أهم "وجبة" فقدت هيبتها

مكة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
من المشاهد الملفتة للنظر التي بدأت أسجلها وأرصدها في بعض المراجعين من الأطفال بمختلف الشرائح العمرية عدم اهتمامهم بتناول وجبة الفطور الصباحي، فللأسف فقدت هذه الوجبة هيبتها وأهميتها في ظل اهتمام معظم الأطفال في تناول أطعمة غير صحية مليئة بالدهون والسعرات والسكريات لسد الجوع فقط، مثل الكروسونات والدونات وغيرها من المنتجات المغلفة الجاهزة.

هناك مقولة معروفة وهي "سعادة يومك في فطورك" ومن هذه العبارة ندرك أهمية وجبة الإفطار الصباحي ونوعيتها الصحية، ليس للجسم فقط بل للصحة النفسية والعقلية وأيضا للحالة المزاجية.

رأيت من المهم أن أتطرق في مقالتي إلى مشكلة عدم اهتمام بعض الأبناء بوجبة الفطور الصباحي التي تعد من أهم الوجبات على مدار الـ 24 ساعة، لكونها أول وجبة يتناولها الفرد بعد ساعات طويلة ولها أبعاد صحية مهمة في جعل نسبة سكر الدم في معدلاتها الطبيعية، وقد يبرر البعض عدم اهتمامهم بهذه الوجبة إلى إيقاع الحياة الذي أصبح يمتاز بالسرعة والضغوط وضيق الوقت، وهذا ما جعلهم لا يهتمون بنوعية الفطور الصباحي ويكتفون بتناول أطعمة غير صحية وبلا قيمة غذائية لتجنب الجوع.

ولا شك أن الأطفال وخصوصا طلبة المدارس يواجهون الآن تحديات نمائية متعددة، ولعل من أهمها تلك التي تتصل ببناء قدراتهم الفكرية والتعليمية بناء صحيا وقويا، إذ يتأثر النمو المعرفي والتطور الذهني في مرحلة الطفولة بعوامل داخلية وخارجية متعددة، ولعل التغذية الصحية - كما أوضحت - من أهم العوامل التي تعمل على تفعيل النشاط الفكري للأطفال، كما تسهم في تنمية قدراتهم على التعليم والتحصيل المعرفي والعلمي في المدرسة.

ومن هنا فالأبناء وبمختلف الشرائح العمرية يحتاجون إلى نظام غذائي متوازن لتحقيق النمو البدني والعقلي، إذ يجب أن يتناولوا فطورا صحيا كاملا يتلاءم مع احتياجاتهم من الطاقة، ويحتوي على الألياف والدهون والبروتينات والكربوهيدرات، والتي بدورها ستعزز تركيزهم وتقوي ذاكرتهم وترفع قدرتهم على التعلم وتحميهم من السمنة.

ولأهمية الفطور الصباحي وتحديدا في حياة الأبناء، كشف تقرير غذائي صحي عالمي تم إعداده تحت إشراف أستراليا، وأجري على الأطفال من مختلف دول العالم الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاما، وتضمن إجراء مراجعة علمية حول "تزايد ظاهرة تجاهل معظم الأطفال في جميع أنحاء العالم لوجبة الإفطار لأسباب تتضمن (ضيق الوقت، نمط الحياة الأسرية، عدم الشعور بالجوع في الصباح)، أن التأثير السلبي كان كبيرا على صحة الأطفال، وأكد التقرير أن وجبة الإفطار تعد هي أهم وجبة في اليوم، من حيث تأثيرها على ذاكرة ومزاج وأداء الأطفال ولياقتهم البدنية وتعزيز الطاقة، والحد من تشتت انتباههم بسبب الشعور بالجوع، وأن تناولها بانتظام يعد أحد أهم المؤشرات الرئيسية لأسلوب حياة صحي.

ومن الأخطاء الشائعة المنتشرة في وقتنا الحاضر عند بعض الأبناء عزوفهم عن تناول الحليب والعصائر الطازجة، والإفراط في تناول العصائر المعلبة الجاهزة أو المشروبات الغازية مع الوجبات غير الصحية التي قد يتناولونها قبل التوجه للمدارس، وجميع هذه المشروبات تشكل مخاطر كبيرة مع مرور الوقت لكونها تحتوي على كميات عالية من السكر، ومواد حافظة وملونات صناعية وغير ذلك من المركبات المؤثرة على الصحة، وهنا أشدد على أهمية تناول الأطفال كأسا من الحليب يوميًا لكونهم في مرحلة النمو، ففوائد الحليب كثيرة ومهمة ومنها بناء وصيانة العظام والأسنان، الوقاية من أمراض القلب، إبقاء ضغط الدم في المعدل الطبيعي، التقليل من خطر الإصابة بالسكري، سلامة وتحسين أداء الجهاز العصبي، المساعدة على النمو، تحسين عملية الهضم، تقوية المناعة، معالجة الجفاف، إمداد الجسم بالطاقة.

الخلاصة: أعيدوا هيبة وجبة الفطور الصباحي الصحية عند الأبناء وخصوصا طلبة المدارس، بعيدا عن الكروسونات والدونات والأطعمة المغلفة والمشروبات الغازية والعصائر السكرية، فالوجبة الصحية الأولى تعد أهم وجبة للأبناء الدارسين بعد ساعات نوم متواصلة، فدورها كبير في تعزيز النمو البدني وتنمية القدرات على التعليم والتحصيل المعرفي والعلمي ومد الجسم بالطاقة والحماية من السمنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق