زار صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، المملكة المتحدة قبل أيام، من دون سابق تمهيد إعلامي كويتي وبريطاني، ولا تغطية إخبارية في وسائل الإعلام البريطانية والعربية الدولية للزيارة.
زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، أطال الله في عمره ومده بموفور الصحة والعافية، إلى المملكة المتحدة هي الأولى منذ توليه مقاليد الحكم في 20 ديسمبر 2023، لذلك تكتسب الزيارة الأهمية السياسية والإعلامية في الكويت وخارجها، وفي بريطانيا خصوصا.
من واقع خبرة إعلامية في العاصمة لندن، كانت الترتيبات التي واكبت زيارة الدولة الرسمية للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في عام 2007، إلى المملكة المتحدة جاذبة للأضواء الإعلامية، في وسائل الإعلام البريطانية، والصحافة العربية الدولية، قبل واثناء الزيارة، وبعدها أيضاً.
بمبادرة شخصية بصفتي مديرا للمركز الإعلامي في لندن، حينذاك، تشرفت في ترتيب حديث خاص للأمير الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، في عام 2007 مع صحيفة الـ"تايمز" البريطانية، حيث زار الكويت صحافي مع مصور الصحيفة على نفقة الصحيفة، وليس نفقة الكويت، حتى لا يبدو الحديث مدفوع الأجر للصحيفة، ولا تخالف الصحيفة ميثاق العمل الصحافي، وقواعد العمل المهنية إلى جانب تنسيق لقاءات عدة مع شخصيات، سياسية وإعلامية، عربية وبريطانية.
نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مع يوم وصول الأمير الشيخ صباح الأحمد الحديث الصحافي مع سموه، ومع الصور الفوتوغرافية ذات المعاني المهنية المميزة، مما ضاعف الضوء الإعلامي لزيارة دولة رسمية الاولى للأمير الراحل إلى الملكة اليزابيث الثانية.
وقد تمت تغطية زيارة الأمير الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، من وسائل الإعلام البريطانية، والعربية الدولية، فضلا عن نقل مباشر لمأدبة العشاء الرسمية، وتبادل الخطابات مع الملكة اليزابيث الثانية من جانب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تلفزيونياً وإذاعياً.
الترتيبات البروتوكولية الملكية البريطانية المعتادة والمعتمدة منذ عقود، ركزت على تعميم جدول الزيارة، وبرنامجها على وسائل الإعلام والصحافة البريطانية، والعربية الدولية، ومن ضمنها اللقاء مع رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، والمحادثات بشأن الوضع في الخليج، ومنطقة الشرق الأوسط، والساحة الدولية.
تابعت كغيري ما نشر من صور وأخبار مقتضبة عن زيارة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح إلى المملكة المتحدة، في الصحافة الكويتية في حين غاب الذكر والنشر عن الصحافة ووسائل الإعلام البريطانية!
التساؤلات المهنية المشروعة، التي أوجهها إلى وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري والذراع الإخباري المزدوج وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، ما حجم التغطية الإخبارية والتقارير التي نشرتها الصحافة العربية الدولية، والصحافة البريطانية، بمناسبة زيارة صاحب السمو الأمير إلى المملكة المتحدة؟
ما طبيعة الظروف البريئة وغير البريئة التي حالت دون اداء الإعلام الرسمي، ووكالة "كونا"، الواجب المهني في التنسيق، والترتيب المسبق مع الصحافة ووسائل الإعلام البريطانية، والعربية الدولية، بمناسبة أول زيارة لصاحب السمو الأمير إلى المملكة المتحدة بصفته أمير دولة الكويت؟
ولكن هل يعلم الإعلام الرسمي بتفاصيل البروتوكول الملكي البريطاني، وما ظروف الزيارة وطبيعتها، والفرق بينها وبين زيارة دولة رسمية؟
هل الإعلام الرسمي يعلم بالفرق بين زيارة دولة رسمية، والزيارة الشخصية التي قام فيها سمو الأمير إلى الملك تشارلز الثالث؟
ولماذا لم يتم توضيح الفرق، إعلامياً وديبلوماسياً، حتى تتضح الصورة والغرض من الزيارة، والأسباب لعدم لقاء رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضمن زيارة سمو الأمير؟
الأسباب معروفة، والظروف كذلك معلومة عند الظالعين بالبروتوكول الملكي البريطاني، لكن هل الإعلام الرسمي على دراية بهذه التفاصيل، أم إنها مجهولة بسبب تواضع المعرفة في كواليس سياسية، وإعلامية بريطانية، وبروتوكول ملكي، لزيارة دولة رسمية، وزيارة شخصية أو، ربما، اهمال لجوانب بروتوكولية في غاية الأهمية؟
رأيي لم يتغير في ضرورة إلغاء وزارة الإعلام، وإعادة هيكلتها، بما في ذلك تشييع جثمان وكالة الأنباء الكويتية، (كونا)، وإعادة هيكلة الإعلام الرسمي ككل على أسس مهنية وعلمية وليس المحاباة، والمداراة، والتودد، وبهرجة المناصب، وتصنع المناسبات!
موقفي لم يتغير، أيضاً، من عدم سلامة وصحة قرار مجلس الوزراء في عام 2007 في إغلاق المراكز الإعلامية التي كانت عبارة عن جسور من العلاقات المباشرة في عواصم مهمة، واليوم نحصد سوء التخطيط، والتخبط، وتراجع العلاقات الكويتية مع العالم.
0 تعليق