قال د. نور أسامة، استشاري الطب النفسي، إن أكثر المشكلات التي تواجهها العيادات النفسية حاليًا تتعلق بالعالم الافتراضي وتأثيراته السلبية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين.
وأشار، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، إلى ما يُسمى بـ"متلازمة العالم الافتراضي" أو البيئة الرقمية التي باتت تُشكل خطرًا حقيقيًا، موضحًا أن الاستخدام غير الآمن للموبايلات والإنترنت أصبح يفتح أبوابًا واسعة لمشكلات نفسية وعقلية خطيرة.
وأوضح أن الأطفال والمراهقين أصبحوا يتعرضون لألعاب وأفكار عنيفة عبر الإنترنت، مما يزيد من احتمالية تعرضهم للمخاطر النفسية والسلوكية، لافتا إلى أن هناك ظاهرة تعرف بالدوجما، وهي اقتناع الطفل أو المراهق بأن شيئًا ما يجب أن يُنفذ ليشعر بالسعادة أو الراحة النفسية، كأن يبدأ في البحث عن محتوى خطير قد يتضمن معلومات عن الأسلحة أو العنف.
وأضاف: “هذه الظاهرة لا تقتصر على البحث فقط، بل تتسارع لتنتقل إلى أفعال حقيقية مثل محاكاة المشاهد العنيفة التي يتعرضون لها في الألعاب، وهو ما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة، فقد تحدثنا سابقًا عن لعبة تنتهي بمحاكاة الانتحار، وهو ما يعكس خطورة البيئة الرقمية على الأطفال والمراهقين”.
تأثيرات هذه الظواهر
وأشار إلى أن تأثيرات هذه الظواهر يمكن أن تكون عميقة، حيث يعاني الأطفال والمراهقون من اضطرابات في النوم والأرق، بل ويمكن أن يتسبب ذلك في خلل في الجهاز العصبي واضطرابات سلوكية، مضيفا أنه من المهم أن نفهم أن هذه الظواهر تتسبب في خلل في النظام العصبي، وقد تؤدي إلى مشاعر الاحباط والعزلة.
وأكد على ضرورة الاهتمام بتكوين شخصية الطفل بشكل متوازن، من خلال إدخال الأنشطة الرياضية وورش العمل التي تنمي الفكر الإيجابي وتساعد في تنمية مهارات التفكير النقدي، موضحا أنه يجب أن نحرص على تنويع الأنشطة للأطفال والمراهقين بعيدًا عن العوالم الافتراضية الضارة، لتكوين شخصية صحية ومتوازنة.
0 تعليق