صفقة هدنة قريبة.. فلسطينيون لـ"الدستور": آمال أهالي غزة معقودة على الجهود المصرية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد سياسيون وخبراء فلسطينيون، أهمية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة مع إعلان التفاصيل النهائية للصفقة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة، محذرين من أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت، وسط مخاوف من استغلال إسرائيل أي ثغرة لإعادة التصعيد في القطاع مجددا.

أيمن الرقب: الاتفاق الجديد لا يختلف عن الاتفاقيات السابقة

بداية،  أكد الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس عضو حركة فتح، أن التطورات الحالية بشأن التهدئة في غزة لا تختلف كثيرًا عن الاتفاق الذي تمت صياغته في مايو الماضي، ولم يتم التوقيع عليه آنذاك. 

وأوضح الرقب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المناقشات تدور حول مرحلة أولى من التهدئة، مع إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب خلال المرحلة الأولى من الاتفاق".

وتابع "تهدف هذه المرحلة إلى بحث صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، وتشمل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين، ومع ذلك، لم يتم حتى الآن التطرق بشكل حاسم إلى ما سيحدث في اليوم التالي للحرب، مما يثير تساؤلات بشأن إدارة غزة بعد انتهاء القتال".

وأشار “الرقب” إلى أن المفاوضات تسير في وقت غاب فيه التوافق الفلسطيني حول مستقبل غزة، وهو ما قد يشكل عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق شامل محذرا من أن هذا الفراغ السياسي يُعد ثغرة قد تستغلها إسرائيل، مبررة عدم التزامها بأي اتفاق مستقبلي إذا استمر عدم وجود سلطة فلسطينية موحدة قادرة على إدارة القطاع.

تفاصيل المرحلة الأولى من صفقة التبادل  

وأشار الرقب، إلى أن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين سيجري على دفعات، حيث سيتم في اليوم الأول إطلاق سراح ثلاثة محتجزين، وفي اليوم السابع أربعة آخرين، ثم يُطلق سراح دفعات أسبوعية حتى الإفراج عن جميع المحتجزين. 

ويشمل هؤلاء الأسرى نساءً وأطفالًا ومسنين فوق الخمسين عامًا، بالإضافة إلى جنود احتياط وبعض الشباب الجرحى الذين أكدت المصادر العبرية أنهم على قيد الحياة.

وتحدث “الرقب” عن انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض محاور القتال في غزة، مؤكدًا أن اجتماع القاهرة الأخير طالب بضرورة انسحاب إسرائيل من عمق المدن الفلسطينية. 

ولفت إلى أنه تم الاتفاق على هذا المطلب جزئيًا، مع توقعات ببدء الانسحاب في غضون الأيام المقبلة، ما قد يسهم في تخفيف حدة الصراع وتهيئة الأجواء لوقف كامل للحرب، محذرا من أن التحديات المتعلقة بالمرحلة الثانية لا تزال كبيرة، خصوصًا مع غياب توافق فلسطيني حول إدارة غزة بعد الحرب وهذا الوضع، يترك الباب مفتوحًا أمام إمكانية العودة للتصعيد إذا لم تُحل القضايا العالقة بشكل جذري.

 

ناصر الصوير: صفقة غزة تحمل ثغرات تستغلها إسرائيل

من جانبه، أكد الدكتور ناصر الصوير المحلل السياسي الفلسطيني، أن الهدنة، تحمل في طياتها العديد من الثغرات التي قد تؤدي إلى إفشالها، مشيرًا إلى أن التفاصيل الدقيقة في الاتفاقية تعكس نوايا خفية من الجانب الإسرائيلي.

وأوضح “الصوير” أن هذه البنود، المحملة بالكثير من التأويلات والتفسيرات، قد صُممت عمدًا لخلق حالة من الغموض والتلاعب في تطبيق الاتفاق.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، استغل هذه الهدنة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية، حيث أشار في تصريحات إلى أعضاء حكومته اليمينية المتطرفة بأن الاتفاق سيوفر أرباحًا استراتيجية كبيرة. 

وقال المحلل السياسي، إن من أبرز هذه المكاسب للاحتلال، الدفع نحو تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل كسرًا للحاجز النفسي والمعنوي بين الاحتلال والعالم الإسلامي. وأكد أن السعودية، باعتبارها القلب النابض للعالم الإسلامي، ستكون مفتاحًا لتوسيع دائرة التطبيع في المنطقة.

ووصف الهدنة بمحاولة لذر الرماد في العيون، لأنها لن تحل القضايا العالقة. وأشار إلى أن التاريخ الإسرائيلي يعج بالأمثلة التي تثبت أن دولة الاحتلال تتراجع عن التزاماتها بعد تحقيق أهدافها، معتبرًا أن "الشيطان يكمن في التفاصيل" التي تتيح لإسرائيل التملص من الاتفاقيات.

وربط “الصوير” الهدنة بتحركات سياسية دولية، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تأتي بتنسيق بين نتنياهو والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يستعد للعودة إلى المشهد السياسي. واعتبر أن الإعلان عن الهدنة سيُستخدم لتعزيز صورة ترامب كقائد عالمي، يظهر بمظهر من نجح في وقف الحرب قبل العودة إلى البيت الأبيض. وفي الوقت نفسه، سيستغل نتنياهو هذه التطورات لتحقيق مكاسب إقليمية من خلال الضغط على السعودية لتوسيع مسار التطبيع.

وحذر من مخاطر كبيرة، لا سيما أن الوسطاء في قطر وتركيا ومصر يفتقرون إلى المعلومات الدقيقة حول وضع المحتجزين الإسرائيليين، وما إذا كانوا جميعهم على قيد الحياة. وأشار إلى أن إسرائيل قد تستخدم هذه المعلومات لاحقًا ذريعة للتراجع عن التزاماتها.

وأكد الصوير أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت، متوقعًا أن تستغل إسرائيل أي ثغرة لإعادة التصعيد. وطرح تساؤلات حول قدرة المقاومة على مواجهة هذه التحديات وضمان التزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه، مؤكدًا أن الضمانات الصارمة ستكون ضرورة حاسمة لتجنب انهيار الهدنة.

نزار نزال: هدنة غزة إنسانية وليست سياسية

من جانبه، أكد الدكتور نزار نزال الكاتب السياسي الفلسطيني، أن الهدنة "إنسانية بالمطلق" وليست ذات طابع سياسي، مشيرًا إلى أن القضايا المعقدة لم تُحل بعد وتم ترحيلها إلى مفاوضات لاحقة، من المتوقع أن تبدأ في اليوم السادس عشر من الهدنة.

وأشار نزال في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إلى أن المفاوضات القادمة ستتناول قضايا صعبة، منها انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، وهو أمر يراه مستبعدًا في هذه المرحلة. 

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية ستظل تحتفظ بخمسة وستين محتجزا إسرائيليًا، وهو عدد كبير قد يجعل إسرائيل تتردد في اتخاذ قرار بإنهاء الحرب بشكل نهائي أو الانسحاب الكامل من القطاع. وتوقع أن توافق إسرائيل على وقف إطلاق نار مؤقت أو طويل الأمد، لكن إنهاء الحرب بشكل كامل لن يكون مطروحًا حاليًا.

وأكد نزال أن إنهاء الحرب يعني ضربة قاصمة لليمين الإسرائيلي، ويفتح المجال لظهور قوى سياسية أخرى مثل الجنرالات والعلمانيين والليبراليين.

وأشار إلى أن الحديث عن تشكيل كتلة برلمانية بزعامة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت قد يهدد مستقبل نتنياهو السياسي، خاصة مع الانتخابات المقررة في عام 2026، مشيرا إلى أن الشارع الإسرائيلي يشهد حالة من التوتر والغليان، خصوصًا إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين. 

وأكد أن نتنياهو يحاول استغلال هذه الهدنة لانتزاع تنازلات من الولايات المتحدة، بما يشمل تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية والأمنية.

وأشار نزال إلى أن الجهود التي بذلتها مصر وقطر أسهمت في التوصل إلى هذه الهدنة، لكنها تبقى هدنة إنسانية بحتة، موضحا أن المطالب الإسرائيلية، مثل إقصاء حماس وتجريدها من السلاح وعدم الانسحاب من قطاع غزة، ستظل عقبات رئيسية أمام أي اتفاق مستدام. 

وشدد أن هذه القضايا المعقدة قد تتحول إلى ألغام سياسية تعيق الوصول إلى وقف نهائي لإطلاق النار.

 

ثائر أبو عطيوي: مصر أدت دورا مهما في دعم غزة

فيما قال ثائر أبو عطيوي المحلل السياسي الفلسطيني، إنه من الواضح أن المفاوضات التي انطلقت من القاهرة بجهود مصرية قطرية وتم استكمالها في الدوحة من أجل انجاز صفقة تبادل بين حماس وإسرائيل تكللت بالنجاح هذه المرة، وذلك وفقا للتقارير الإعلامية والصحفية الصادرة عن الأطراف، والتي من الممكن الإعلان عنها على أكثر تقدير الخميس القادم.

وأوضح “أبو عطيوي” أنه بناءً على مسودة الاتفاق قد تم عرضها ومناقشتها من قبل حماس وإسرائيل،  وسوف يتم اعتمادها من خلال الحكومة الإسرائيلية، بالمقارنة مع وصول وفد رفيع للدوحة من حركة حماس يترأسه خليل الحية من أجل مناقشة الصفقة مع الوسطاء، والتي أشارت حماس في وقت لاحق أنها موافقة ولا تبدي اي اعتراض على أي من البنود أو أي تعديلات، الأمر الذي يعني أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، في عرض الصفقة وبنودها على وزراء حكومة نتنياهو والمسؤولين الإسرائيلين والتصويت عليها بالموافقة، الأمر الذي أعلنت عنه إسرائيل أنها تقبل الصفقة وفق المسودة التي ارسلت لها من الوسطاء.

وقال المحلل الفلسطيني، إنه سيكون هناك قمة كبيرة لإتمام الاتفاق بحضور مبعوثي ترامب وبايدن، الأمر الذي يؤكد جدية نجاح المفاوضات ووصولها لصفقة تبادل موافق عليها من كافة الجهات، والباقي مجرد بروتوكولات من أجل التوقيع وضمان سير الصفقة دون معوقات أو عراقيل مفاجأة. 

وأوضح أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المعطيات تشير إلى نضوج عملية التفاوض الحالية التي وصلت للمرحلة النهائية وفي انتظار التوقيع على صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل وبضمانات الوسطاء من مصر وتعهد الجانب الأمريكي بالزام إسرائيل بكافة ما تم التوقيع عليه من المرحلة الأولى على طريق إنهاء كافة المراحل والوصول لوقف الحرب على غزة بشكل نهائي ضمن مدة زمنية محددة.

وتابع أبو عطيوي "الجهود المصرية المشكورة التي انطلقت منها المفاوضات الحالية اثمرت بالبشريات السعيدة واستعادة الأمل لأهلنا في قطاع غزة والتي تم استكمالها في الدوحة، ويبقى خلال اليومين القادمين انتظار الإعلان عن الوصول لاتفاق لإتمام صفقة التبادل وسريان الهدنة ".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق