سورية في العهد الجديد... بوابة استثمار وتجارة واعدة لدول الخليج

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فرص ضخمة في إعادة الإعمار بقطاعات البنية التحتية والطاقة وتعاون اقتصادي مرتقب يعزز العلاقات والتبادل

دمشق، عواصم - وكالات: مع دخول سورية مرحلة جديدة من التعافي بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار، تبرز فرص كبيرة للاستثمار والتجارة، خاصة مع دول الخليج العربي التي أبدت اهتماماً متزايداً بالمشاركة في إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد السوري، حيث تربط سورية ودول الخليج علاقات اقتصادية وتجارية قوية تاريخية، إلا أن هذه العلاقات شهدت تقلبات خلال سنوات الحرب، ومع استعادة الاستقرار النسبي، عادت دول الخليج إلى الاهتمام بالسوق السوري، حيث تسعى للمساهمة في مشروعات إعادة الإعمار والبناء، إضافة إلى سوق الاستثمارات.

وفيما يرى خبراء أن الوجود في المشهد الاقتصادي السوري يمثل فرصة قوية لدول الخليج؛ نظراً إلى القرب الجغرافي والعلاقات التاريخية وتشابك المصالح، شهدت الأسابيع الأولى لسقوط نظام بشار الأسد بعد الثامن من ديسمبر الماضي، توافد العديد من وفود دول الخليج إلى العاصمة السورية دمشق؛ لإجراء محادثات حول المرحلة المقبلة، كما أجرى وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني أول زيارة خارجية له إلى الرياض وأتبعها بجولة شملت قطر والإمارات، بحث خلالها العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية، وعكست الزيارات المتبادلة رغبة مشتركة في تعزيز التعاون في المجالات كافة بالعهد الجديد لسورية وعلى رأسها القطاعات الاقتصادية سواء الاستثمارية أو التجارية، وأعلن قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع عقب اجتماع بين وزير الخارجية الشيباني ووزير الدولة بالخارجية القطرية محمد الخليفي أن الدوحة أبدت اهتمامها بالاستثمار في قطاعات، من بينها الطاقة في سورية مستقبلاً.

وبينما تعيش قطاعات الدولة في سورية عجزاً وتأخراً في جميع مجالات الطاقة والنفط والطيران وإعادة الإعمار وحتى التجارة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن من ماء وغذاء وإنترنت وكهرباء، نتيجة الترهل وضعف المؤسسات الاقتصادية والخدمية، رأى الخبير الاقتصادي منير سيف الدين أن الفرص الاستثمارية كبيرة في سورية والباب مفتوح للاستثمار في جميع المرافق الحيوية من مطارات وموانئ وسكك حديدية؛ لأن جميعها إما متوقفة أو مترهلة أو قديمة، وتحتاج إلى عمل استثماري ضخم وسريع لإنعاشها وانطلاقها بالعمل من جديد للنهوض بالواقع الاقتصادي والخدمي الذي سيعود على الشعب، مقدرا لموقع "الخليج أونلاين" الإليكتروني تكلفة إعادة الإعمار في سورية بنحو 300 مليار دولار، مما يفتح الباب أمام فرص استثمارية ضخمة في مختلف القطاعات، مؤكدا أن دول الخليج، خاصةً قطر والإمارات والسعودية، أبدت اهتماماً كبيراً بالمشاركة في هذه المشروعات، ممثلا بأن قطر أعلنت عن اهتمامها بالاستثمار في قطاعات الطاقة والنفط والطيران والبنية التحتية، مبينا أن المطارات السورية بحاجة إلى تحديث وتطوير، مع وجود عروض من دول مثل قطر وتركيا، للمساعدة في هذا المجال.

من جانبه، أوصى المحلل الاقتصادي حسام عايش بتفعيل المنطقة الحرة المشتركة بين سورية ودول الخليج والتي بإمكانها تعزيز التبادل التجاري بين الجانبين، مؤكدا ضرورة التشبيك بين القطاع الخاص في الجانبين وتفعيل مجالس الأعمال بين المؤسسات الاقتصادية، معتبرا معاناة السوق السوري من نقص كبير في غالبية المنتجات حتى الأساسية منها فرصة مثالية لدول الخليج لتضخ بضائعها إليه، مضيفا أن سورية اليوم تمثل سوقاً واعدة للاستثمارات الخارجية، خاصة من دول الخليج العربي التي تسعى للمساهمة في إعادة الإعمار ودعم الاقتصاد السوري. وفي السياق، يعتقد المحلل الاقتصادي أحمد أبو قمر أن سورية تمر بمرحلة تحول اقتصادي كبيرة، خاصة بعد سنوات طويلة من الحرب والتحديات الاقتصادية، ودول الخليج لديها فرصة استثنائية للدخول في هذا السوق الناشئ، موضحا أن هناك حاجة مُلحة لإعادة الإعمار في قطاعات متعددة مثل البنية التحتية والطاقة والزراعة والصناعات التحويلية، وهذا يفتح الباب أمام استثمارات ضخمة يمكن أن تعود بفوائد كبيرة على دول الخليج، مشددا على أن العلاقات الاقتصادية بين سورية ودول الخليج لديها فرص كبيرة للتطور إذا تم العمل على تذليل العقبات وتعزيز التعاون، ويمكن أن تصبح سورية شريكاً ستراتيجياً لدول الخليج في العديد من المجالات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق