راشد المنصوري لـ "الشرق": مبادرة لزراعة الأشجار الطاردة للحشرات بالريان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

الأولى على مستوى وزارة البلدية..
22 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ نشوى فكري

■ زراعة 2920 شجرة ليمون ونيم وريحان وبونسيانا

■ المبادرة تهدف إلى مكافحة الآفات والبعوض بطرق طبيعية

أكد السيد راشد مبارك المنصوري - مدير ادارة شؤون الخدمات ببلدية الريان، أن البلدية كونها عضو شبكة اليونسكو لمدن التعلم، قامت بإطلاق مبادرة زراعة عدد من شتلات الأشجار المتنوعة، والأسيجة الطاردة للحشرات والبعوض، وذلك في إطار تنفيذ إستراتيجية شاملة لمكافحة البعوض..

وقال في حوار لـ «الشرق» انه تم زراعة (100) شتلة من أشجار الليمون، و(150) شجرة من النيم، و(120) شجرة لبان و(150) شجرة بونسيانا، إلى جانب زراعة (2400) من الريحان كأسيجة ومجاميع فردي، مشيرا إلى أنه تم زراعة هذه الأشجار في عدة حدائق منها حديقة مبيريك وعين خالد وأبو هامور وحديقة الريان الجديد ومعيذر والسلام والريان للعائلات، إضافة الى شوارع الفروسية وتقاطع الجهنية. وأوضح المنصوري أن مبادرة زراعة الأشجار قد بدأت 8 يناير الجاري، مؤكدا على أن هذه الأشجار تعرف بخصائصها الطبيعية في طرد الحشرات، باعتبار أن أوراقها تحتوي على مركبات طبيعية طاردة للبعوض، وتتماشى مع الظروف المناخية المحلية للمنطقة.

وفيما يلي نص الحوار:

 

 ما هي الأهداف الرئيسية التي تسعى المبادرة إلى تحقيقها؟ هل تهدف فقط إلى مكافحة الحشرات والبعوض، أم هناك أهداف بيئية أخرى؟

 هذه المبادرة تجمع بين الأهداف البيئية والصحية، مما يجعلها خطوة إيجابية نحو استدامة بيئية أفضل حيث تساهم هذه المبادرة في تقليل استخدام المبيدات الحشرية الكيميائية، وذلك من خلال الاستفادة من الخصائص الطبيعية لبعض الأشجار والنباتات الطاردة للحشرات، يمكن الحد من الاعتماد على المبيدات الكيميائية الضارة بالبيئة والتربة، كما تهدف إلى مكافحة الآفات بطرق طبيعية، إذ أن هذه الأنواع من الاشجار والاسيجة تفرز روائح ومواد طاردة للحشرات الضارة مثل البعوض، ما يقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بها مثل الملاريا وحمى الضنك، وتعمل على تعزيز التنوع البيولوجي، فزراعة الأشجار تعزز التنوع البيئي عن طريق توفير بيئة ملائمة للطيور والحشرات النافعة، مما يساهم في خلق توازن بيئي طبيعي.

- كما تهدف المبادرة إلى تحسين جودة الهواء، خاصة وأن الأشجار تلعب دورًا مهمًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، مما يحسن جودة الهواء في المناطق المزروعة، فضلا عن دورها في خفض درجات الحرارة المحلية، وذلك من خلال تلطيف المناخ المحلي وتوفير الظل، مما يقلل من تأثير الحرارة في المناطق الحضرية. فضلا عن العمل على زيادة المساحات الخضراء، مما يعزز من الصحة النفسية للسكان ويرفع مستوى جودة الحياة.

20250122_1737504670-112.jpg?1737504670

      - أنواع الأشجار

ما هي الأنواع المحددة من الأشجار التي سيتم زراعتها؟ وما هي الخصائص التي تميز هذه الأشجار عن غيرها في طرد الحشرات؟

