جلس دونالد ترامب بعد تنصيبه بوقت قصير مساء الاثنين، على مكتبه في البيت الأبيض، وأمامه عدد كبير من الأوامر التنفيذية التي بدأ في توقيعها تباعاً، معلناً بداية عهده بمسار مختلف تماماً عن سلفه جو بايدن، وذلك في إطار بدء «العصر الذهبي» للولايات المتحدة.
ووقع الرئيس الأميركي الجديد، سلسلة من الأوامر التنفيذية والتوجيهات، إضافة إلى إطلاق «مجزرة الطرد»، وذلك في سعيه لوضع بصمته على إدارته الجديدة.
العفو
فقد أصدر الرئيس الجمهوري عفواً عن نحو 1500 شخص اقتحموا مبنى الكونغرس في 6 يناير 2021، في لفتة لدعم الأشخاص الذين اعتدوا على الشرطة أثناء محاولتهم منع المشرعين من التصديق على هزيمته في انتخابات 2020.
ووجه الأمر، وزير العدل، بإسقاط القضايا المعلقة المتعلقة بالشغب.
الهجرة
كما وقع على أوامر تعلن الهجرة غير الشرعية على الحدود الأميركية - المكسيكية، حال طوارئ وطنية، وتصنف العصابات الإجرامية «منظمات إرهابية»، وتستهدف الجنسية التلقائية للأطفال المولودين في أميركا لمهاجرين غير شرعيين.
وسيعلق أمر ترامب، الذي يتعامل مع إعادة توطين اللاجئين، البرنامج لمدة أربعة أشهر على الأقل.
إلغاء إجراءات بايدن
وفي تجمع حاشد، ألغى ترامب 78 إجراء تنفيذياً للإدارة السابقة، بينها ما لا يقل عن 12 تدعم المساواة العرقية ومكافحة التمييز ضد «مجتمع الميم».
وقال إنه سيوقع أمراً يوجه كل الوكالات بالحفاظ على كل السجلات المتعلقة «بالاضطهاد السياسي» في ظل إدارة بايدن.
وينطبق الإلغاء على الأوامر التنفيذية التي تمتد من اليوم الأول لبايدن في منصبه عام 2021 إلى الأسبوع الماضي، وتغطي موضوعات من الإغاثة من «كوفيد» إلى تعزيز صناعات الطاقة النظيفة.
التنوع
وأيضاً، ألغى ترامب الأوامر التنفيذية التي عززت التنوع والمساواة والإدماج وعززت حقوق مجتمع الميم والأقليات العرقية، وفاء بالوعود بتقليص الحماية لأكثر الأميركيين تهميشاً.
حظر «تيك توك»
ووقع ترامب أمراً بتأخير حظر لمدة 75 يوماً لتطبيق «تيك توك». ويوجه الأمر وزير العدل بعدم فرض القانون «للسماح لإدارتي بفرصة تحديد مسار العمل المناسب في ما يتعلق بتيك توك».
التوظيف والتضخم
وجمد الرئيس، التوظيف الحكومي واللوائح الفيدرالية الجديدة، إضافة إلى أمر يلزم العاملين الفيدراليين بالعودة التامة إلى العمل بنظام الحضور الشخصي.
وأمر كل الإدارات والوكالات التنفيذية بتقديم إغاثة طارئة للشعب في ظل ارتفاع الأسعار وبزيادة رخاء العامل الأميركي.
المناخ والصحة
وللمرة الثانية، وقّع الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، في خطوة تشكل تحدياً لجهود دولية تبذل لمكافحة الاحترار العالمي.
كما قرر الانسحاب من منظمة الصحة العالمية، التي كان هاجمها في السابق بسبب طريقة مكافحتها لوباء «كوفيد».
التنقيب عن النفط
وألغى مذكرة من عام 2023 أصدرها بايدن تحظر التنقيب عن النفط في نحو 16 مليون فدان في القطب الشمالي، قائلاً إن الحكومة يجب أن تشجع استكشاف الطاقة وإنتاجها على الأراضي والمياه الاتحادية، كما ألغى تفويضاً بخصوص المركبات الكهربائية.
وذكر موقع البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ستنهي أيضا تأجير مزارع الرياح للأراضي.
كفاءة الحكومة
وتطرقت الإجراءات التنفيذية لإنشاء مجموعة استشارية تسمى وزارة كفاءة الحكومة، يديرها إيلون ماسك، ولديها أهداف كبرى تتمثل في إلغاء وكالات اتحادية بأكملها وخفض ثلاثة أرباع وظائف الحكومة الاتحادية.
استهداف «الدولة العميقة»
ووقع الرئيس على وثيقة «إنهاء تسليح» الحكومة ضد المعارضين السياسيين. ويوجه الأمر، وزير العدل، بالتحقيق في أنشطة الحكومة، بما في ذلك في وزارة العدل ولجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الفيديرالية خلال الإدارة السابقة.
