ماذا يحمل ترامب للعراق؟.. عائد الهلالي يكشف لـ الدستور

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال السياسي العراقي المستقل عائد الهلالي بشأن كيفية تعامل ترامب مع الملف العراقي، مع تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إنه تبرز العراق كجزء أساسي من أولويات السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، ومن خلال استعراض المواقف والتوجهات السابقة لإدارة ترامب في ولايته الأولى، يمكننا التنبؤ بكيفية تعامل الرئيس الجديد مع العراق، وكيفية صياغة سياساته بهدف تهدئة الأوضاع في المنطقة.


 التعامل مع العراق: الأمن أولاً

 


وأضاف الهلالي في تصريحات لـ الدستور، أنه من المتوقع أن تكون مكافحة الإرهاب والتعاون العسكري في العراق أولوية رئيسية لإدارة ترامب في ولايته الثانية، مضيفا أن العراق كان وما يزال ساحة أساسية في الحرب ضد تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى التي تهدد الاستقرار في المنطقة، ترامب سيواصل دعم الجيش العراقي في تعزيز قدراته لمواجهة هذه التهديدات.

وإضافة إلى ذلك، قد يستمر الوجود العسكري الأمريكي في العراق ضمن إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، والذي يتضمن تدريب وتقديم الاستشارات العسكرية للقوات العراقية، ومع ذلك، هناك احتمال كبير أن تحاول إدارة ترامب تقليص عدد القوات الأمريكية بشكل تدريجي، مع التركيز على الدعم اللوجستي والاستخباري بدلاً من الوجود العسكري المباشر على الأرض، استجابةً للمطالب العراقية بالتأكيد على السيادة الوطنية.


 العلاقات مع الحكومة العراقية: تقوية الشراكات والتحديات السياسية


وأوضح الهلالي، أنه في ظل تنامي النفوذ الإيراني في العراق، سيكون لدى ترامب تحديات كبيرة في التعامل مع الحكومة العراقية، كما أن الإدارة الأمريكية ستسعى لتعزيز العلاقات مع الأطراف السياسية في العراق التي تتبنى سياسات توافقية مع الولايات المتحدة، خصوصاً القوى السنية والكردية، ومع ذلك، قد يكون ترامب حريصاً على تجنب التدخل المفرط في الشؤون الداخلية العراقية، حيث سيسعى للتأكيد على الشراكة الاستراتيجية مع العراق في مواجهة التهديدات الإرهابية والحد من النفوذ الإيراني.

وفي المقابل، قد تواجه الحكومة العراقية تحديات جمة في الحفاظ على التوازن بين واشنطن وطهران. من المتوقع أن يكون هناك تنسيق مستمر بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية لتحديد أفضل الطرق للحفاظ على استقرار البلاد وحماية مصالحها دون التصعيد مع إيران.


3. تهدئة الأوضاع في المنطقة من خلال الملف العراقي. 

وأشار الهلالي إلى أن إدارة ترامب يسعى في ولايتها الثانية إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط عبر سياسات تركز على الأمن الإقليمي، والحد من التدخلات العسكرية المباشرة. من خلال الملف العراقي. 

تتبع إدارة ترامب عدة استراتيجيات رئيسية


وأكد الهلالي أن أحد العناصر الرئيسية في سياسة ترامب تجاه العراق سيكون العمل على تقليص النفوذ الإيراني في العراق والمنطقة بشكل عام، وستستمر العقوبات الأمريكية على إيران، مع محاولة دفع الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات واضحة للحد من التواجد الإيراني في العراق، سواء على مستوى الجماعات المسلحة أو على مستوى النفوذ السياسي.

-دعم الاستقرار السياسي والاقتصادي، حيث قال الهلالي إن تهدئة الأوضاع في العراق قد تتطلب تعزيز الدعم الأمريكي للمؤسسات العراقية في مجالات إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية. يمكن للولايات المتحدة أن تقدم مساعدات اقتصادية بهدف دعم الاستقرار الداخلي في العراق، ما سيساعد في تقليل تأثير الجماعات المتطرفة على الوضع السياسي.

وفيما يخص حل النزاعات الإقليمية، أوضح الهلالي أن العراق يعتبر حلقة وصل بين القوى الإقليمية الكبرى مثل إيران، تركيا، والسعودية. سياسة ترامب في هذا السياق قد تركز على تعزيز الحوار بين هذه القوى داخل العراق، بهدف تفادي أي تصعيدات قد تؤثر على استقرار البلاد، فالتوجه الأمريكي قد يساهم في تجنب التصعيد الطائفي والمذهبي، خصوصاً في المناطق التي تشهد صراعات بين السنة والشيعة.

كما أن دعم حكومة الوحدة الوطنية: في إطار تعزيز استقرار العراق، ستسعى الولايات المتحدة لدعم حكومة عراقية شاملة تضم جميع المكونات السياسية والطائفية في البلاد، العمل مع بغداد لتقوية المؤسسات الديمقراطية وتوسيع المشاركة السياسية سيكون عاملاً مهماً لتهدئة الأوضاع الداخلية.

تحديات السياسة الأمريكية في العراق

ورغم هذه السياسات، فإن إدارة ترامب ستواجه العديد من التحديات في العراق، كالتالي:

أولاً، العراق يعتبر دولة ذات سيادة، وعليه، فإن أي تحركات أو سياسات قد تُمليها واشنطن قد تواجه مقاومة من بعض القوى السياسية العراقية التي ترفض التدخلات الأجنبية.


ثانياً، استمرار الصراع الداخلي بين القوى السياسية العراقية، إلى جانب الصراعات الإقليمية المحيطة بالعراق، مثل التوترات بين إيران والسعودية، يمكن أن يصعّب من تطبيق سياسات تهدئة فعّالة. كما أن تحركات القوات الأمريكية في العراق قد تثير ردود فعل سلبية من فصائل سياسية وعسكرية داخل العراق، خاصة تلك الموالية لإيران.


التوازن بين القوة الناعمة والقوة العسكرية

 


وأشار الهلالي إلى أنه سيكون التركيز على القوة الناعمة جزءاً مهماً من السياسة الأمريكية تجاه العراق، قد تسعى إدارة ترامب إلى استخدام الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية والاقتصادية كأدوات رئيسية لبناء علاقات طويلة الأمد مع العراق، في محاولة لتقوية العلاقات بين الشعبين الأمريكي والعراقي وتعزيز الاستقرار على المدى الطويل.

وختم الهلالي تصريحاته بأن ستكون سياسة ترامب تجاه العراق معقدة، وسيتعين عليها التوازن بين الحاجة إلى الأمن والاستقرار في العراق وبين الحفاظ على الشراكات السياسية الحيوية في المنطقة، وستتطلب هذه السياسات مرونة في التعامل مع التحديات الداخلية والإقليمية التي قد تنشأ مع مرور الوقت.
وأضاف: «ادارة ترامب ستعتمد على استراتيجية مزدوجة في العراق: تعزيز الدعم العسكري لمكافحة الإرهاب وتوفير الاستقرار، مع العمل على تقليص النفوذ الإيراني، بالإضافة إلى دعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية في العراق لتعزيز استقراره الداخلي»، حيث أن نجاح هذه السياسات سيكون مرهوناً بالتنسيق المستمر مع الحكومة العراقية وبالتوازن مع القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق