مع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عادت الأنظار إلى الثمن الباهظ الذي دفعه الصحفيون الفلسطينيون خلال الحرب، حيث كان استهدافهم جزءًا مأساويًا من هذا الصراع.
وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها، فمنذ أكتوبر 2023، تعرض الصحفيون لمخاطر جسيمة أثناء محاولتهم تغطية الأحداث المأساوية، مما أدى إلى مقتل العديد منهم وإعاقة التغطية الإعلامية المستقلة من داخل القطاع.
التضحيات والقيود للصحفين خلال الحرب
طوال الأشهر الماضية، قُتل العديد من الصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء واجبهم، مما أدى إلى فقدان قطاع غزة جزءًا كبيرًا من كوادره الإعلامية. وفيما مُنع الصحفيون الأجانب من دخول غزة منذ بداية الحرب، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية استهداف العاملين في وسائل الإعلام بشكل ممنهج. ورغم المخاطر المميتة، لم يتوانَ الصحفيون الفلسطينيون عن توثيق الفظائع التي تعرض لها سكان القطاع.
وفي بيان صدر بعد الإعلان عن الهدنة، دعت لجنة حماية الصحفيين إلى السماح الفوري للصحفيين الأجانب بدخول غزة، وطالبت بإجراء تحقيق دولي مستقل في حالات الاستهداف الموثقة ضد الصحفيين. وأشار البيان إلى أن الصحفيين كانوا من بين أكثر الفئات تضررًا، إذ فقدوا حياتهم في سبيل تقديم صورة حقيقية للعالم حول حجم الكارثة الإنسانية التي تعرض لها القطاع.
وفي الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب، قالت منظمة مراسلون بلا حدود إن العنف ضد الصحفيين في غزة خلال العام الماضي كان غير مسبوق. ووصفت ما حدث بأنه حملة ممنهجة لمنع التغطية الإعلامية عبر استهداف الصحفيين مباشرة.
وأضافت المنظمة أن الحظر المفروض على دخول الصحفيين الأجانب ساهم في عزل القطاع إعلاميًا وزاد من تعتيم الحقائق حول ما يجري هناك.
مخاطر مستمرة وتضييق على الإعلام
رغم إعلان وقف إطلاق النار، فإن استمرار التحديات أمام حرية الصحافة في الأراضي الفلسطينية يظل مصدر قلق كبير. وأكدت منظمات دولية أن الجهود المبذولة لتوثيق الانتهاكات يجب أن تتسارع، مشيرة إلى الحاجة الملحة لدعم الصحفيين الذين يعملون في ظروف بالغة الخطورة، ولتوفير حماية دولية لهم تضمن وصول الحقيقة إلى العالم دون قيود أو خوف من الاستهداف.
ولاقى استهداف الصحفيين في غزة إدانات دولية واسعة من قبل منظمات حقوقية وصحفية. وشددت الحملات على أهمية حماية الإعلاميين واحترام حقوقهم وفق القوانين الدولية، التي تحظر استهداف الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة. ودعت هذه الحملات المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات ملموسة لضمان سلامة الصحفيين في مناطق النزاع، وفرض محاسبة على من يثبت تورطهم في استهدافهم.
وتظل معاناة الصحفيين في غزة انعكاسًا مأساويًا لوضع أوسع يشمل المدنيين في القطاع. وبينما يُنظر إلى اتفاق وقف إطلاق النار على أنه خطوة نحو التهدئة، تبقى الحاجة ملحة لتحقيق العدالة والمساءلة لضمان أن ينعم الصحفيون الفلسطينيون بحماية تمكنهم من أداء دورهم في نقل الحقيقة دون خوف من القتل أو التهديد.
0 تعليق