أوضح عثمان ميرغني، رئيس تحرير جريدة التيار السودانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتمد في سياسته الخارجية على مبدأ الصفقات بدلًا من التحالفات التقليدية التي تركز على بناء علاقات دائمة بين الدول.
وأضاف في تصريحات لـ الدستور، أن هذا المبدأ يمكن أن يكون عاملًا مهمًا في تشكيل علاقات الولايات المتحدة مع السودان، إلا أن البلاد ما زالت في مرحلة بناء وتحديد سياساتها الخارجية، ما يعوقها عن تبادل المصالح المباشرة مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة.
إعلان ترامب رغبته في إنهاء الحروب
وأشار ميرغني، إلى أن إعلان ترامب رغبته في إنهاء الحروب قد يمثل فرصة للسودان في ظل الحرب الراهنة التي تعصف بالبلاد، كما أن هذه الحرب التي تعد من أكثر الحروب دموية وانتهاكات إنسانية، ما أدى إلى أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم. الوضع الحالي في السودان يعكس درجة غير مسبوقة من الصراع الداخلي، والذي أضر بشكل كبير بالبنية التحتية وأدى إلى تشريد مئات الآلاف من المواطنين.
ميرغني اعتبر أن رغبة ترامب في إنهاء الحروب قد تكون بوابة للسودان للحصول على دعم دولي في ظل هذا الصراع المستمر، ولكن، ورغم هذا الأمل في تدخل أمريكي إيجابي، فإن ميرغني أضاف أن القدرة على بناء سياسة خارجية مستقلة ما زالت غير متوفرة بشكل كافٍ للسودان في الوقت الحالي.
ويشير ذلك إلى أن السودان لم يحقق بعد الاستقرار السياسي الكافي، ولا يزال يفتقر إلى إستراتيجية خارجية مستقلة تدير العلاقة مع القوى الكبرى بشكل متوازن، في ظل هذا الوضع، يظل السودان في حاجة إلى تطوير سياسة خارجية مبنية على أسس استراتيجية تضمن مصالحه على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتابع ميرغني بأن الوضع في السودان يتطلب تعاطيًا مختلفًا، حيث لا يمكن للدولة أن تظل مجرد مستقبِل للوساطات الدولية دون أن يكون لها دور فاعل في رسم معالم سياساتها الخارجية، ولفت إلى أن دور الولايات المتحدة في المنطقة يجعل من الوساطة الأمريكية أمرًا مهمًا في أوقات الأزمات، وهذا ما يتوقع أن يستمر في السودان في إطار معالجة الصراع الداخلي. من جانب آخر، أكد ميرغني أن السودان يمكن أن يستفيد من الوساطة الأمريكية، خاصة أن الولايات المتحدة قد تكون قادرة على الضغط على الأطراف المعنية في النزاع للوصول إلى حلول سلمية.
ورغم التحديات التي تواجه السياسة الخارجية السودانية، فإن ميرغني أبدى تفاؤله بقدرة السودان على التحرك نحو إيجاد حلول سلمية للنزاع، شريطة أن يتمكن من بناء مؤسسات سياسية قوية تدير هذه السياسات بشكل رشيد، هذا يشمل تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي، وتوظيف الوساطة الأمريكية بالشكل الأمثل لمصلحة الشعب السوداني.
وتوقع ميرغني أن يكون دور الولايات المتحدة في الوساطة في الحرب السودانية مستمرًا، خاصة في ظل التحديات الإنسانية الكبيرة التي تواجهها البلاد، لكنه أكد أن نجاح هذه الوساطة يعتمد بشكل كبير على قدرة السودان على وضع استراتيجية واضحة تنسجم مع احتياجاته وأهدافه الوطنية.
0 تعليق