لا بارك الله بالضعف

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

زين وشين

القوة، لا بارك الله بالضعف، وقديماً قيل ظلم بالسوية عدل بالرعية! الشعوب بطبيعتها تبحث عن القوي لتلتف حوله، والضعيف حتى وإن أحبه الناس، إلا أنهم لايلتفون حوله، فطبيعة البشر تبحث عن الجبل لنستند عليه، ونستظل في ظله، فالقوي كل الناس ربعه.

في الآونة الأخيرة بدأنا نشعر بقوة القرار الكويتي، تلك القوة التي تجعلنا نشعر بأننا استعدنا بلدنا من خاطفيه، الامر الذي جعلنا ننام ونحن مطمئنون.

قد يستاء البعض من كل قرارات سحب الجنسية، او لا تعجبه، لكن الاغلبية تعتبر تلك القرارات عنواناً كبيراً واضحاً لدولة الكويت الجديدة... كويت القرار الذي كنا نطالب به، ونتمنى وجوده، وكنا نشعر بانه ينقصنا.

نقولها بكل فخر: نعم الآن هناك في سدة الحكم من يتخذ القرار، ويوقع ويده لا ترتجف، ولا يخشى بالحق لومة لائم، فقد انطلق قطار الهوية الوطنية بكل قوة، ومن يعجبه يلحق بالركب، ومن لا يعجبه يبحث عن محطة ينزل بها.

لاحظوا أنهم كلهم، بلا استثناء، لزموا الصمت، أخرسهم الحق، وأخرستهم القوة بعد أن كانوا في زمان الضعف، وغياب القرار يعتبرون أنفسهم هم مراكز للقوة، وهم من يحركون الشارع الكويتي، يخرجون المغرر بهم للشارع يحتجون تارة، ويتظاهرون تارة أخرى، ويطالبون برحيل من لا يعجبهم، ولا يتفق مع توجهاتهم، ويفرضون آراءهم على الشارع الكويتي، حتى اصبحوا ومن دون مبالغة في يوم من الايام حكاماً غير معلنين للكويت، فأين هم اليوم؟

حضر القرار القوي، وحضرت القوة الحقيقية، وغابت مراكز القوى، ومن يدعون انهم زعماء شعبيون، يتحدثون باسم الشعب، وكأن الشعب قد فوّضهم ليتحدثوا نيابة عنه، ويدعون النضال، وهم لا يعرفون المعنى الحقيقي للنضال، حتى من سار في ركابهم لا يعرف لماذا هو معهم.

ويدعون البطولة وهم ليسوا أبطالاً، ومعهم البقية من صبيان السفارات ومنسوبي حزب "الإخوان" الذين عادوا إلى سراديبهم، بعد أن رأوا العين الحمراء.

نتذكر من بين الحوادث حادثة مسجلة بالصوت والصورة، ونقول اليوم، وبأعلى صوت، هل يجرؤ الان من خرج علينا في يوم من الايام من تجمع ساحة قصر العدل ليعلن سقوط النظام "الفاسد" في الكويت، هل يجرؤ الآن ليكرر خطابه السابق الذي ألهب حماسة جمهوره في ذلك الوقت، وصفقوا بقوة، وهتفوا معه "لسقوط النظام الفاسد بالكويت"، وهل يستطيع واحد من جمهوره "المؤدلج" ان يصفق الآن؟

التصفيق والخروج الى الشارع، وتحريض الناس، كان ذلك في وقت غياب القرار، أما الآن فقد عادت الكويت إلى أهلها... زين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق