احتلت أزمة أسطول "الظل الروسي" العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام الغربية في الأيام الأخيرة، وذلك بعد أن فرضت العقوبات الأمريكية حظرًا على نشاط 270 سفينة، من بينها 160 سفينة خضعت لقيود مباشرة، فيما يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض المزيد من العقوبات على أسطول الظل الروسي.
ومن جانبه، علق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن هذه الإجراءات "ستوجه ضربة قوية" لموسكو. وأضاف: "كلما انخفضت الإيرادات التي تجنيها روسيا من النفط... كلما استُعيد السلام في وقت أقرب".
فيما نددت وزارة الخارجية الروسية بالعقوبات الأمريكية الجديدة على قطاع الطاقة في موسكو ووصفتها بأنها محاولة للإضرار بالاقتصاد الروسي مع خطر زعزعة استقرار الأسواق العالمية وقالت إن البلاد ستمضي قدما في مشروعات النفط والغاز الكبيرة.
التفاف روسي
يعتمد الاقتصاد الروسي اعتمادًا كبيرًا على صادرات الطاقة، وخاصة النفط، فيما تهدف العقوبات الأمريكية إلى الحد من قدرة روسيا التنافسية في السوق العالمية وتقيّد وصولها إلى التقنيات والخدمات الحيوية مثل التأمين والنقل، مما يخلق فرصة لدول حلفاء أوكرانيا لزيادة الضغط الاقتصادي على موسكو.
تستغل روسيا بشكل نشط أسطولًا من ناقلات النفط القديمة التي لا تتوافق مع المعايير البيئية والتقنية الدولية. ويتكون ما يسمى بـ "أسطول الظل" من سفن تم التخلي عنها في دول أخرى ولكن يتم استخدامها لنقل النفط الروسي بشكل غير قانوني لتجاوز العقوبات.
فيما اضطرت روسيا، بسبب القيود المفروضة على التأمين والوصول إلى النظام المالي العالمي، إلى تصدير نفطها بأسعار أقل بكثير من الأسعار السوقية، مما يقلل بشكل كبير من إيراداتها ويحد من قدرتها على تمويل الحرب ضد أوكرانيا. وفقًا لبيانات وكالة بلومبرغ، لم تتمكن معظم السفن التي خضعت للعقوبات من مواصلة نشاطها، مما يبرز فعالية الاستراتيجية الأمريكية في فرض القيود.
الهند والصين يتجهان للشرق الأوسط
قال تجار ومحللون إن شركات التكرير الصينية والهندية ستحصل على المزيد من النفط من الشرق الأوسط وأفريقيا والأميركيتين، مما سيعزز الأسعار وتكاليف الشحن، في الوقت الذي تعمل فيه عقوبات أمريكية جديدة على المنتجين والسفن الروسية على كبح الإمدادات إلى كبار عملاء موسكو.
وذلك فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الجمعة الماضية، عقوبات على شركة إنتاج النفط الروسية غازبروم نفط (SIBN.MM)، يفتح علامة تبويب جديدةوشركة سورجوت نفط غاز، فضلًا عن 183 سفينة نقلت النفط الروسي، مستهدفة الإيرادات التي استخدمتها موسكو لتمويل حربها مع أوكرانيا.
وقال مصدران تجاريان صينيان إن صادرات النفط الروسية ستتضرر بشدة بسبب العقوبات الجديدة، التي ستجبر مصافي التكرير المستقلة الصينية على خفض إنتاج التكرير في المستقبل، بحسب رويترز.
مخاطر بيئية
العديد من هذه ناقلات أسطول الظل الروسي تواصل نشاطها في الخفاء، مما يصعّب تتبع مساراتها ومواقع انطلاقها والموانئ التي تصل إليها، ويزيد هذا الغموض من احتمالية وقوع حوادث بيئية قد لا يتم احتواؤها في الوقت المناسب، وفقًا لتحذيرات غربية.
حيث يزيد استخدام الناقلات القديمة بشكل كبير من مخاطر تسرب النفط، مما قد يؤدي إلى أضرار بيئية واسعة النطاق. تشكل تسربات النفط أو الحوادث المرتبطة بهذه السفن تهديدًا خطيرًا للنظم البيئية البحرية، والاقتصادات الساحلية، والبيئة العالمية بأسرها.
بالنسبة لأوكرانيا، فيمكنها أن تستخدم هذه الحجة – المخاطر البيئية - لزيادة الضغط الدولي على روسيا، من خلال تسليط الضوء على التهديدات البيئية والاقتصادية التي يمثلها أسطولها.
فيما تعمل العقوبات الأمريكية على تحفيز الانتقال إلى مصادر طاقة تحافظ على البيئة وتعزز الاستدامة. كما تستثمر الولايات المتحدة وأوروبا في تنويع مصادر الطاقة، مما يعزز استقلاليتهما عن النفط الروسي.
0 تعليق