وافقت إسرائيل أمس السبت على اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من قطاع غزة، بينما واصلت قوات الاحتلال قصف القطاع قبل ساعات من الموعد المقرر لبدء الهدنة. ومن شأن الاتفاق أن يوقف الحرب المستمرة منذ 15 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس التي تحكم غزة بعد أن دمر العدوان الإسرائيلي القطاع. وفي الساعات الأولى من صباح أمس السبت وبعد اجتماع استمر لأكثر من ست ساعات، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على الاتفاق الذي يهدف إلى وقف القتال وإطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل عشرات الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وفي وقت لاحق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حماس لم تقدم بعد قائمة الرهائن الذين ستطلق سراحهم، وإن إسرائيل لن تمضي قدما بدون القائمة.
وفي غزة، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية هجماتها المكثفة منذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية قصفت المناطق الشرقية من حي الزيتون بمدينة غزة فيما قصفت طائرات إسرائيلية مناطق بوسط وجنوب القطاع أمس السبت. وقال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية في ساعة مبكرة من صباح أمس السبت أدت لاستشهاد خمسة أشخاص في خيمة في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس. وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي منذ إعلان الاتفاق يوم الأربعاء الماضي وصل إلى 123 على الأقل. وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن نحو 47 ألف شخص استشهدوا منذ بدء الحرب. أثارت حرب غزة سلسلة اضطرابات أخرى في الشرق الأوسط، منها حرب إسرائيل مع جماعة حزب الله اللبنانية، ودخولها في نزاع مباشر مع إيران لأول مرة.
ونفذت جماعة الحوثي اليمنية مئات الهجمات، منذ اندلاع حرب غزة، على ما قالت إنها سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، كما أطلقت عددا من الصواريخ على إسرائيل، وردت إسرائيل بقصف اليمن.
وقال جيش الاحتلال إن صاروخين على الأقل أطلقا على إسرائيل من اليمن أمس السبت، مما أدى إلى انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس ومدينة إيلات في الجنوب قبل إسقاطهما. وفي تل أبيب، طعن رجل فلسطيني شخصا وأصابه بجروح، وفقا للشرطة الإسرائيلية، قبل أن يطلق عليه أحد المارة النار. ولم تتضح حالته بعد. وبموجب الاتفاق، يبدأ وقف إطلاق النار المؤلف من ثلاث مراحل بمرحلة أولية مدتها ستة أسابيع يتم خلالها تبادل رهائن لدى حماس مقابل محتجزين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ومن المقرر أن يتم في هذه المرحلة إطلاق سراح 33 رهينة من بين 98، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين ومرضى ومصابون. وفي المقابل، ستطلق إسرائيل سراح ما يقرب من ألفي فلسطيني من سجونها. وتتضمن هذه القائمة 737 محتجزا من الذكور والإناث والقصر، بعضهم أعضاء في جماعات فلسطينية مسلحة أدينوا بهجمات أسقطت عشرات القتلى الإسرائيليين، بالإضافة إلى مئات الفلسطينيين من غزة المحتجزين منذ بداية الحرب.
ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية التفاصيل صباح أمس السبت إلى جانب اتفاق وقف إطلاق النار، والذي نص على إطلاق سراح 30 سجينا فلسطينيا مقابل كل رهينة أنثى اليوم الأحد.