محليات
22
شعار "منتدى الدوحة"
الدوحة - قنا
يعد منتدى الدوحة منبرا عالميا رائدا في تناول القضايا الدولية المعاصرة، وواحدة من أكبر المنصات الدولية للدبلوماسية والحوار والتنوع، حيث يجمع المنتدى سنويا نخبة من رؤساء الدول والحكومات، وصناع السياسات، وقادة الرأي، إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم.
ويهدف المنتدى إلى مناقشة التحديات العالمية وتقديم حلول مبتكرة وقابلة للتنفيذ، بما يعزز التعاون الدولي ويسهم في صناعة سياسات مستقبلية فعالة.
وقد تأسس المنتدى عام 2000، حيث أطلقه صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويعقد المنتدى سنويا في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة محلية ودولية كبيرة، وتحدد اللجنة المنظمة للمنتدى شعارا سنويا لكل دورة من دوراته تندرج تحته العديد من موائد الحوار والنقاش والجلسات التي تخدم أهدافه، والتي تتركز في إطلاق حوار حول التحديات الحرجة التي تواجه العالم، وتعزيز تبادل الأفكار وصناعة السياسات وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق.
وعلى مدار السنوات الماضية، عقد المنتدى 21 نسخة، وكانت الأولى عام 2001، وقام بتنظيمها مركز دراسات الخليج في جامعة قطر بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة قطر، تحت مسمى منتدى "الديمقراطية والتجارة الحرة"، وحضره 500 مشارك يمثلون العديد من الدوائر الرسمية والأكاديمية والبحثية والإعلامية والثقافية من 30 دولة، فضلا عن الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية.
وقد ناقش المنتدى خلال نسخه المتعاقبة، العديد من القضايا والملفات مثل التحالفات الجيوسياسية، والعلاقات الدولية، والنظام المالي والتنمية الاقتصادية، والدفاع، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي، والاستدامة وتغير المناخ، والتحولات العالمية والتكنولوجيا والتجارة والاستثمار ورأس المال البشري وعدم المساواة والأمن وحوكمة الفضاء الإلكتروني وقضايا الدفاع والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والمنظمات الأهلية وقضايا الثقافة والهوية.
ونظرا للنجاح الكبير الذي حققه المنتدى خلال مسيرته الثرية، فقد ضم إليه "مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط"، واستمر على ذلك الحال عدة دورات، ليصبح مرة أخرى حدثا مستقلا بذاته، يناقش القضايا الاقتصادية الطارئة، ويتم فيه تبادل الأفكار والرؤى بشأن الآفاق المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط في المجال الاقتصادي.
وفي النسخة السابعة من المنتدى، تغير مسماه إلى "منتدى الديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة"، وتصدرت المشهد في الدورتين السابعة والثامنة مجموعة كبيرة من القضايا المتعلقة بالعالم العربي، بما فيها السياسة والتنمية والأمن والتجارة الحرة والمعلومات والثقافة والتعليم والتقنية الحديثة والعولمة، وأدوارها في النمو الاقتصادي والتغير الديمقراطي في المنطقة، إضافة إلى رؤى حول الحاضر والمستقبل، والاستقرار والأمن العالمي، ومشاريع التنمية والتوجهات الحديثة والتحولات المستقبلية، والأسواق المشتركة وغيرها.
وخلال النسخة التاسعة، بدأت ملامح انفصال الموضوعات الاقتصادية عن السياسية تظهر بوضوح في مناقشات وجلسات المنتدى، حيث جرى عقد "منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة" ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط" بالتوازي.
وتصدرت ثورات الربيع العربي مداولات النسختين الـ11 و12 من المنتدى والمؤتمر، ومع انعقاد النسخة الـ16، انفصل منتدى الدوحة عن مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي مجددا، وناقش على مدى ثلاثة أيام سبل تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي والعالمي في ضوء التحديات الكبرى التي تواجه عالم اليوم في مجالات الدفاع والأمن والاقتصاد والطاقة وقضايا المجتمع المدني، أعقبتها النسخة الـ17 التي عقدت في مايو لعام 2017، تحت عنوان "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين"، وعقدت النسخة الـ18 في ديسمبر لعام 2018 تحت عنوان "صنع السياسات في عالم متداخل"، وأطلق منتدى الدوحة خلالها هوية بصرية جديدة له حملت شعار "حيث تتعدد الأفكار وتلتقي الدبلوماسية بالحوار"، وقد صمم الشعار لتعزيز هوية المنتدى وتوحيدها وتقوية حضوره وسمعته العالمية في مجال صياغة السياسات، وأفاد منظمو المنتدى بأن الشعار الجديد يعكس الجهود التي يبذلها المنتدى لترسيخ مكانته في صدارة صنع السياسات العالمية، وتعزيز الحوارات الحيوية، والاستفادة من الخلفيات المتنوعة والخبرات التي يتمتع بها المشاركون والمتحدثون فيه.
وفي ديسمبر لعام 2019، عقد المنتدى نسخته التاسعة عشرة تحت شعار "الحوكمة في عالم متعدد الأقطاب"، ودشن منتدى الدوحة خلالها النسخة الشبابية التي أسسها بالتعاون مع مركز مناظرات قطر لمشاركة الفئات السنية الشابة في صنع القرار، ومناقشة محاور المنتدى، ورفع توصياتهم إليه، وقد تجاوز عدد المشاركين في أعماله آنذاك 3000 آلاف شخص من مختلف دول العالم.
