فلسطينيون: نطالب «حماس» بالابتعاد عن المشهد لتنعم غزة بالسلام

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رأى خبراء وسياسيون فلسطينيون أن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة يمثل بارقة أمل، ويدعم النازحين، رغم حجم الدمار والآلام التى خلّفها أكثر من ١٥ شهرًا من الحرب والعدوان. 

ورغم الترحيب بوقف إطلاق النار كخطوة ضرورية، وجه هؤلاء الخبراء والسياسيون دعوة لحركة حماس بالابتعاد عن المشهد السياسى وترك المجال للشعب الفلسطينى ليقرر مصيره، وذلك لتجنب تكرار سيناريوهات الدمار والمعاناة.

وقال الإعلامى الفلسطينى، عامر الفرا، من قطاع غزة، إن طائرات الاحتلال الإسرائيلى توقفت عن التحليق فى سماء قطاع غزة، وسط هدوء تام يعم المحافظات بعد انتهاء القصف.

وأضاف «الفرا» أن الفلسطينيين بدأوا فى العودة إلى مناطقهم التى سمح الاحتلال لهم بالدخول إليها، رغم استمرار وجود قواته فى بعض المواقع، قائلًا: «فى رفح جنوب القطاع، التى شهدت دمارًا واسعًا خلال ثمانية أشهر من العدوان، عادت العائلات لتجد منازلها مدمرة بالكامل، وهناك مشاعر متناقضة بين الفرح بالعودة والحزن على الخراب، تخيم على السكان الذين فقدوا أكثر من ٥٠ ألف شهيد، إضافة إلى تدمير أكثر من ٨٠٪ من المنازل».

وبيّن أن فرق الإنقاذ والإسعاف باشرت البحث عن جثامين الشهداء تحت الأنقاض، لكنها تواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الركام، خاصة مع انهيار مبانٍ متعددة الطوابق.

وتابع: «رغم الهدوء، يصف أهالى غزة الفرحة بالناقصة، حيث يخطط كثيرون لإقامة الخيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة، وهم فى انتظار أن تكون الهدنة خطوة لإنهاء الحرب بشكل كامل».

من جانبه، قال الدكتور جهاد ملكة، الكاتب السياسى الفلسطينى من قطاع غزة، إنه فى ساعات صباح أمس الأول انتظر أهل قطاع غزة، وكل الفلسطينيين، لحظة توقف الرصاصة القاتلة، ومعها لحظة السماح للأهالى بالعودة لبيوتهم المهدمة، وسحب جثث أحبائهم من تحت ركامها، لدفنها بكرامة كما يدفن البشر أحباءهم».

وأضاف: «فى هذا اليوم بدأ وقف رحلة الموت الجماعى فى قطاع غزة، والتدمير العام، دون أن تنهى معاناة ٤٧١ يومًا على المجزرة الإنسانية الأكبر فى التاريخ البشرى، قياسًا بالمكان والزمان، فوق بقعة جغرافية صغيرة جدًا مساحتها ٣٦٥ كم، ويوجد عليها اثنان ونصف المليون مشرد، فى طريق تنفيذ الصفقة».

وتابع: «فى هذا اليوم المشهود ظهر لدينا مشهدان لا يمكن القفز عليهما أبدًا، فكان المشهد الأول انتشار قوات حماس واستعراض عضلاتها، والبحث عن حضور على حساب الدم والحجر، فهذا المشهد لظهور المسلحين الملثمين فى غزة، بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ بدقائق، هو مشهد يسعد بنيامين نتنياهو وشركاءه الفاشيين ولا يزعجهم، ومشهد يؤكد أن «حماس» هى «حماس» لن تتغير. وهو مشهد مستفز لكل الأطراف العربية والإقليمية والدولية، ويعبر عن اللا مسئولية ومقدمات لعودة شبح الحرب بعد انتهاء المرحلة الثالثة».

وأكد أن هذا المشهد سيكون مصدر ضرر كبير للغزيين، لأنه لطالما بقيت «حماس» فى المشهد السياسى حتى ولو بالمشاركة مع الجميع، فلا إعمار لغزة، ولا مساعدات لها، بل ستستمر حرب الإبادة الجماعية لمن تبقى من أهل غزة».

وشدد على أن المطلوب من «حماس» أن تتراجع خطوة للوراء، تحديدًا فى موضوع حكم غزة، حيث يتوجب عليها تقديم مصلحة الشعب على مصالحها فى السلطة، وتسليم السلطة الفلسطينية الحكم إذا كانت فعلًا تهمها مصلحة غزة وأهلها.

وأكمل: «أعتقد أن حماس ستستمر بالهروب للأمام نحو الانتحار، وتدمير ما تبقى من القطاع، وهذا ما يتمناه نتنياهو، لذلك على الحركة أن تفكر جديًا فى تسليم قطاع غزة للسلطة الشرعية، لأن مجرد استمرارها فى الحكم والمشهد، يعطى نتنياهو الذريعة والمبرر والضوء الأخضر والدعم من ترامب للاستمرار فى الحرب على غزة».

وأوضح أن المشهد الثانى، هو مشهد خطاب «نتنياهو» بعد مصادقة حكومته على تنفيذ الصفقة، الذى أكد فيه أنه لا وقف للحرب إلا بتحقيق كل أهدافها، ومنها هدف إزالة حكم حماس، وكذلك تصريحات وزير خارجيته «كاتس»، وتصريحات قيادات إسرائيل بأن الحرب لم تنته، وأن ما حدث من اتفاق هو مؤقت، لأن هناك إجماعًا فى إسرائيل على القضاء على حماس، وتدمير القوة العسكرية للمقاومة.

وتابع: «نحن الآن فى المرحلة الأولى من تنفيذ الصفقة التى تم تحديدها كمرحلة مؤقتة لمدة ٤٢ يومًا، وواضح أنها ستكون مرحلة هشة للغاية، ويمكن أن تنهار بسبب انتهاكات مختلفة للاتفاقات، والسؤال الأكثر أهمية هو: هل عملية التفاوض بشأن المرحلة الثانية، التى يجب أن تؤدى إلى وقف دائم لإطلاق النار، ستنجح؟ أشك أن تنجح».

واختتم قائلًا: «نحن فقط فى الخطوة الأولى من طريق المائة ميل، ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان ذلك سيؤدى إلى إنهاء الحرب أو استئنافها، إذا انتهت الحرب، فهذا يعنى أن حماس ستبقى قوة حكومية وعسكرية فى غزة، ولهذا تبعاته المستقبلية على غزة، أما إذا استؤنفت الحرب، فستكون هناك خيارات أخرى محتملة، كإنهاء حكم حماس، وتوافق دولى على النظام السياسى فى القطاع، أو عودة غزة تحت الحكم الإسرائيلى المباشر، وهو احتمال بعيد نسبيًا ولكنه ممكن».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق