قال محمد ولد أعمر رئيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، إن الألكسو تعمل على تطوير مناهج تعليمية تُعنى بالهوية العربية، وتدريب المعلمين وتوفير الموارد التي تركز على التراث الثقافي واللغة العربية، مما يعزز الانتماء لدى الأجيال الجديدة موضحا في حواره "للدستور" أن النزاعات تؤدي لتدمير عدد كبير من المدارس والبنية التحتية التعليمية، وإلي التفاصيل من أول سطر
1. ماذا قدمت "الألكسو" لدعم الهوية العربية؟
- تقدم (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) مجموعة من المبادرات والبرامج لدعم وتعزيز الهوية العربية عبر مجالات مختلفة للتربية والثقافة والعلوم، ومن أبرز جهودها:
- حماية اللغة العربية وتطويرها: تعمل الألكسو على دعم اللغة العربية من خلال مشروعات تتعلق بتطوير مناهج تدريسها وتعزيز حضورها في المجال الرقمي، بما في ذلك إنتاج قواميس متخصصة ومعاجم، وتنظيم المؤتمرات التي تدعو إلى تطوير اللغة بما يلائم تطورات العصر الرقمي، وبدأت الأن في مشروع مهم بوضع إطار مرجعي موحد للغة العربية (تعليما، وتعلما، وتقييما) بالتعاون مع البنك الاسلامي للتنمية بالمملكة العربية السعودية.
- التعريف بالتراث العربي وحمايته: تهتم المنظمة بحماية التراث الثقافي العربي، من خلال التعاون مع الدول الأعضاء في مشاريع توثيق التراث المادي وغير المادي، كما تسعى لإدراج مواقع التراث العربي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما يعزز حضور الهوية الثقافية العربية دوليًا.
- التبادل الثقافي والمعرفي بين الدول العربية: تساهم الألكسو في تنظيم مؤتمرات وندوات وبرامج تشجع التبادل الثقافي بين الدول الأعضاء، مما يعزز التواصل بين الشعوب العربية ويعزز الفهم المتبادل للهوية ومكوناتها.
- الترويج للمواهب الثقافية والفنية العربية: تدعم المنظمة المواهب العربية في المجالات الثقافية والفنية من خلال مسابقات وبرامج تهدف إلى إبراز الإبداع العربي، كالمهرجانات الثقافية والأدبية، والمساهمة في إحياء الفنون التقليدية.
- دعم التعليم والتربية: تعمل الألكسو على تطوير مناهج تعليمية تُعنى بالهوية العربية، وتدريب المعلمين وتوفير الموارد التعليمية التي تركز على التراث الثقافي واللغة العربية، مما يعزز الانتماء والهوية لدى الأجيال الجديدة.
- تعزيز الوعي الرقمي للهويّة العربيّة: تسعى المنظمة لدعم الهوية العربية في الفضاء الرقمي عبر مشاريع مثل إنشاء منصة تعليمية رقمية مفتوحة، تطوير المحتوى الرقمي العربي الذي يعزز من حضور الثقافة العربية ويواجه التحديات المتعلقة بالإنترنت.
2. ما حجم التأثير العالمي على هويتنا العربية؟ وكيف تواجهون ذلك؟
ترى الألكسو أن الهوية العربية تواجه تحديات عميقة في ظل التأثيرات العالمية المتزايدة. فالتقدم التكنولوجي، وانتشار وسائل الإعلام الرقمية، وسهولة التفاعل مع ثقافات مختلفة قد أسهمت في تشكيل موجات من التغيير على مستوى اللغة والثقافة والهوية العربية، مما قد يؤدي إلى ضعف الارتباط بالتراث والقيم التقليدية. تدرك الألكسو أن هذا التأثير العالمي لا يأتي فقط من التواصل الرقمي، بل يتجاوز ذلك ليشمل الأنماط الثقافية واللغوية والاجتماعية التي تفرضها بعض القوى العالمية، مما يهدد بشكل خاص فئة الشباب التي باتت أكثر انفتاحًا وتعرضًا لهذه المؤثرات.
تعتبر الألكسو أن أحد أهم تأثيرات العولمة هو التأثير اللغوي، وأن اللغة العربية تواجه تحديات في ظل هيمنة اللغات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تراجع استخدامها خاصة بين الشباب، وتراجع عدد المحتويات الرقمية والتعليمية بالعربية لصالح لغات أخرى. بالإضافة إلى تأثيرات على القيم والعادات العربية، خاصة أن الثقافة العالمية قد تسهم في نقل قيم تتعارض مع التراث الثقافي والاجتماعي العربي.
3-كيف تواجه الألكسو هذه التحديات؟
تعمل المنظمة على عدة محاور استراتيجية تهدف لتعزيز الهوية العربية، ومواجهة التأثيرات السلبية للعولمة،من خلال:
1) تعزيز التعليم باللغة العربية: تعمل الألكسو على دعم المناهج التعليمية التي تركز على اللغة العربية، وتطوير طرق تدريسها، بما يشمل التدريب والتأهيل للمعلمين، وتوفير أدوات تعليمية حديثة. كما تهدف المنظمة إلى جعل اللغة العربية قادرة على استيعاب العلوم والتقنيات الجديدة، بما يساعد على ترسيخها كلغة أساسية للشباب في مختلف المجالات.
2) التوسع في المحتوى الرقمي العربي: تدرك الألكسو أن أحد أكبر التحديات يكمن في قلة المحتوى الرقمي العربي مقارنةً بالمحتويات باللغات الأجنبية، خاصة الإنجليزية. ولهذا، تدعم الألكسو مشاريع تطوير المكتبات الرقمية العربية، وإنتاج مواد تعليمية وثقافية وفنية باللغة العربية، وتقديم التطبيقات والمنصات التي تتيح الوصول إلى المعلومات باللغة العربية، مما يسهم في تعزيز حضور الهوية الثقافية في العالم الرقمي.
3) دعم التراث الثقافي وحمايته: تحرص الألكسو على الترويج للتراث الثقافي العربي وحمايته من خلال برامج خاصة بحفظ التراث المادي وغير المادي. يشمل ذلك توثيق التراث وتدريب الكوادر المتخصصة، إلى جانب مساعدة الدول العربية في إدراج مواقعها الثقافية ضمن قائمة التراث العالمي، مما يعزز الاعتراف الدولي بالهوية الثقافية العربية ويسهم في تعريف الأجيال الجديدة بأهمية هذا التراث.
4) التعاون مع المؤسسات الدولية: تعمل الألكسو على عقد شراكات مع مؤسسات دولية لتعزيز التعاون في قضايا الهوية وحمايتها. كما تسعى إلى إبراز الثقافة العربية على المستوى العالمي من خلال تنظيم مؤتمرات وندوات تروج للقيم العربية وتوضح أهميتها في إثراء التنوع الثقافي العالمي.
5) تمكين الشباب وتعزيز وعيهم الثقافي: تؤمن الألكسو بأهمية الشباب ودورهم في الحفاظ على الهوية، ولذلك تعمل على إشراكهم في برامج تركز على تعزيز الفهم والانتماء للثقافة العربية، تشجع الشباب على أن يكونوا سفراء لهويتهم، من خلال التوعية بقيم التراث وأهمية اللغة، ومساعدتهم في اكتساب الثقة بقدرة الثقافة العربية على مواكبة التغيرات العالمية.
4- ماذا عن استراتيجية وأهداف منظمة "الألكسو".
هي منظمة تابعة لجامعة الدول العربية، تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول في مجالات التربية، الثقافة، والعلوم، وتسعى لتحقيق أهداف استراتيجية تسهم في تطوير المنطقة العربية وتعزيز الهوية وحمايتها في ظل التحديات العالمية،وتتمثل استراتيجية الألكسو فى التالى:
1. تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجالات التربية والثقافة والعلوم، بهدف تحقيق التكامل العربي في هذه المجالات .
2. تحديث الأنظمة التعليمية والثقافية في الدول العربية لمواكبة التطورات العالمية، بإدخال التكنولوجيا الحديثة.