وقد عقد "منتدى الدوحة النسخة الشبابية" نسخته الثالثة في نوفمبر لعام 2023، وسيعقد نسخته الرابعة في الخامس من ديسمبر الجاري، بالتعاون مع مركز مناظرات قطر، وتتماشى هذه النسخة مع المحور الرئيسي لمنتدى الدوحة من خلال التركيز على خمسة مجالات رئيسية هي الجغرافيا السياسية، والتنمية الاقتصادية، والتكنولوجيات الناشئة، والأمن، والدبلوماسية الثقافية، وتسعى النسخة الجديدة لتوفير فضاء للشباب لتقديم رؤى جديدة ودفع عجلة التغيير الإيجابي.
وبسبب القيود التي فرضتها جائحة كورونا عامي 2020 و2021 فقد عقد منتدى الدوحة نسختيه لهذين العامين بجلسات افتراضية ضمت مجموعة من كبار صانعي السياسات والخبراء والباحثين لمناقشة عدد من القضايا العالمية الملحة.
وعقب جائحة كورونا التي ضربت العالم، عقد منتدى الدوحة نسخته العشرين في مارس عام 2022، تحت عنوان "التحول إلى عصر جديد"، وقد ناقشت مختلف التغيرات الجيوسياسية التي طرأت على العالم في ذلك العام.
وفي ديسمبر من العام الماضي تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح منتدى الدوحة في نسخته الحادية والعشرين تحت شعار "معا نحو بناء مستقبل مشترك"، بحضور أكثر من 4000 مشارك، بما في ذلك أكثر من 270 متحدثا من 120 دولة، ساهموا في أكثر من 80 جلسة على مدار الحدث الذي استمر يومين.
كما قام سمو الأمير المفدى، بتسليم جائزة منتدى الدوحة إلى السيد فيليب لازاريني وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى الأونروا.
وسلط المنتدى في نسخته الحادية والعشرين، الضوء على أربعة محاور رئيسية هي، العلاقات الدولية والأمن، والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، والتنمية الاقتصادية، والاستدامة، من خلال 18 جلسة رئيسية، و35 جلسة جانبية.
ويعتبر منتدى الدوحة أحد أبرز الفعاليات الكبرى في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، ويتعاون منذ انطلاقته قبل نحو ربع قرن مع العديد من الجهات المحلية والإقليمية والدولية في تنظيم جلسات نقاشية وورش عمل واجتماعات وطاولات مستديرة ومحاضرات على مدار العام لمناقشة القضايا الملحة والتحديات الطارئة في المنطقة والعالم، حيث يستضيف فيها مسؤولين وخبراء في مختلف المجالات من جميع بقاع العالم، ويحرص القائمون على المنتدى على مناقشة القضايا الملحة في العالم، وتعزيز الحوار من خلال اختيار شخصيات تعبر عن كل الأفكار المطروحة، مما يسهل الوصول إلى نتائج تساعد صناع القرار على التعاطي مع حلول لتلك المشكلات.
وكرس منتدى الدوحة على مدار العقدين الماضيين، مكانته كمنصة حوار عالمية تفاعلية، لصالح توطين التنمية والأمن والاستقرار في العالم، حيث جمعت قطر عبر النسخ السابقة تجارب الكثير من قادة الرأي والسياسة والخبراء العالميين والنشطاء والخروج بتصورات ومرئيات ترسم خريطة طريق لحل الأزمات والتحديات العالمية.
كما يؤكد احتضان دولة قطر ورعايتها لفعاليات ونسخ المنتدى، حرص القيادة الرشيدة على مشاركة العالم في طرح قضاياه المصيرية، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتشخيص الحالة الراهنة، واقتراح الحلول لمعالجتها، لاسيما فيما يعنى بقضايا تتعلق بمكافحة التطرف، ودور المرأة، والتوزيع العادل للثروات، وحماية حقوق الإنسان، والقضاء على العنف، ومحاصرة الإرهاب، وبحث أفضل الوسائل لمواجهة التهديدات والتحديات المتعاظمة التي تقف في وجه المجتمعات البشرية، والتي لا يمكن مواجهتها بأساليب أو سياسات فردية.
ويتناغم منتدى الدوحة مع السياسة الخارجية لدولة قطر التي تعتمد مبدأ الحوار في حل القضايا والصراعات والأزمات، ويجسد المكانة الدولية المتميزة التي تحتلها دولة قطر في شبكة العلاقات الدولية، وقدرتها الفائقة على توفير ساحات مفتوحة وملائمة للحوار وتبادل الأفكار بحثا عن حلول للتحديات العالمية المختلفة، وقد أسهمت مخرجات منتدى الدوحة في رسم الخطوط والمؤشرات وإعداد برامج العمل للتحركات الدبلوماسية الكفيلة بمعالجة المشاكل والتحديات المعاصرة، وتمهيد الأرضية والطريق لإيجاد أفضل الحلول للقضايا والأزمات التي تؤرق العالم وتهدد حياة الملايين من أجل العبور بالبشرية إلى بر الأمان انطلاقا من الإيمان بأن مستقبل الإنسانية المشترك رهين بالاستقرار والأمن وحق الجميع في الوجود.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق