كشفت وكالة «رويترز» الإخبارية الدولية عن أن مصر والولايات المتحدة تقودان المرحلة الأخيرة من مفاوضات الهدنة فى غزة لوقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين؛ إذ سعى المفاوضون خلال الساعات الماضية إلى التوصل للاتفاق النهائى ووضع اللمسات النهائية عليه.
وأشارت الوكالة إلى اتصال هاتفى أجراه الرئيس الأمريكى جو بايدن، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، تعهد خلاله الزعيمان بالاستمرار فى إجراء الاتصالات الوثيقة قبل إبرام الاتفاق، موضحة أن المفاوضات الحاسمة، التى استمرت لأكثر من ٨ ساعات فى الدوحة مساء أمس الأول الثلاثاء، عززت التفاؤل.. وقال مسئولون من الوسطاء، من قطر ومصر والولايات المتحدة، وإسرائيل وحماس، إن الاتفاق على هدنة فى غزة وإطلاق سراح المحتجزين أصبح أقرب من أى وقت مضى.
وأوضح البيت الأبيض، فى بيان بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيس السيسى و«بايدن»: «تعهد الزعيمان بالتنسيق الوثيق من خلال فرقهما خلال الساعات المقبلة، وأكدا الحاجة الملحة إلى تنفيذ الاتفاق».
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصارى، فى وقت سابق فى مؤتمر صحفى، أن الجانبين قدما نصًا للاتفاقية، وأن المحادثات بشأن التفاصيل الأخيرة جارية.
بينما قال «بايدن»، الذى شاركت إدارته إلى جانب مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إن الاتفاق أصبح قريبًا بعد أن دمرت الحرب غزة، وأدت إلى استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وأثارت صراعات فى المنطقة.
وذكرت «حماس» أن المحادثات وصلت إلى الخطوات النهائية، وأعربت عن أملها فى أن تؤدى هذه الجولة من المفاوضات إلى اتفاق.
وقال مسئول إسرائيلى، إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حرجة على الرغم من الحاجة إلى حل بعض التفاصيل، موضحًا: «نحن قريبون، لكن لم نصل إلى الاتفاق بعد».
بينما أضاف مستشار الأمن القومى للبيت الأبيض، جيك سوليفان، أنه يأمل فى التوصل إلى اتفاق بشأن أسرى غزة هذا الأسبوع.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلى، جدعون ساعر، أنه يعتقد أن أغلبية الحكومة الائتلافية الإسرائيلية ستدعم اتفاق غزة إذا جرى التوافق عليه فى النهاية، على الرغم من المعارضة الصريحة من الأحزاب القومية المتشددة فى الائتلاف.
وأفادت جماعة الجهاد الإسلامى بأنها أرسلت وفدًا كبيرًا سيصل إلى الدوحة مساء أمس الأول الثلاثاء، للمشاركة فى الترتيبات النهائية لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مصدر فلسطينى إن إسرائيل ستفرج عن ١٠٠٠ أسير فلسطينى فى المرحلة الأولى على مدى ٦٠ يومًا.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلى تستعد للانسحاب التدريجى من قطاع غزة، استعدادًا لتلقى التعليمات النهائية من القيادة السياسية ببدء الهدنة.
وأوضح مصدر أمنى إسرائيلى أن قوات الاحتلال ستغادر معبر رفح بشكل كامل فور توقيع الاتفاق.
وكانت مصر قد اشترطت على إسرائيل فى كل جولات المفاوضات السابقة الانسحاب من محيط معبر رفح، من أجل دفع المفاوضات للأمام، وتسليمه للسلطة الفلسطينية تمهيدًا لإعادة فتحه مرة أخرى، وإدخال عشرات الأطنان من المساعدات التى ترفض إسرائيل مرورها إلى قطاع غزة.
وأكدت القناة الـ١٤ الإسرائيلية أن مصر تستعد لإعادة فتح معبر رفح مرة أخرى بعد توقيع الاتفاق، إذ تلقت السلطات المصرية المشرفة على تشغيل معبر رفح توجيهات رسمية بالاستعداد لإعادة فتح المعبر خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتابعت «القناة» أنه من المتوقع أن تدخل صفقة الهدنة فى غزة وتحرير المحتجزين حيز التنفيذ خلال الساعات القليلة المقبلة، فى حال لم تفرض إسرائيل أى شروط جديدة.
وأكدت المصادر المطلعة على المفاوضات أن الاتفاق سيجرى تنفيذه بعد ٤٨ ساعة من التوقيع الرسمى.
وتابعت القناة أن إعادة فتح معبر رفح تُعد خطوة محورية فى تنفيذ أى اتفاق بين الطرفين، إذ يشكل المعبر شريان حياة أساسيًا لسكان قطاع غزة، كما يُتوقع أن يكون جزءًا من الإجراءات الإنسانية التى تترافق مع تنفيذ الاتفاق وتخفيف التوتر فى المنطقة.
ورغم الحديث عن قرب تنفيذ الاتفاق، يبقى هناك قلقٌ من احتمال ظهور عقبات أو شروط إضافية قد تعرقل التفاهمات، خصوصًا أن المفاوضات السابقة بين الطرفين غالبًا ما شهدت تقلبات حادة وتغييرًا فى المواقف.
وأضافت القناة أنه إذا ما جرى تنفيذ الاتفاق بنجاح، فإنه قد يفتح الباب أمام تهدئة مرحلية أو حتى تسوية طويلة الأمد تشمل ملفات إنسانية وسياسية واسعة.
وتابعت أن الانسحاب لن يقتصر على معبر رفح فقط، إذ يستعد جيش الاحتلال للانسحاب أيضًا من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر، وكذلك ممر نتساريم الذى يقسم قطاع غزة نصفين.
وأضافت أنه فى إطار الاتفاق، سينشئ جيش الاحتلال الإسرائيلى منطقة عازلة لا يُسمح للفلسطينيين بالاقتراب منها، ولتحقيق ذلك دمر الجيش فى الأشهر الأخيرة مساحة تقدر بكيلومتر واحد على طول الحدود التى تمتد ٦٠ كيلومترًا حول القطاع.
أما بالنسبة لوجود القوات فى ممر «نتساريم»، فمن المتوقع أن يستغرق جيش الاحتلال حوالى أسبوع لإخلاء الممر، وفقًا للتقديرات فى النظام الأمنى، لأنه فى الأشهر الأخيرة، شيّد الجيش الإسرائيلى سلسلة من المواقع العسكرية والبنى التحتية على طول الممر، بما فى ذلك محطات تقوية للإشارة الخلوية.
وأضافت القناة أن قرار الانسحاب الإسرائيلى من معبر رفح جاء بعد ضغوط من مصر والولايات المتحدة، إذ رفضت مصر التعاون مع الاحتلال الإسرائيلى فى إدارة المعبر وأصرت على إدارته من جانب سلطة فلسطينية.
وتلقى المسئولون الفلسطينيون الذين يشرفون على المعبر من الجانب الفلسطينى رسائل رسمية لإعداد المعبر تمهيدًا لإعادة فتحه فى الأيام المقبلة، فى حال جرى توقيع الاتفاق بالفعل.
0 تعليق