ويوجه الأمر الحكومة بأن «تحدد وتتخذ الإجراء المناسب لتصحيح التصرفات الخاطئة التي أقدمت عليها الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بتسليح مسؤولي إنفاذ القانون وتسليح مجتمع الاستخبارات».
حرية التعبير
وتم التوقيع على أمر تنفيذي يهدف إلى «استعادة حرية التعبير وإنهاء الرقابة الاتحادية».
واتهم ترامب وحلفاؤه الجمهوريون إدارة بايدن بتشجيع قمع حرية التعبير على المنصات الإلكترونية.
الطاقة
وأعلن ترامب، حال طوارئ وطنية للطاقة، ووعد بملء الاحتياطيات الاستراتيجية من النفط وتصدير الطاقة الأميركية في كل أنحاء العالم.
ووضع خطة شاملة لتعظيم إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة - بما في ذلك إعلان حال طوارئ وطنية للطاقة وإزالة اللوائح التنظيمية الزائدة، وانسحاب الولايات المتحدة من ميثاق دولي لمكافحة تغير المناخ.
رسوم جمركية
ويفكر الرئيس الأميركي، في فرض رسوم جمركية نسبتها 25 في المئة على الواردات من كندا والمكسيك لأنهما تسمحان للعديد من الناس بعبور الحدود وكذلك لمخدر«الفنتانيل».
وأضاف أن الإجراء قد يصدر في أول فبراير المقبل.
المساعدات والعجز
وأمر بوقف المساعدات الإنمائية الخارجية لمدة 90 يوماً في انتظار تقييم مدى فعاليتها واتساقها مع السياسة الخارجية.
كما أمر الوكالات الاتحادية «بالتحقيق في العجز التجاري الأميركي المستمر وسده»، ومعالجة ممارسات التجارة غير العادلة والتلاعب بالعملة من جانب دول أخرى.
خليج أميركا
كما وقع ترامب أمراً تنفيذياً لتغيير اسم خليج المكسيك إلى «خليج أميركا». وقال «كان الخليج شرياناً حيوياً للتجارة المبكرة لأميركا والتجارة العالمية»، ما أثار ضحك وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
لقاء بوتين
وأوضح الرئيس الأميركي أنه سيلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لكنه أشار إلى أن موعد اللقاء لم يتحدد بعد.
وأضاف أنه سيحاول إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، معتبراً أن بوتين «يدمر روسيا بعدم إبرام صفقة».
غرينلاند والصين
وحول غرينلاند، قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة بحاجة إلى السيطرة على هذه الجزيرة لضمان الأمن الدولي.
وعندما سأله أحد الصحافيين عما إذا كان سيسافر إلى الصين هذا العام، قال «نعم، ربما. لقد تلقيت الدعوة».
«مجزرة الإقالة»
وفي أول«منشور» له بعد تنصيبه، أقال الرئيس الأميركي، 4 مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى عينهم بايدن، محذراً بأنه قد يقيل أكثر من «100 آخرين»، في أول منشور له على منصته «تروث سوشيال» بعد تنصيبه.
وجاء في المنشور أن «هذا بمثابة إشعار رسمي بالإقالة لهؤلاء الأفراد الأربعة، وترقبوا أن يليهم العديدون الآخرون».
وختم ترامب بعبارته المأثورة «أنتم مطرودون!»، وهي التي اشتهر بها في برنامج تلفزيون الواقع الناجح الذي كان يقدمه «ذي أبرينتيس».
دعوى قضائية ضد إنهاء حق منح الجنسية بالولادة
رفع مدافعون عن حقوق المهاجرين والحقوق المدنية، بما في ذلك الاتحاد الأميركي للحريات المدنية، دعوى قضائية على أمر تنفيذي يمنع الحصول على الجنسية بالولادة، وقعه الرئيس دونالد ترامب بعد توليه منصبه، الإثنين.
ويكشف نص الأمر التنفيذي، الذي أصدره ترامب، أنه حتى لو كانت الأم موجودة بشكل قانوني في الولايات المتحدة، فلن يُمنح طفلها الجنسية الأميركية (إذا كان وجودها قانونياً لكن بشكل موقت).
وينطبق الأمر على من يحملن إعفاء من التأشيرة أو تأشيرات سياحية أو طلابية، ما لم يكن الأب مواطناً أميركياً أو حاملاً للبطاقة الخضراء.
الأوامر التنفيذية
يصدر الرئيس الأمر التنفيذي بشكل فردي، وله قوة القانون.
وبمجرد أن يوقع الرئيس أمراً تنفيذياً، يمكن أن يدخل حيز التنفيذ فوراً أو بعد أشهر، اعتماداً على ما إذا كان يتطلب إجراء رسمياً من وكالة فيديرالية.
لكن من المتوقع أن يواجه ترامب طعوناً على عدد من الأوامر التنفيذية أمام المحكمة، مما قد يشكل عائقاً يبطئ أو يوقف تماماً تنفيذها.
0 تعليق