تصحيح مسار
الخميس 05/ديسمبر/2024 - 08:33 م 12/5/2024 8:33:36 PM
يتحدث الكيان الصهيونى بأن الضربات التى يقوم بها فى سوريا هى ضربات لإيران، ويحاول أن يوحى كل الوقت بأن الكيان هو الطرف الوحيد الملتزم بالهدنة مع لبنان، وأن إيران وحزب الله هم اللذين يسببون المشكلة فى ذلك، وأيضا محاولة إعطاء انطباع أن حكومة نتنياهو هى الملاك البريء وحمامة السلام التى تقوم بكل ما تلتزم به، والمشكلة فى الأطراف الأخرى.
ولكن عندنا ننظر إلى كل ما يحدث فى غزة نجده لم يزعج ولم يمنع شعب الكيان الصهيونى من النوم بقدر تصريح موشيه يعالون، وزير دفاع الكيان الأسبق، قبل أيام من أن ما يحدث فى غزة هو تطهير عرقى، ومنذ هذا التصريح وحتى الآن يتم مهاجمته واتهامه بالحقد على نتنياهو بدرجة كبيرة تضر بجنود الكيان، وأن تصريحاته استغلها أعداء الكيان لتشويه سمعته، ولم يكلف صحفى واحد فقط من الكيان نفسه للذهاب إلى غزة ويقف وسط البيوت المهدمة، وحصر أكثر من 45 ألف شهيد، ويسأل نفسه، هل هذا تطهير عرقى أم قانون دولى؟.
وجاء رد جيش الكيان على «يعالون» بأنه يتصرف وفق القانون الدولى، ويجلى سكان قطاع غزة وفقا للمتطلبات العملياتية وبشكل مؤقت، وأنه يفرغ شمال القطاع من أجل حماية السكان.. وكأنهم يريدون الخير لأهل غزة.
كما أن هناك سلسلة من التصريحات الأخيرة لوزراء وأعضاء فى الكنيست وكذلك مستوطنين يتحدثون علناً ويعقدون مؤتمرات وبدأوا بشكل علنى فى التحضير لإقامة مستوطنات جديدة فى شمال قطاع غزة، ومنهم «سموتريتش» وزير مالية الكيان، الذى قال فى أحد المؤتمرات: «من المهم احتلال غزة، ويمكن خفض عدد سكانها إلى النصف خلال عامين من الآن»، وكذلك «بن غفير»، وزير الأمن القومى للكيان، الذى قال علنا أيضا: «يجب تشجيع الهجرة من قطاع غزة»، ظنا منه أنه ذكى فى هذه التصريحات، فهو يسمى الدمار والقتل والكارثة الإنسانية وتحويل غزة إلى مكان غير صالح للحياة، تشجيع على الهجرة الطوعية.
مع الأخذ فى الاعتبار أن «سموتريتش» ليس وزيرا صغيرا فى حكومة الكيان، فهو أكثر وزير يؤثر على سياسة حكومة نتنياهو فى الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكلماته مغزى كبير.
والمشكلة هنا أن نتنياهو ووزير دفاعه الحالى يسرائل كاتس، لم يهتموا لتصريحات «سموتريتش»، رغم أنها تعتبر أكثر خطورة من تصريحات «يعالون» لأنه يشغل منصبا رسميا فى حكومة الكيان الصهيونى الآن.
وكان نتنياهو قد أعلن من عدة أشهر، إن فكرة الاستيطان فى غزة ليست واقعية، ولكن على أرض الواقع فإنه يتم إخلاء شمال القطاع، وشهية المستوطنين مفتوحة لإقامة المزيد من المستوطنات هناك، ولكن نتنياهو يترك الأمر رماديا وضبابيا عمدا، وبحسب تصريح صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنه يعمل الآن على بناء قاعدة عسكرية دائمة فى وسط قطاع غزة، وقام بهدم 600 مبنى تقريبا فى مكان واحد لإقامتها.
0 تعليق