مختصر مفيد
يتعرض جزء من ولاية كاليفورنيا الاميركية لحرائق مدمرة اندلعت في 7 يناير الجاري، ولا تزال تشتعل، فأحرقت آلاف المنازل، بعضها سعره ملايين الدولارات، لأثرياء ومشاهير اميركا، ونجوم السينما، كما مات بعض الاميركيين.
أصحاب هذه المنازل أنفقوا عليها ملايين الدولارات، في منطقة مطلة على المحيط الهادئ معروفة بـ"شاطئ المليارديرات"، لكن الحرائق حولتها رماداً وأنقاضاً.ظهرت قصص ومآس، نشرتها صحف اميركا، عن عائلات تنظر الى منازلها وقد أصبحت رمادا، واصحاب تلك المنازل دخلوا في صراع مع شركات التأمين، التي رفضت تعويضهم بالكامل، فيما ارتفع إيجار السكن في لوس أنجليس (واسمها إسباني يُنطق لوس انخليس بالخاء، أي الملائكة، هذا مختصر لضيق البراح).
لا أحد يعرف سبب اندلاع هذه الحرائق، التي ينسبها البعض للجفاف، وتغير المناخ، لكن المنطقة في فصل الشتاء، فكيف تحترق الأغصان والعشب، والبعض نشرها كفيلم فيديو يظهر فيه شخص يطلق لهيب النار على الاشجار، كمن يطلق الرصاص من مسدس، فلماذا لم يتم القبض عليه، ولماذا رضي بتصويره؟
ظهرت كوارث للبشرعبر التاريخ، مثل وباء فلورنسا سنة 1348، اذ كان الناس يتحاشون بعضهم بعضا، بل ومما لا يتخيله العقل أن الآباء والأمهات تركوا أطفالهم الى مصيرهم المظلم، وفي وباء لندن سنة 1665 نزع كل روابط الحب، وكل إنسان انشغل بنفسه.
في 27 مارس سنة 1964، ضرب زلزال آنكوراج، عاصمة ولاية ألاسكا الأميركية، ومسحها من على وجه الأرض خلال أربع دقائق ونصف الدقيقة، بقوة 9,2 درجة على مقياس ريختر، فانتزعت المباني من أساسها، أو انشطرت نصفين، وكان في المدينة نحو 100 ألف نسمة، وبعد 28 ساعة من الزلزال تبين ان الأهالي تعاملوا مع الموقف بعاطفة، وتعاون مذهل. فبعد ان هدأت الهزة، خرج الناس يبحثون عمن يكون على قيد الحياة، ويستخدمون الحبال لرفع من كان منهم تحت الركام، وانتشرت السيارات، بما فيها الأجرة، وأخذ السائقون يحملون المصابين الى المستشفيات، أو يسحبون ركام الأسمنت بسياراتهم بعيدا عن واجهات المباني.
كان الكل يمد يد العون بأي طريقة كانت، وهو شعور لا يحدث في الأيام العادية، فوفقا لرأي المتخصصين بعلم الاجتماع، فإن الكوارث تستخرج أفضل ما لدى الإنسان من مشاعر طيبة، ويعزو آخرون هذه المحن لسبب ديني، فالله يريدنا ان نتعاطف ونتراحم بيننا.
إذ يعـزو القاضي الأميركي في المحكمة العليا بولاية نيوجرسي الأميركية اندرو نابوليتانو، ظهور الأعاصير والكوارث الطبيعية الى إرادة الخالق، ويقول: "علمت بالدمار الواسع الذي نجم عن إعصار "هارفي" في تكساس وإعصار "إيرما" في فلوريدا، وسمعت قصص البؤس والموت والدمار، هذي الكوارث ليست من صنع الإنسان، فهل تكون كغضب من الخالق، أو ان الله يريدنا ان نتعاطف ونتراحم فيما بيننا"؟
0 تعليق