الأقاليم والأفرع الثقافية المختلفة والعاملين بقصور الثقافة فى كل المحافظات، ورغم تعاون الجميع فإن الإجراءات تكون كثيرة، لأن نوادى المسرح تتعامل سنويًا مع ما يقرب من ٨٠٠٠ مبدع، الأمر الذى يحتاج لتدخل ودعم كثير من القيادات لتذليل العقبات الإدارية البسيطة.
■ أخيرًا.. كيف يمكن تطوير تجربة نوادى المسرح فى الفترة المقبلة؟
- نأمل فى أن تتطور تجربة النوادى، وتزداد نسبة مشاركتها فى المهرجانات الدولية، ليطلع فنانوها على المسرح فى مختلف أنحاء العالم.
كما نأمل فى رفع عدد العروض المدعومة من نوادى المسرح، بعد أن أصبحت دائرة جذب لكثير من الشباب الموهوبين فى مختلف أنحاء مصر، وفى كل مجالات العمل المسرحى، بعد أن صارت قبلة لهواة الفن، واستطاعت القيام بدور مهم ومركزى فى استيعاب طاقات ومواهب الشباب فى كل الأقاليم.
0 تعليق