ظلت هدفاً للقصف طيلة 15 شهراً.. مستشفيات غزة بحاجة لخطة عاجلة لإعادة التشغيل

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

26

21 يناير 2025 , 04:23م
alsharq

مستشفى كمال عدوان

غزة - قنا

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، برزت العديد من التحديات للنهوض بالقطاع الصحي، تتمثل في إعادة تأهيل ما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية، لتمكينها من تقديم الخدمات الطبية إلى سكان القطاع، لا سيما بعد الانهيار الكبير الذي عانت منه جميع المرافق الصحية، الأمر الذي يحتاج إلى خطة عاجلة لإعادة تشغيل المنشآت الصحية بالقطاع.

فمنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلى مدار أكثر من 15 شهر، كانت المستشفيات وجميع منشآت القطاع الصحي هدفا مركزيا ضمن القائمة الرئيسية للاستهداف والقصف من قبل قوات الاحتلال، لتتحول المستشفيات من مراكز للعلاج والرعاية الصحية وتقديم الخدمات الإنسانية، محمية بالقوانين الدولية، إلى أهداف للقصف المباشر والحصار والتدمير.

وتعددت أشكال الاستهداف للمستشفيات والمنشآت الصحية في القطاع خلال العدوان، ما بين مجازر ارتكبها الاحتلال بالقصف المباشر وحصار خانق لتعطيلها عن العمل واحتلال لبعضها وتحويلها لثكنات عسكرية ومراكز تحقيق، فضلا عن الاستهداف الممنهج للمستشفيات وتدمير مرافقها واخلائها من المرضى، وكان القصف الأكثر دموية في الأيام الأولى للعدوان حين قصفت طائرات الاحتلال بشكل مباشر ساحة المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، ما أدى حينها لاستشهاد نحو 500 فلسطيني فضلا عن مئات الجرحى.

ومن بين أبرز الاعتداءات على مستشفيات قطاع غزة خلال العدوان، قيام قوات الاحتلال باقتحام مجمع الشفاء الطبي الحكومي غربي مدينة غزة مرتين، وقيام الاحتلال بقتل واعتقال عدد من الطواقم الطبية والمرضى والنازحين وتدمير أقسام ومرافق المستشفى، بالإضافة إلى تدمير وحرق مستشفى أصدقاء المريض خلال توغل قوات الاحتلال في مدينة غزة.

وشهد مستشفى كمال عدوان الهجوم الأبرز من قوات الاحتلال التي دمرت أجزاء منه في الفترة الأولى من العدوان، كما هاجمه الاحتلال مرة أخرى وأخرجه عن الخدمة بشكل كامل وأحرق أجزاء كبيرة منه خلال عمليته البرية التي استمرت أكثر من 100 يوم والتي قتل فيها عدد من العاملين بالمستشفى واعتقل مديره.

كما تعرض مستشفى العودة شمالي القطاع للحصار والتدمير في نوفمبر 2023، ودمرت قوات الاحتلال كذلك المستشفى الإندونيسي وأحرقت عددا من طوابقه وأخرجته عن الخدمة جزئيا.

ووفقا لإحصائية حصلت عليها وكالة الأنباء القطرية /قنا/، فقد أخرجت قوات الاحتلال 34 مستشفى و80 مركزا صحيا في قطاع غزة عن الخدمة بشكل كامل. وأظهرت الإحصائية أن آثار العدوان لم تقتصر على تدمير المرافق الصحية فقط، بل امتدت لتشمل استهداف الطواقم الطبية التي استشهد أكثر من 1068 شخصا من كوادرها.

وحول خطة تشغيل مستشفيات القطاع، قال الدكتور منير البرش المدير العام لوزارة الصحة في غزة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الوزارة بدأت منذ اليوم الأول لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في إعداد خطة للبدء في تأهيل وإعادة تشغيل المنشآت الصحية، خاصة مستشفيات الشمال الثلاثة التي خرجت عن الخدمة تماما.

وأضاف : "عملنا على تجهيز مستشفيات شمالي القطاع، تمهيدا لاستقبال السكان من مرضى وجرحى، خاصة ممن حرموا من الرعاية الصحية خلال العدوان، ولم يستطيعوا الوصول للمستشفيات.. سنعمل بشكل تدريجي على إعادة عمل المستشفيات وستكون البداية من مستشفى العودة، الذي لا يزال بإمكانه تقديم الرعاية الأولية للمرضى، وبعدها سنبدأ في المستشفى الإندونيسي ومن ثم مستشفى كمال عدوان".

وشدد على وجود حاجة ماسة لمساعدة الجهات والمؤسسات الدولية من أجل إعادة تأهيل المستشفيات، خاصة تلك التي تعرضت للتدمير الكامل في شمال قطاع غزة وفي مدينة رفح، ومنها مستشفى أبو يوسف النجار الذي دمره الاحتلال بشكل كامل، علما بأنه المستشفى الحكومي الوحيد في مدينة رفح.

من جانبه، قال خالد عيد أحد أعضاء الطاقم الفني الذي عاين مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن المستشفى تعرض لتدمير كلي ولحقت الأضرار بكافة المرافق والخدمات، مشيرا إلى أن المستشفى يحتاج إلى إعادة بناء من جديد حتى يتمكن من تقديم الخدمات الطبية لسكان جنوب القطاع.

بدوره، قال الدكتور مروان الهمص مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة إن جيش الاحتلال دمر خلال عدوانه المتواصل على القطاع المنظومة الصحية بشكل كامل وبطريقة ممنهجة، مشيرا إلى أن المستشفيات في وضعها الحالي لا تستطيع بالإمكانات المتوفرة تقديم الخدمات الطبية والرعاية الصحية لكافة الجرحى.

يذكر أن جهود الوساطة المشتركة التي قامت بها دولة قطر، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية، نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ أمس الأول /الأحد/، لينهي هذا الاتفاق الحرب المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر عام 2023.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق