شفافيات
يجب ألا تعود سورية الى وضعها ما قبل الحرب، كدولة عادية في منطقة ساخنة دوليا، تتطلب في اعادة بنائها تفكيرا متطورا وبناءً انموذجيا للدولة الفاضلة، عمرانيا ومعنويا.
اذ يشترط من الناحية العمرانية عند اعادة بناء الدولة بناء السراديب والملاجئ تحت كل بيت خاص وعمارة، ولا يتم الترخيص للبناء من دون هذا الشرط الضروري، فموقع سورية الستراتيجي، ومجاورتها للكيان الهمجي الصهيوني العدواني الحربي التوسعي، يحتم على الاخوة السوريين ان يأخذوا احتياطاتهم للمستقبل، ولا يأمنون الكيان الصهيوني التوسعي الغادر.
ويجب ان تكون الملاجئ محصنة مسلحة، لا تخترقها القذائف حتى وإن توالت؛ فحماية ارواح المسالمين ضرورة قصوى؛ كما يجب ان تتضمن الملاجئ مرافق متعددة ضرورية، وان تتسع لاهل العمارة، واهل البيت.
ولكي تبنى المدينة الفاضلة يجب بناء المساكن على شكل وحدات سكنية مستقلة (كيوبتزات) يمكن حماية كل واحدة منها، وتشمل الملاجئ، المستشفيات والمدارس ودور الرعاية والوزارات، ومثلها.
قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم"، وليس معنى ان تتسلح سورية لحماية سكانها أنها ستكون، في نظر العالم، دولة حربية عدوانية؛ فعذر سورية في كل هذا يحميها من القيل والقال.
ويجب ان يتحلى السوريون بالشجاعة، وهي لا تنقصهم في هذه الخطوة، ولا تفت في عضدهم ارهاصات الاعداء؛ ومن حيث بداية الاعمار فيجب ان تعتمد سورية اولا على اعمار المساكن لحماية الناس من غوائل الايام، من حر وبرد، وتكون مكيفة، فالطقس العالمي قد تغير للحرارة والبرودة.
وكذلك كل مرافق الدولة، من وزارات ومساجد واسواق، مولات، وسقايف وحتى الحميدية يشملها التكييف، وبعد المساكن ومعها تبنى المدارس على احدث طراز نظريات التعليم؛ وتحتوي كل مدرسة على ملاعب متنوعة، وساحات، ومختبرات علمية، وسينمات، ومساجد، وحمامات سباحة مغطاة.
كما يجب العناية ببناء مستشفيات شاملة كل انواع العلاج، واذا كان هذا التصور ليس سهلاً فهو الحل الافضل لاعادة بناء دولة تكون انموذجا، وقدوة لكل دول العالم؛ والسوريون اقدر على هذا.
واكتفي بهذه التصورات الاولية، واهل سورية ادرى بشعابها.
كاتب كويتي
0 تعليق