قال الشيخ مجدى رشدى من علماء وزارة الأوقاف، خلال خطبة الجمعة اليوم، إن المولى سبحانه وتعالى أمرنا بالتمسك بالوسطية، ونهانا عن الغلو والتطرف، وحثنا على طلب العلم من أهله.
وتناول " رشدى" خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد جاد الكريم بمحافظة الإسكندرية، موضوع "خطورة التكفير"، حيث قال إن التكفير من أخطر الأحكام الشرعية؛ لأنه يُخرج الإنسان من دائرة الإسلام، وقد قال النبي ﷺ: "من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما" (رواه البخاري). التسرع في تكفير الآخرين يعرض صاحبه للعذاب، ويخلق انقسامًا وفتنة في المجتمع. ويكفي أن نذكر القصة التي رواها الصحابي أسامة بن زيد، حين قتل رجلًا في الحرب بعدما نطق بالشهادتين ظنًا منه أنه قالها خوفًا من السيف، فقال له النبي ﷺ: "أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله؟!" ثم قال: "ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة؟" (رواه مسلم).
وأضاف: التكفير له شروطٌ صارمة، أهمها ثبوت الدليل الشرعي القاطع من الكتاب والسنة، وانتفاء الموانع كالإكراه أو الجهل أو الخطأ. قال الله تعالى: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" (الإسراء: 15). كما أن التكفير يتطلب إقامة الحجة وبلوغها للشخص، فالله عز وجل قال: "رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل" (النساء: 165).
وتابع: الفتوى بغير علم من الكبائر التي تفسد الدين والدنيا، وقد حذّر الله من ذلك بقوله: "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولًا" (الإسراء: 36). وقد قال النبي ﷺ: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالًا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا" (رواه البخاري).
وأشار: التكفير يقطع روابط الأخوة الإسلامية، ويؤدي إلى استباحة الدماء والأعراض، ويدمر الأمن والاستقرار. قال الله تعالى: "ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنًا تبتغون عرض الحياة الدنيا" (النساء: 94). إن التسرع في التكفير يفتح أبواب الفتنة ويزيد الفرقة بين المسلمين، مما يضعف الأمة أمام أعدائها.
وتطرق إلى أن علاج هذه الظاهرة يكون بنشر العلم الصحيح، والتوعية بخطورة التكفير، والالتزام بالمنهج الوسطي للإسلام. قال الله تعالى: "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" (النحل: 125). ويجب الرجوع إلى العلماء الراسخين لفهم الدين بشكل صحيح، والعمل على تعزيز قيم التسامح والرحمة بين أفراد المجتمع.
0 تعليق