3. الحفاظ على الهوية العربية وتعزيزها في مواجهة التأثيرات العالمية، ودعم اللغة والتراث الثقافي العربي.
4. دعم جهود الدول العربية لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز التعليم والبحث العلمي والثقافة، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
5. استراتيجية الألكسو منبثقة عن عدد من الاستراتيجيات التي تعمل على تطوير المسيرة التربوية والثقافية والتعليمية والعلمية في الوطن العربي، ومن بين تلك الاستراتيجيات التي تعتمد عليها الألكسو في تحقيق رؤيتها ورسالتها الاستراتيجية العربي للبحث العلمي والتكنولوجي والابتكار التي أوكلت القمة العربية الثامنة والعشرون المنعقدة في المملكة الأردنية الهاشمية في عام 2017 مهمة متابعة تنفيذها إلى المنظمة، حيث تهدف هذه الاستراتيجية من خلال عدد من السياسات واليات التنفيذ المرتبطة بها لدعم الحركة العلمية والبحث العلمي في الوطن العربي والنهوض به ليصل إلى مصاف الدول المتقدمة.
- أهداف الألكسو:
1. تعزيز التعليم في العالم العربي:
- تحسين جودة التعليم على جميع المستويات في الدول العربية.
- تطوير المناهج التعليمية لتواكب التحديات الحديثة وتستجيب لاحتياجات سوق العمل.
- توفير البرامج التدريبية للمعلمين والمدربين في مختلف التخصصات.
2. دعم الثقافة والفنون العربية:
- حماية وتعزيز التراث الثقافي العربي، بما في ذلك التراث المادي وغير المادي.
- نشر الثقافة العربية على مستوى عالمي، وتعزيز الوعي بالهوية الثقافية العربية.
- دعم الفنون والمبدعين في مختلف المجالات الثقافية والفنية.
3. تطوير البحث العلمي:
- تعزيز البحث العلمي في المجالات التكنولوجية، الاجتماعية، والثقافية بما يخدم التنمية المستدامة في العالم العربي.
- دعم التعاون البحثي بين الدول العربية والمؤسسات الدولية.
4. حماية اللغة العربية:
- تطوير أساليب تعليم اللغة العربية وتسهيل استخدامها في مختلف المجالات، بما في ذلك الإعلام والتعليم.
- تعزيز وجود اللغة العربية في الفضاء الرقمي وتطوير المحتوى العربي على الإنترنت.
5. تعزيز التعاون الدولي:
- تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة واليونسكو، لدعم المبادرات العربية في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
- التفاعل مع الدول والمنظمات الدولية للمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز السلام والتنمية في العالم العربي.
6. مكافحة الأمية والجهل:
- مكافحة الأمية في العالم العربي من خلال توفير برامج تعليمية مبتكرة.
- تعزيز نشر الثقافة والتعليم بين الشباب، وخاصة في المناطق الأقل تطورًا.
تسعى الألكسو من خلال استراتيجيتها وأهدافها إلى تحسين الوضع التعليمي والثقافي والعلمي في العالم العربي، وتعزيز الهوية العربية في مواجهة العولمة، مع التركيز على الابتكار والتعاون بين الدول العربية والمؤسسات الدولية.
3.كيف ترى واقع المنظومة التعليمية العربية؟
المنظومة التعليمية العربية تواجه عددا من التحديات التي تؤثر على جودة التعليم في المنطقة العربية،تشمل قضايا مرتبطة بالبنية التحتية التعليمية، جودة المناهج، مدى قدرة النظام التعليمي على تلبية احتياجات سوق العمل والتطورات العالمية، ومع ذلك، فلألكسو تركز أيضًا على الإمكانيات والفرص المتاحة لتحسين الوضع التعليمي من خلال التعاون بين الدول العربية وتطوير السياسات التعليمية المناسبة. وفيما يلي نظرة عامة عن تقييم الألكسو لواقع المنظومة التعليمية العربية:
- التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية العربية:
o جودة التعليم: تعتبر الألكسو أن مستوى الجودة في التعليم لا يزال متفاوتًا بين الدول العربية، حيث توجد فجوة كبيرة بين المناطق الحضرية والريفية، إضافة إلى تفاوت في مستوى التعليم بين الدول الغنية والدول ذات الاقتصادات الأقل نموًا. هذا يؤدي إلى تفاوت في فرص التعليم بين الأفراد، مما يعمق فجوة التنمية.
o المنهج التعليمي التقليدي: تنتقد الألكسو بعض المناهج التعليمية التي لا تواكب التحديات الحديثة أو تغيرات سوق العمل، مما يؤدي إلى تخرج طلبة ليسوا مستعدين بشكل كافٍ للعمل في قطاعات مثل التكنولوجيا الحديثة أو الصناعات الابتكارية. تسعى الألكسو إلى تطوير المناهج لتكون أكثر مرونة وتلائم احتياجات العصر.
o قلة الاستثمار في التعليم: تشير الألكسو إلى أن العديد من الدول العربية لا تخصص ما يكفي من الموارد المالية لتطوير التعليم، مما يؤثر على نوعية المدارس، والجامعات، والبرامج التدريبية التي يمكن تقديمها للطلاب. كما أن الاستثمار في تدريب المعلمين ورفع كفاءتهم لا يزال محدودًا في بعض الدول.
o الأمية: رغم التحسن الذي شهدته بعض الدول العربية في محاربة الأمية، إلا أن الألكسو تشير إلى أن مشكلة الأمية لا تزال قائمة في بعض المناطق، خصوصًا بين الفئات السكانية ذات الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وقد يصل عدد الأميين في الدول العربية عام 2027 ألى 70 مليون آمي ما لم تتخذ الدول العربية برامج اصلاح سريعة لمحو الآمية.
o التحديات التكنولوجية: بينما يشهد العالم ثورة تكنولوجية، لا تزال بعض الأنظمة التعليمية في العالم العربي تواجه تحديات في دمج التكنولوجيا بشكل فعال في العملية التعليمية، سواء من حيث البنية التحتية أو تدريب المعلمين والطلاب على استخدام الأدوات الرقمية.
- فرص التحسين والرؤية المستقبلية:
رغم هذه التحديات، ترى الألكسو أن هناك العديد من الفرص لتحسين المنظومة التعليمية في العالم العربي من خلال اتباع استراتيجيات مبتكرة:
1. تطوير المناهج التعليمية: تركز الألكسو على أهمية تحديث المناهج الدراسية لتشمل المواضيع الحديثة مثل العلوم التطبيقية، التكنولوجيا، والابتكار، مع التركيز على التفكير النقدي وحل المشكلات. وهذا يساعد الطلاب على تطوير المهارات التي تتماشى مع احتياجات السوق العالمي.
2. الاستثمار في التعليم الرقمي: تدعو الألكسو إلى تعزيز استخدام التكنولوجيا في التعليم من خلال تطوير منصات تعليمية رقمية وتوفير المحتوى الرقمي باللغة العربية، مما يسهم في تحسين الوصول إلى التعليم، خاصة في المناطق النائية.
3. التدريب المستمر للمعلمين: تؤكد الألكسو على ضرورة توفير برامج تدريبية مستمرة للمعلمين لضمان تحسين طرق التدريس وتزويدهم بالأدوات اللازمة للتعامل مع التحديات التعليمية الحديثة.
4. تعزيز التعاون العربي: تسعى الألكسو إلى تعزيز التعاون بين الدول العربية في مجال التعليم، من خلال تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، وإطلاق مشاريع تعليمية مشتركة، مما يساعد على رفع مستوى التعليم في المنطقة بشكل عام.
5. محاربة الأمية: تعمل الألكسو على تنفيذ برامج تهدف إلى محاربة الأمية، سواء كانت أمية ثقافية أو رقمية، من خلال توفير التعليم للأفراد في جميع الأعمار وفي مختلف المناطق، بما في ذلك المناطق الريفية.
0 تعليق