ماهر فرغلى: «الإخوان» تسعى لتعميم النموذج السورى ونشر ثقافة الإرهاب

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد ماهر فرغلى، الباحث فى شئون حركات الإسلام السياسى، أن جماعة الإخوان الإرهابية لديها منظومة إعلامية تستهدف نشر الشائعات ضد النظام والدولة حتى تحقق أهدافها بالعودة إلى المشهد، مؤكدًا سعى الإخوان لتعميم النموذج السورى فى الوطن العربى، لنشر ثقافة العمل المسلح.

وقال «فرغلى»، فى حواره لـ«الدستور»، إن استقرار الدولة ونجاح مشاريعها القومية، يمثلان عقبة أمام مخططات الإخوان، وعليه فهى تحاول بشتى الطرق هدم الدولة وتضليل الرأى العام بأساليب نفسية وتقنيات حديثة لتحقيق أهدافها السياسية.

■ بداية.. ما العلاقة بين ما حدث فى سوريا مؤخرًا وزيادة نشاط جماعة الإخوان الإرهابية خلال الفترة الحالية؟

- جماعة الإخوان الإرهابية تريد تعميم النموذج السورى فى الوطن العربى، لأن هذا النموذج يتوافق مع قناعاتها، فالفصائل السورية وصلت السلطة عن طريق العمل المسلح. لذا، نرى الإخوان تروج لفكرة الثورة المسلحة، رغم أنها نجحت فى سوريا لأسباب مختلفة، إقليمية ودولية، خاصة بفضل مساندة بعض الدول هذه الفصائل لإسقاط بشار الأسد والمحور الإيرانى.

بعد ضرب «حزب الله» وغيره، هذا النموذج أصبح ملاذًا للإخوان ولكل الهاربين، ما يفسر الفرحة العارمة به ودعمه بشكل كبير واستغلاله مهاجمة الدولة.

ولا أرى أن هناك اختلافات بين الإخوان وهذه التنظيمات والفصائل فى سوريا، فتجمعهما استراتيجية واحدة، هى الإعلان عن قيام دولة إسلامية ثم الخلافة الإسلامية، ويلتقيان فى هذا الهدف.

■ ما مخططات الجماعة خلال الفترة المقبلة؟

- خطة الجماعة فى المرحلة المقبلة هى نفس الخطة القديمة، وهى مهاجمة مصر إعلاميًا، لأنها على يقين من عدم قدرتها على تنفيذ عمل ثورى أو حشد المواطنين للتظاهر، لذا تركز الجماعة جهودها على نشر الشائعات للتأثير على الاقتصاد المصرى، وضرب صورة الدولة لدى المواطنين.

هذه الخطة تستخدم منذ ٢٠١٣، ويجرى استغلال المنظمات الحقوقية وبعض المؤسسات خارج الدولة ومنصات السوشيال ميديا لنشر الشائعات ومحاولة ضرب الاقتصاد.

وفى الماضى، كانت الجماعة تعتمد على محور إضافى فى هذه الخطة، وهو العمليات الإرهابية، لكن ذلك توقف بفضل الجهود الأمنية.

■ ما أسباب زيادة الشائعات التى يُطلقها الإخوان ضد مصر حاليًا؟

- السبب هو محاولة ضرب الاستقرار فى مصر، فالجماعة مستبعدة تمامًا من المشهد منذ أكثر من ١٠ سنوات، بسبب جرائمها، وهذا أمر مؤلم للغاية للتنظيم، ما يجعله يركز على إطلاق الشائعات لمحاولة هدم هذا الاستقرار.

الجماعة تدرك أن الاستقرار فى مصر يعنى أنها ستكون خارج المعادلة، لأن تلك التنظيمات لا تنشط إلا فى ظل الفوضى.

ونرى أن شائعات الإخوان تتوافق مع ما يروجه الإسرائيليون، وهى مسألة متكررة فى الفترة الأخيرة، وهذا يُظهر استعداد الإخوان للتنسيق ونقل رواية دول معادية حتى تحاول أن تبقى فى المشهد، وأن تمارس مخططها لإفشال عدوها، وهو النظام السياسى الموجود بالدولة المصرية المستقرة اقتصاديًا.

■ كيف تستخدم الجماعة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى لنشر هذه الشائعات؟

- الجماعة لديها خطة ممنهجة بعيدة وقصيرة المدى لنشر الشائعات، وهناك لجنة إعلامية خاصة بالتنظيم الدولى تدير الإعلام، وأيضًا لجنة إعلامية خاصة بالتنظيم المصرى، ويجرى وضع استراتيجية معينة للقنوات الفضائية وللبرامج القصيرة، ولديها شركات إعلامية كثيرة للغاية أغلبها موجود فى لندن وفى تركيا؛ مهمتها التصدى لأى هجوم على الجماعة وإطلاق الشائعات وتروجيها وخدمة مخططات الإضرار بالنظام المصرى، وهذه الكيانات بمثابة غرف عنقودية منفصلة عن بعضها، لكن تجمعها أهداف واحدة.

ومنذ ٤ سنوات، جرت إعادة تقييم للإعلام الخاص بالجماعة، ووضع خطة إدارة واحدة تدير المنظومة برمتها وكل المنصات والأسواق الإعلامية التابعة لها. 

وجرى استغلال وسائل التواصل لإطلاق صفحات بأسماء وهمية وصفحات عامة وحسابات بأسماء لا تنتمى للجماعة، لها توجهات رياضية وفنية، يجرى استخدامها لبث شائعات الجماعة، مثلًا صفحة رياضية تركز فى تخصصها، لكن فى وقت معين تنشر ما تريده الجماعة.

■ هل تعتمد الجماعة على تقنيات حديثة أو أساليب نفسية معينة لتعزيز تأثير الشائعات على المجتمع؟

- خطة الجماعة هى استخدام حروب الجيل الخامس، ولها خطوات معينة، منها تكرار المعلومة أو تكرار الهجوم وآليات لتعزيز الشائعات والتركيز على المعلومات المضللة لتحقيق أهدافها السياسية.

■ هل هناك سوابق تاريخية ضللت فيها الجماعة الرأى العام؟

- تاريخ الجماعة كله تضليل، حتى الكتب التى صدرت عن مؤسسها حسن البنا، جرى تزوير الحقائق فيها، وحتى كتب زينب الغزالى.. كل تاريخ التنظيم كذب وتضليل، وهذا الأمر عندها منهج حياة لأنها تجيز الكذب فى ساعة الحرب، وهى تعتبر نفسها الآن فى حالة حرب وعداء مع الدولة وفى حالة الحرب تجوز كل الوسائل.

■ كيف يمكن للمواطن العادى التمييز بين الأخبار الحقيقية والشائعات؟

- على المواطن أن يلتزم بسماع الأخبار من مصادرها الموثوقة، وأن يعمل عقله النقدى فيما تبثه الصفحات المجهولة والفيديوهات القصيرة، وأن يلتزم بالإعلام الرسمى والبيانات التى تعلنها الحكومة، وبالمناسبة الشعب المصرى «فاهم وواعى بمخاطر الانسياق وراء الدعايات المضللة»، كما أن الدولة وأجهزتها تقوم بجهود مهمة، خاصة من الناحية الأمنية بهزيمة كل التنظيمات المسلحة والإرهابية.

■ هل تمتلك الدولة استراتيجيات فعالة لمواجهة الشائعات وتوعية المواطنين بمخاطرها؟

- نعم.. الدولة تمتلك استراتيجيات فعالة فى هذا الشأن، وأهمها التطور الاقتصادى والخطط المبهجة لتطوير البلد، لأنه كلما زاد التطور ولمسه المواطن حدث استقرار سياسى واجتماعى واقتصادى، وهو ما يُفشل تنظيم الإخوان.

■ هل ترى أن هناك تنسيقًا بين الجماعة وبعض الدول المعادية؟

- بالطبع هناك تنسيق، كما أن خطط الجماعة ممولة خارجيًا، ولديها مكاتب متنوعة فى تركيا وفى لندن وبعض أجهزة الاستخبارات المعادية للنظام المصرى تستغلها أيضًا؛ بهدف تركيع الدولة وهدمها، خاصة أنها الجيش الوحيد الباقى بالمنطقة.

■ ما الأهداف السياسية أو الاستراتيجية التى تسعى الجماعة لتحقيقها من خلال هذه الحملات المضللة؟

- الأهداف هى ضرب استقرار النظام وإسقاط الدولة والعودة إلى الحكم، وفى حال عدم القدرة على العودة إلى الحكم، فعلى الأقل يتفاوض على التصالح وخروج المسجونين والعودة للحياة السياسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق