فمنذ انضمامه إلى عالم داكار في عام 2015، كان لديه حلم الوصول للمنصة الذهب والتتويج باللعب، وأثبت من أول مشاركه أنه قادر على تحقيق حلمه، وأصبح «يزيد» من الأسماء البارزة في رالي داكار العريق، أطلق عليه الغرب لقب «الحصان الأسود» بفضل مهاراته الفريدة وعزيمته التي لا تعرف المستحيل. وفي عام 2022، حقق «الراجحي» إنجازاً تاريخياً بوصوله إلى منصة التتويج كأول سعودي يحقق هذا الإنجاز في الفئة الأعلى للسيارات، ليعزز مكانته كأحد المنافسين البارزين على الساحة العالمية، حيث أكد «يزيد» جاهزيته لخوض التحدي قبل انطلاق الرالي عندما قال: «خبرة السنوات الماضية ستقودنا نحو تحقيق لقب داكار 2025، أنا متحمس جداً للعودة إلى هذا الرالي الملحمي والعمل على تحقيق حلم التتويج»، والإنجاز لا يعكس فقط تفوق «يزيد» الشخصي، بل يمثل أيضاً إنجازاً رياضياً كبيراً للمملكة العربية السعودية؛ التي استضافت رالي داكار للمرة الخامسة على التوالي، مجددة مكانتها كوجهة رياضية عالمية. هذا الانتصار يُلهم الأجيال القادمة من السائقين السعوديين ويُعزز الطموحات في تحقيق المزيد من الإنجازات على الساحة الدولية. وأثبت يزيد الراجحي، بشجاعته وإصراره، أنه ليس مجرد متسابق، بل رمزٌ للإنجاز والطموح الذي لا يعرف المستحيل.
قاد الراجحي سيارته تويوتا هايلوكس، التي أعدها فريق أوفردرايف، عبر مسافة تزيد على 7,500 كيلومتر من التضاريس الصعبة والمراحل الشاقة، ضمن النسخة الـ74 من رالي داكار. امتدت المنافسات على مدار 15 يوماً مقسمة إلى 13 مرحلة، بدأت من مدينة بيشة مروراً بمناطق مختلفة من المملكة؛ منها حائل التي استضافت يوم الراحة، وانتهت في صحراء الربع الخالي.
شهد الأسبوع الأول من الرالي منافسة شرسة وصعوبات كبيرة، خاصة في مراحل مثل «مرحلة الكرونو 48» و«مرحلة الماراثون»، حيث واجه السائقون اختبارات قاسية على مستوى القدرة والتحمل. وعلى الرغم من صعوبة التضاريس، تألق الراجحي بتحقيق فوزٍ لافتٍ في المرحلة الرابعة، ليرفع رصيده إلى أربعة انتصارات في مراحل رالي داكار، مؤكداً مكانته بين نخبة سائقي العالم. وفي الجزء الثاني من الرالي، اشتعلت المنافسة مع تقدم الراجحي إلى صدارة الترتيب العام المؤقت في المرحلة التاسعة، متفوقاً على منافسه الجنوب أفريقي هينك لاتيغان، سائق فريق تويوتا جازو. وعلى الرغم من استعادة لاتيغان الصدارة في المرحلة العاشرة، أظهر الراجحي روحاً قتالية عالية، بخطة هجومية مدروسة، تمكن من العودة للصدارة في المرحلة الـ11، ليواصل الأداء المميز حتى اللحظة الأخيرة.
أهدى البطل السعودي يزيد الراجحي، هذا الإنجاز التاريخي للقيادة الحكيمة، مشيداً بالدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة في المملكة العربية السعودية. ووجه شكره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وإلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على الجهود الجبارة التي تُبذل لتنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي للمرة الخامسة على التوالي في المملكة، وعلى حرصهم الدائم على توفير كافة سبل الراحة للمشاركين في هذا الرالي الأضخم والأصعب عالمياً، معبراً عن امتنانه وتقديره لفريق عمله ومساعده الألماني تيمو غوتشالك، قائلاً: «أشكر صديقي ومساعدي تيمو على العمل الرائع الذي قام به كعادته. أنا سعيد بامتلاكي فريق عمل متكاملاً وطموحاً، بالإضافة إلى سيارة مقاتلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما أوجه شكري لفريقي يزيد ريسنج، وبالأخص فريقي الإعلامي الذي يقدم زخماً إعلامياً مميزاً، فالزخم الإعلامي هو سر نجاح أي منظومة أو أي فريق، وقد ساهم بشكل كبير في تعزيز حضورنا في ساحة الراليات وإبراز إنجازاتنا بشكل استثنائي». كما أعرب الراجحي عن شكره وتقديره للأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، والأمير خالد بن سلطان العبدالله الفيصل، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، على دعمهما المستمر واهتمامهما الكبير برياضة المحركات في المملكة بجميع فئاتها. وخصّ الراجحي بالشكر رفيق النجاح شركة جميل لرياضة المحركات على دعمها المستمر لفريق يزيد ريسنج، وخاصة في رالي داكار، الذي يُعدّ الأطول والأكثر تحدياً في عالم رياضة المحركات.
أول سائق سعودي يفوز بالرالي على أرض المملكة ويحقق اللقب
0 تعليق