النظام الإقليمي العربي

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

النظام الأمني الإقليمي العربي لم يشهد منذ عقود حالة من الاستقرار، سواء على صعيد العلاقات العربية - العربية، أو العمل العربي المشترك.

أو حتى على صعيد التجاذبات السياسية الداخلية، ولذلك كنا نشهد تغيرات سياسية تتصدع فيها جبهات داخلية، وتتغير فيها أنظمة الحكم.

حدث ذلك في عدد من الدول العربية خلال العقد الماضي، وآخرها التغيير السريع في نظام بشار الأسد، بعد أن صمد عقدا من الصراع والمواجهة مع المعارضة السورية.

لقد حدث التغيير في دول كبرى نسبياً مثل مصر وسورية، وإذا كانت مفاعيل التغيير تُعزى الى أوضاع داخلية، فإن العوامل الخارجية كذلك كانت حاضرة، وكان الأمر واضحا في سورية، فقرار التغيير كان في جزء رئيسي منه يرجع الى قرار دولي، وبغض النظر عما نتج عنه، فإن الشاهد هنا أن المنطقة العربية ونظامها الأمني يعاني من الهشاشة التي تعطي مساحة كبيرة للتدخل الخارجي، مما يجعل استقرارها دائما في مهب الريح، ويجعل التغيير فيها حصيلة قرارات خارجية.

و حتى في أصعب الأزمات، مثل الحرب الإسرائيلية على غزة و لبنان ثم سوريا، و رغم التمادي الإسرائيلي و القتل و الدمار، كان الموقف العربي عاجزا عن تجاوز حالة الجمود الى حالة الفعل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية، و كان القرار في كل ذلك دوليا.

و على عكس النظام العربي المتداعي، كان النظامي الخليجي شبه الإقليمي متماسكا، رغم ما شهده من تحديات، مثل الغزو العراقي للكويت و غيره. و ربما تقدم تجربة التعاون الخليجي بجوانبها المختلفة نموذجا مهما للتعاون شبه الإقليمي العربي جدير بالاستفادة منه، إلا أن ذلك لا يعني أن أمن الخليج لا يواجه تحديات تتطلب الحيطة و الحذر، فالنظام العالمي بطبعه غير مأمون، تتغير فيه العلاقات الدولية و المصالح و الأدوار و هذا ما شهدناه عبر التاريخ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق