التحرير كان قد تحول إلى قِبلة للمجرمين والمتسولين وأصحاب المصالح
«الإخوان» أقرب إلى العصابة التى لا تتورع عن ارتكاب أحط الجرائم وأدناها
تشبه جماعة الإخوان الإرهابية العبد الذليل الذى يتمسكن حتى يتمكن.
بدا هذا واضحًا بعد أن أعلنت عن أنها ستكون شريكًا فى مظاهرات التحرير، وهى المشاركة التى كانت فيها مرغمة، فلم يكن لها إلا أن تشارك، وعندما فعلت ذلك استأسدت، وصدَّرت نفسها على أنها من تحكم ميدان التحرير.
لقد شهدت ذلك بنفسى.
صباح ٣١ يناير ٢٠١١ كنت قد توجهت مع بعض الزملاء إلى الميدان لنستطلع ما يحدث هناك، دخلنا من طريق الكورنيش، متسللين من جوار فندق شبرد إلى ميدان سيمون بوليفار، وهناك وجدنا بوابة يقف عليها مجموعة من الشباب يطالبوننا بإبراز تحقيق الشخصية، ويسألوننا عن أسباب دخولنا الميدان.
كانت بطاقاتنا الصحفية شفيعًا لنا لتسهيل الدخول.
سألت أحد الشباب عن هذه الإجراءات؟
فعللها بأنها لتأمين الميدان من تسلل رجال النظام.
وفى استعراض قوة أخبرنى أن المسئول عن البوابات من الآن شباب الجماعة، فهم من يتولون التأمين.
ما جرى فى الكواليس أن الجماعة قررت أن تعلن عن سيطرتها على المشهد الذى لم تصنعه، فقامت بتنظيم لجان حراسة على مداخل الميدان، حيث قامت بتوزيع مجموعاتها التنظيمية، وتناوبت اللجان من كل محافظة على حراسة المداخل، وقسمت اللجان قسمين: الأول للتحقق من بطاقات الهوية.. والثانى للتفتيش.
كان لسلوك لجان الإخوان عند مداخل الميدان أثر بالغ فى ارتباك المترددين على الميدان، فقد افتقد الشباب القادمون من الأقاليم اللياقة فى التعامل، ولم يكونوا يعرفون عددًا كبيرًا من الوجوه المعروفة، الذين أثارت عمليات التفتيش- التى كانت تتم بجليطة وقلة ذوق وأحيانًا بعنف لا مبرر له- استياءهم.
بدأت الجماعة كذلك تحتل بعض مقرات الشركات والمطاعم المنتشرة حول ميدان التحرير، وحولت بعضها إلى ما يشبه السلخانات تستجوب وتعذب فيها من تشتبه فيهم بأنهم من أنصار نظام مبارك، وتسللوا إلى الميدان لإحداث فتنة به.
ليس فيما أقول كلام مرسل، فلا تزال قضية المحامى أسامة كمال محمد أحمد عالقة فى أذهاننا.
كان أسامة واحدًا من الذين دخلوا الميدان للمشاركة فى اعتصامات التحرير، لكن لسبب ما شك فيه أعضاء اللجان الإخوانية المنتشرون فى الميدان، اعتقدوا أنه ضابط من ضباط مباحث أمن الدولة، فألقوا القبض عليه، ونقلوه بعد أن قاموا بتقييده إلى مقر شركة سفير الذى كانوا قد احتلوه وجعلوا منه مقرًا من مقرات الاجتماعات وإدارة العمليات داخل الميدان.
فى بلاغ رسمى اتهم أسامة القيادات الإخوانية حازم فاروق ومحمد البلتاجى وصفوت حجازى وأسامة راضى بتعذيبه وصعقه بالكهرباء، وكان ممن شهدوا وقائع التعذيب المستشار محمود الخضيرى الذى لم يتحرج رغم منصبه القضائى من الإعلان عن انتمائه الإخوانى، وقد وصلت بلاغات الاتهام لقيادات الإخوان بالتعذيب إلى ما يقرب من ١١ بلاغًا من ١١ مواطنًا تعرضوا لتعذيب وحشى على يد الإخوان، وشارك فى عمليات التعذيب الممثل عمرو واكد الذى كان يقوم بتوثيق عملية الحصول على الاعترافات ممن يتم تعذيبهم من خلال كاميرا كان يحملها.
ظلت هذه البلاغات مركونة فى أدراج النيابة، حتى جاءت ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لتتحول إلى قضية نظرها القضاء، حملت رقم ٧٧٣٠/ ٥٠١٢ قصر النيل.
عندما نقرأ حيثيات الحكم الذى صدر على المتهمين فى هذه القضية سنعرف مدى فداحة الجرم الذى ارتكبته الجماعة فى ميدان التحرير.
فطبقًا لأوراق القضية فإنه خلال أحداث ثورة ٢٥ يناير، فى الفترة من ٢٨ يناير وحتى ١١ فبراير ٢٠١١ وفى غيبة الأجهزة التنفيذية للدولة وانتشار الفوضى العارمة بالبلاد، نصب كل من حازم فاروق ومحمد محمد البلتاجى وعمرو محمد زكى وصفوة حمودة حجازى رمضان «وشهرته صفوت حجازى» ومحمود عبدالعزيز محمد الخضيرى ومحسن يوسف السيد راضى وأسامة ياسين وعبدالوهاب محمد وأحمد السيد إمبابى منصور يوسف أنفسهم على إدارة ميدان التحرير، وفق مخطط محكم لتحقيق أهدافهم.
وزع المتهمون الأدوار الرئيسية على قيادات جماعة الإخوان الموجودين بالميدان، فمنهم من يصدر الأوامر، ومنهم من يقبض على الأشخاص ويعذبهم ويستجوبهم، ومنهم من يذيع وينشر الأخبار الكاذبة على المنصة الموجودة بالميدان، ومنهم من يُصدرها لبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء المحلية أو الأجنبية.
وقد اتبع المتهمون فيما قاموا به أسلوب التوحش لقهر الرجال وإدخال الروع فى نفوس المتظاهرين السلميين بالميدان لتأجيج المشاعر تجاه الأجهزة التنفيذية بالدولة، خاصة وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة.
فى صباح ٣ فبراير ٢٠١١ ألقى مجهولون، لم تكشف عنهم التحقيقات، تابعون للجان شباب الإخوان المسئولين عن الدخول والخروج من الميدان، والمشرف عليهم أسامة ياسين وصفوت حجازى، القبض على أسامة كمال محمد أحمد فور وصوله لمدخل ميدان التحرير من جهة ميدان الشهيد عبدالمنعم رياض، واقتادوه كرهًا وقهرًا محمولًا على الأكتاف إلى مقر شركة سفير للسياحة الكائنة بالعقار رقم ٣ بالميدان، والتى دخلها المتهمون وأخذوا من مقرها مركزًا لعمليات جماعة الإخوان يديرون منه تحركاتهم وتصرفاتهم.
بعد إدخال أسامة كمال إلى مقر شركة سفير ضربه مجهول ممن قبضوا عليه بأداة حديدية على رأسه أفقدته وعيه، وأفاق ليجد نفسه داخل مقر الشركة عاريًا عدا ما يستر عورته، كما وجد نفسه مقيد اليدين من الخلف، وانهال عليه حازم فاروق ضربًا بالأيدى والأقدام بوحشية، وصعقوه بالكهرباء، كما قاموا بهتك عرضه من خلال العبث بأعضائه الجنسية لإيلامه، وكتبوا على صدره بقلم «فلوماستر» عبارة «أسامة كمال رائد أمن الدولة كلب النظام».
قام المتواجدون فى مقر الشركة بضربه من الخلف، وقام أحدهم بوضع حذائه على وجهه وضربه بعصا خشبية حتى تحطمت عليه.
وقام محمود الخضيرى باستجوابه وهو مقيد اليدين والرجلين، بقصد حمله على الاعتراف بأنه ضابط بمباحث أمن الدولة، وقام صفوت حجازى بإذاعة أخبار كاذبة على المنصة الموجودة أمام مقر الشركة على أنه تم القبض على ضابط بجهاز أمن الدولة ومعه سلاح نارى وتحقيق شخصية، وأحضر الجناة صحفيين وإعلاميين محليين وأجانب إلى مقر الشركة، والتقطوا له مشاهد تليفزيونية وصورًا فوتوغرافيًا وهو عارى الجسد ومقيد اليدين ويتناول علبة عصير بمساعدة آخر، وتم بث وإذاعة هذه المشاهد عبر الفضائيات التليفزيونية.
استمر احتجاز أسامة كمال فى مقر الشركة مع الاستمرار فى تعذيبه من صباح ٣ إلى صباح ٥ فبراير ٢٠١١ حتى تردت حالته الصحية بصورة مزرية نتيجة الإصابات التى حدثت له بأنحاء متفرقة من جسده، حيث تناوب عليه الجناة بالتعذيب وهو مقيد اليدين والرجلين، وخوفًا من أن يلفظ كمال أنفاسه وتزهق روحه قاموا بتسليمه إلى القوات المسلحة الموجودة بالميدان.
أبلغ أفراد القوات المسلحة أهل أسامة كمال، فحضر شقيقاه وتسلماه، وعادا به إلى بيته وتم علاجه من الإصابات التى لحقت به.
تقدم أسامة ببلاغ إلى النائب العام بالواقعة، وجاء بشهود عليها، تصادف وجودهم بالقرب من المكان، وثقوا جانبًا مما جرى معه بالفيديو من لحظات القبض عليه واقتياده إلى مقر الشركة.
حكى أسامة ما جرى معه بالتفصيل، قال: صباح الخميس ٣ فبراير ٢٠١١ قصدت ميدان التحرير للمشاركة فى تظاهرات ٢٥ يناير، وعند وصولى لمدخله من ناحية ميدان عبدالمنعم رياض استوقفنى أحد الأشخاص ممن يدعون أنهم لجان الأمن، وطلب منى إطلاعه على تحقيق شخصيتى، فأبلغته بأننى لا أحمله، وأننى أعمل محاميًا، فصاح ونادى على مرافقيه وادعى أننى ضابط بجهاز أمن الدولة، فانهالوا علىَّ ضربًا بالأيدى وركلًا بالأقدام ومزقوا ملابسى وضربنى أحدهم بأداة حديدية على رأسى أفقدنى الوعى، وعندما أفقت وجدت نفسى فى شركة سفير للسياحة، ووجدتنى عاريًا ومقيد اليدين من الخلف.
يضيف أسامة: قام حازم فاروق باستجوابى وقال لمن حوله إننى ضابط بمباحث أمن الدولة، وبدأ أحد الأشخاص يلتقط لى صورًا فوتوغرافية ومشاهد فيديو، وقاموا بضربى وصفعى على وجهى بالأيدى وركلى بالأرجل، لدفعى إلى الاعتراف بأننى ضابط أمن دولة، وأحضر أحدهم عصا خشبية وضربنى بها فى أنحاء متفرقة من جسدى وهتك عرضى، ووضع محمد البلتاجى قدمه بحذائه على وجهى وصعقنى بالكهرباء وضربنى بعصا خشبية فى أنحاء متفرقة من جسدى حتى تحطمت علىَّ، وكنت أرد عليهم بأننى محامٍ ولست ضابط أمن دولة، لكن أحدًا منهم لم يسمع لى.
ويقول أسامة: صباح اليوم الثالث تم تسليمى للشرطة العسكرية التى قامت باستدعاء شقيقى أحمد ومحمد اللذين حضرا وتسلمانى وعادا بى إلى مسكنى وتوجهنا إلى مستشفى طنطا الجامعى وتم علاجى بها من الإصابات التى حدثت لى من جراء التعذيب، وبعد أيام شاهدت برنامجًا تليفزيونيًا كان يتحدث فيه أحد المشاركين فى تعذيبى، ووجدته يقر بأننى تم ضبطى ومعى سلاح نارى ومبلغ خمسة آلاف جنيه، وأننى بلطجى من أمن الدولة.
يضيف أسامة: بعد عدة شهور من الواقعة حضر أحد شهود الواقعة إلى منزلى وقال لى إنه كان موجودًا أثناء القبض علىَّ وتعذيبى بمقر شركة سفير للسياحة، وأنه صوّر جزءًا مما حدث، وسلمنى «سى دى» يحوى ما سجله للواقعة، وذكر لى أسماء المتهمين.
فى أوراق القضية شهد وليد قطب محمد عرفات، وقال: أثناء وجودى فى ميدان التحرير منذ ليلة ٣١ يناير ٢٠١١ أعلن شباب الإخوان عن ضبط بعض العناصر من الجهات الأمنية المندسة بين المتظاهرين، وتم تشكيل لجان أمن على مداخل الميدان من شباب الإخوان، وكان يعلن على المنصة الموجودة أمام شركة سفير للسياحة بميدان التحرير القبض على بعض رجال الشرطة وتسليمهم إلى القوات المسلحة.
قررت الجماعة أن تؤسس ما يشبه الدولة داخل الميدان، فبعد أن مهد لها شباب الثورة الأرض رأت أنه من الطبيعى أن تضع يدها عليها، بل إنها سرقت من الفصائل السياسية أدوارها، فقد قدمت هذه القوى كل الدعم اللوجسيتى للمتظاهرين من خيام ووجبات، إلا أن الجماعة أعلنت عن أنها هى من تفعل ذلك، كما سيطرت أيضًا على ما يمكننا اعتباره الجهاز الإعلامى للثورة، فقد حددت القنوات التى تنقل من الميدان، وكذلك صياغة البيانات التى تصدر عن الميدان وعلى أى وسائل تنشر، ونشط فى غرفة الثورة الإعلامى الإخوانى أحمد منصور الذى كان دائم التواجد فى الميدان ويتحرك فيه بحرية.
استعانت الجماعة بعدد من المهندسين والتقنيين الذين لديهم خبرة يمكن توظيفها فى عمل وسيلة إعلامية تنقل صوت الميدان إلى الخارج.
تجمع وقتها عدد من الشباب أمام مطعم «كنتاكى» للبحث فى الموضوع، وجلس عبدالرحمن هريدى أحد شباب الجماعة مع المهندسين، وطرح أحدهم اقتراحًا بإنشاء شبكة تليفزيونية مغلقة تبث إلى المناطق المحيطة بالميدان، وأخبرهم أحد المهندسين بأنه يعمل فى شركة من شركات الاتصالات، وأنه يمكنه دراسة السيطرة على أحد أجهزة البث التابعة لشركات الاتصالات فوق إحدى العمارات المحيطة بالتحرير واستخدامها فى بث رقمى، وقسم الشباب إلى مجموعتين لإمكانية تنفيذ الاقتراحات المطروحة.
يقول هانى محمود، أحد شباب الإخوان، فى شهادته التى وثقها فى كتاب عزمى بشارة «ثورة مصر»، الجزء الأول، إنه تلقى فى هذه الأثناء اتصالًا من شخص لا يعرفه، هو أحمد التفهنى الذى كان يعمل فى قناة الجزيرة الإنجليزية، وأخبره فى لقاء بينهما بأن الأمن اقتحم مقر الجزيرة الإخبارية، وأنه استطاع أن يخفى بعض المعدات التى كانت موجودة فيه، إذا أرادوا الاستفادة منها.
وبالفعل أخذ هانى محمود مجموعة من الشباب لتأمين المعدات، وذهبوا إلى المكان الذى كان يخبئ فيه الأجهزة، وكانت عبارة عن كاميرا وجهاز بث، جرى نقلهما فى حراسة مشددة من الشباب إلى داخل الميدان.
طلب أحد الشباب من أحمد زين، الصحفى الذى كان معروفًا بميوله الواضحة للجماعة، الاتصال بأصدقائه فى الجزيرة وإخبارهم بما لديهم من أجهزة، وأن يطلب منهم استكمال المعدات والاستعدادات، ووعدهم بتوفير الحماية لها وللفريق داخل الميدان، وخلال فترة استكمال المعدات المطلوبة، قاموا بدراسة عدة مواقع لاختيار نقطة البث، فكانت فوق لوحة إعلانية ضخمة أمام مسجد عمر مكرم من جهة شارع التحرير، ثبتوا الكاميرا فوقها، وقام «التفهنى» بإجراء الاختبارات المطلوبة على أجهزته، وانطلق أول بث مباشر من التحرير، وفى الوقت نفسه أرسلت الجزيرة أحد تقنييها بأجهزة تكميلية وقابله أحمد زين وإسلام لطفى فى المطار وأحضراه إلى التحرير، ثم أرسلت الشبكة منتصر مرعى للتغطية، وقام الشباب بتغيير موقع التصوير مرات عدة بهدف الحماية.
لم يكن ميدان التحرير هو هذا المكان الذى حاولت الجماعة ومن وراءها شباب الثورة تصويره، وهو ما حدثنى به الشيخ مظهر شاهين الذى لقب بـ«خطيب الثورة»، قال لى مظهر: الناس كانوا يرون الوجه الجميل للثورة، يتابعون الأعلام المرفوعة والأغانى الوطنية التى لا تنقطع، ويسمعون ويرددون الشعارات الرنانة، لكن كان هناك وجه آخر لا يعرفه إلا مَن قدر له أن يراه، وقد عرفت وشاهدت الكثير مما جرى بحكم تواجدى الدائم من واقع عملى كإمام وخطيب لمسجد عمر مكرم القائم فى قلب ميدان التحرير.
ويقول مظهر: كان ميدان التحرير قِبلة للمجرمين والمتسولين وأصحاب المصالح والسوابق والهاربين من السجون، كان الناس يأتون عندى فى المسجد من يوم الخميس آخر النهار وطوال يوم الجمعة، يرفعون الأعلام ويهتفون بمطالبهم، ثم يرحلون آخر النهار يوم الجمعة، ويتركوننى وحدى من مساء الجمعة وحتى مساء الخميس الذى يليه وسط هؤلاء الناس الذين بهم الهاربون من السجون والمجرمون والمتسولون.
ويروى مظهر شاهين واقعة كان شاهدًا عليها لأنه كان طرفًا مباشرًا فيها.
يقول: فى أحد أيام الثورة استيقظت على مكالمة من أحد المسئولين، وقال لى إن هناك شيئًا غير مفهوم يحدث فوق المسجد ولا نعرف كيف نتصرف، وكان المسجد فى هذا اليوم مغلقًا، تواصلت مع عمال المسجد وطلبت منهم أن يصعدوا فوق المسجد ليعرفوا ما يحدث، وبالفعل صعدوا وعادوا ليخبرونى بأن هناك شبابًا فوق المسجد يرتدون بالطو أبيض، ويقومون بتعذيب شباب آخرين فوق المسجد، وهناك كاميرا تقوم بتصوير ما يحدث، ومن يقومون بالتصوير ومن يمثلون المشهد يعرفون ماذا يفعلون.
ويضيف مظهر: الشاب الذى كان يحمل الكاميرا كان يقوم بتقريب الصورة من باب مئذنة المسجد حتى يصل إلى المشاهد أن هناك غرفة تعذيب فوق المسجد.
طلب مظهر من عمال المسجد أن يقوموا بإنزال الشباب من فوق المسجد بأى طريقة، وعندما حاولوا ذلك رفضوا تمامًا، وكانوا يريدون أن يستكملوا ما يقومون به، وحاولوا تخويف العمال وقالوا لهم إن ما يقومون به بتكليف من أحد المسئولين الأمنيين فى الميدان، وإنه يعرف ما يقومون به.
يؤكد مظهر أن الشباب الذين قاموا بعملية التعذيب كانوا يريدون إحداث وقيعة بين الشعب والجيش، وأنه عرف منهم عندما وصل إلى المسجد أنهم ينتمون إلى جماعة الإخوان، وبعد محاصرتهم اعترفوا بأنهم كانوا يعملون ذلك بتكليف من الجماعة، وأن الفيديوهات التى كانوا يقومون بتصويرها كانوا سيرسلونها إلى القنوات الفضائية، وسيرفعونها على صفحات التواصل الاجتماعى لإحداث أكبر الأثر من ورائها.
لم تكن جماعة الإخوان إذن الجماعة التى شاركت فى أحداث التحرير فى ٢٥ يناير، الجماعة الوطنية التى كانت تسعى إلى تحقيق أهداف الناس، بل كانت تسعى فقط إلى تنفيذ أهدافها، وكانت أقرب إلى العصابة التى لا تتورع عن ارتكاب أحط الجرائم وأدناها، وهو ما يؤكد أننا أمام جماعة مصنوعة من وهم كبير.. ولا تزال.
0 تعليق