أكد الدكتور محمد عبد الله، وكيل النقيب العام والمتحدث الرسمي لنقابة المهن الموسيقية، أن هناك خلطًا كبيرًا يحدث حاليًا بين نقد الأعمال الفنية ونقد الشخصيات أو القرارات التي لا ترتبط مباشرة بالإبداع الفني.
وأوضح أن النقد الفني الحقيقي هو عملية موضوعية تهدف إلى تحليل الأعمال الفنية من حيث الفكرة، الأداء، التقنية، التأثير، والإبداع، مما يسهم في تقييم جودة العمل وإثراء الذوق العام، بعيدًا عن التعرض للحياة الشخصية أو المواقف الخاصة بالفنانين.
وأضاف الدكتور عبد الله أن النقد لا يجب أن يتحول إلى هجوم على الفنانين أو تدخل في آرائهم وحياتهم الشخصية، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه يفقد النقد مصداقيته ويحوّله إلى أداة للضغط أو محاكم تفتيش اجتماعية.
وشدد وكيل النقابة على أن نقد قرارات النقابات أو المواقف الشخصية للفنانين يخرج عن نطاق النقد الفني ويدخل في إطار النقاش الاجتماعي، وهو أمر يجب أن يكون منفصلاً تمامًا عن النقد الموجه للأعمال الفنية.
وأعرب عن قلقه من أن وضع تصرفات وآراء الفنانين تحت المجهر باستمرار قد يدفعهم إلى التردد في تقديم أعمال جديدة أو التعبير بحرية، مما يؤثر سلبًا على الإبداع والتنوع الفني.
وأكد الدكتور عبد الله أن المطلوب من النقاد هو الالتزام بالموضوعية، والابتعاد عن استغلال النقد كوسيلة لتصفية الحسابات الشخصية أو إثارة الجدل. كما دعا المؤسسات الإعلامية إلى توجيه النقد الفني إلى مساره الصحيح، وتسليط الضوء على الفرق بين نقد الأعمال ونقد الأشخاص.
واختتم تصريحاته بأن النقد الفني هو أداة لتطوير الفن والارتقاء به، وليس وسيلة للهجوم على الفنانين أو مواقفهم. ودعا النقاد والجمهور إلى العمل معًا لإعادة توجيه النقد إلى أهدافه الحقيقية، بما يسهم في تحسين وتطوير الحركة الفنية بعيدًا عن الانحيازات أو الشخصنة.
0 تعليق