قال الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، إن الحكم بالتكفير على أهل القبلة خطأ، فمن نصب هؤلاء الحدثاء حكاما على دين المسلمين بالتفسيق والتكفير، وذلك أخطر ما يواجه أوطان المسلمين ويهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها.
وأضاف أن الفكر المتطرف، عقبة خطيرة قد تؤدى إلى هلاك البلاد والعباد، جاء ذلك خلال خطبة جمعة اليوم من مسجد مصر الكبير بمركز مصر الثقافي بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وشدد مفتي الجمهورية، في خطبته بعنوان "التحذير من خطورة التكفير" على الإنسان بضروة ألا ينبغي أن يحكم عليه بالكفر إلا ببرهان ساطع وقرينة واضحة ويكون ذلك من خلال العلماء وهذه المشكلة تعد داء لكل أمة.
وأكد المفتي أن هؤلاء المفسدين في الأرض قد أجرموا بالتعدي على آيات القرآن الكريم وأحاديث نبي الرحمة الأمين - صلوات ربي وسلامه عليه - يقتطعونها من سياقها وينزلونها على المعنى النفسي الظلماني الذي يملؤه الاستئثار والأنانية ويدخلون الفروع في الأصول بلا بصيرة من علم أو فهم مشيرا إلى أن الفهم المغلوط منهجهم، وحمل السلاح وسيلتهم وإذاقة المجتمع ويلات الدمار والشتات غايتهم.
وتابع مفتي الجمهورية في الخطبة التي حضرتها عدد من الوزراء وكبار رجال الدولة: اعلموا أن التكفير في حقيقته; سمت نفسي منحرف ومزاج حاد ثأري عنيف وأن سر خصومة التكفيريين مع بني الإنسان هو الأنانية والكبر وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء وسفك الدماء وانتهاك الحرمات والتعدي على بنيان الإنسان وحاضرهم شاهد بالحرق والذبح وقطع الرقاب في مشاهد لم تجن منها الأمة إلا الخراب.
واستطرد قائلا: كيف تستسيغ نفسك أن تدنس ثوب الإسلام النقي الذي بعثه الله رحمة للعالمين بالعدوان عليه تفسيقا وتبديعا وتكفير.. داعيا من يقوم بهذا الفكر بالوقفة قف مع نفسه، مع وفكره ووجدانه فما زال الأذان يرفع في سماء بلادنا صادحا بالحق والسكينة والأمان وما زالت شعائر الإسلام ظاهرة متألقة تقول للمسلمين انشروا السلام والأمان في الدنيا; فأنتم أبواب الرحمة والإحسان والإكرام للخلق.
ولفت إلى أن القرآن الكريم نوه إلى هذه القضية فقال " ومن يقتل مؤمن مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" وفي هذه الآية عقوبات متتاليه تتأتى جراء استباحه النفس والمال والعرض وفي هذا ما يدفع الإنسان إلى ضرورة التريث في إصدار الأحكام فيقول النبي صلى الله عليه وسلم ويحذر من هذا الطريق "والذي نفس محمد بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله تعالى من زوال الدنيا".
0 تعليق