 تتضمن المبادرة بعض أنواع الاشجار والاسيجة وخصائصها، ومنها شجرة الليمون، وهي ليست فقط مصدرًا للفاكهة المفيدة، بل أيضًا حل طبيعي وفعّال في مكافحة الحشرات والبعوض، كما تتميز بعدد من الخصائص التي تجعلها فعّالة في طرد الحشرات والبعوض بشكل طبيعي، وذلك بفضل الزيوت العطرية والمواد الكيميائية الطبيعية التي تحتويها مثل الليمونين والسيترال، وهي مواد ذات روائح نفاذة تُعتبر غير مستساغة للحشرات والبعوض.  وشجرة النيم، والتي تعد خيارا مثاليا ومستداما للتحكم في الحشرات والبعوض بطرق طبيعية وآمنة باعتبارها تحتوي على مادة الأزاديراشتين (Azadirachtin)، وهي مركب طبيعي يعمل كمبيد حشري قوي يمنع تكاثر الحشرات ويعيق نموها إضافة إلى مادتي السالانين والنيمبين هما مركبان آخران يساهمان في صد الحشرات وإبعادها، كما ان زيوت وأوراق النيم تؤثر على دورة حياة الحشرات من خلال تعطيل قدرتها على وضع البيوض أو منع تطور اليرقات.

وكذلك شجرة اللبان، والتي تحتوي على زيوت عطرية قوية مثل البوسويلليك أسيد والمركبات التربينية التي تزعج البعوض والحشرات وتجعلها تبتعد عن المنطقة، كما ان الرائحة المميزة للبان غير محببة للبعوض والحشرات الأخرى، مما يجعلها فعالة في حماية المنازل والمناطق المفتوحة.

وأيضا الريحان، والذي يمكن زراعته كأسيجة او مغطيات تربة حيث تحتوي أوراق الريحان على زيوت الأوجينول (Eugenol) واللينالول (Linalool)، وهما مركبان يتميزان برائحة نفاذة تعمل على طرد البعوض بشكل طبيعي كما ان الرائحة العطرية المنبعثة من أوراق الريحان تزعج البعوض وتمنعه من الاقتراب من المكان حيث اثبتت مستخلصات الريحان فعاليتها في تعطيل دورة حياة البعوض من خلال منع وضع البيض في المناطق المحيطة بالنبات. فضلا عن شجرة البوانسيانا، والتي تنتج روائح أو إفرازات معينة من الأوراق أو الأزهار مزعجة لبعض الحشرات حيث تجذب هذا النوع من الاشجار الطيور والحشرات النافعة (مثل النحل والفراشات)، والتي قد تساهم بشكل غير مباشر في تقليل أعداد الحشرات الضارة مثل البعوض.

إلى جانب شجرة الكينا، والتي تحتوي أوراق الكينا على زيت عطري غني بمركبات مثل السينيول (Eucalyptol)، الذي له تأثير قوي في طرد البعوض والحشرات كما ان الرائحة النفاذة لزيت الكينا الطبيعي تزعج البعوض، مما يجعله يبتعد عن الأماكن المحيطة بالشجرة. كما يُستخدم زيت الكينا كمكوّن رئيسي في العديد من البخاخات والمستحضرات الطاردة للبعوض، بالإضافة إلى الشموع العطرية. وأيضا هذه الأنواع من الاشجار تتماشى مع الظروف المناخية المحلية لدولة قطر.

     - المناطق المستهدفة

 ما هي المناطق المستهدفة لزراعة هذه الأشجار؟ هل ستكون هناك أولوية لمناطق معينة مثل الحدائق العامة أو المناطق السكنية؟

 تستهدف هذه المبادرة معظم الحدائق التابعة لبلدية الريان، والشوارع المجاورة للمناطق، إضافة إلى المناطق الخارجية التابعة لحدود بلدية الريان، ومنها حديقة ازغوى وحديقة بلازا الغرافة وحديقة الغرافة وزراعات حول استاد الريان وحديقة مبيريك وبوهامور وحديقة عين خالد وبو نخلة وحديقة الريان الجديد وحديقة السلام وحديقة معيذر، إلى جانب شارع الفروسية وشارع أم الدوم وحديقة الريان للعائلات.

 ما هو الجدول الزمني المتوقع لتنفيذ هذه المبادرة؟ ومتى يمكن توقع رؤية نتائجها على أرض الواقع؟

 لقد انطلقت بلدية الريان في زراعة هذه الأنواع من الاشجار الطاردة للحشرات والبعوض بداية من تاريخ الثامن من شهر يناير الجاري وهي متواصلة دون انقطاع، خاصة وأن هذه المبادرة هي بالأساس حلقة من استراتيجية شاملة لمكافحة الحشرات والبعوض وهي المكافحة البيئية، كما نتائجها مرتبطة مباشرة بالزراعة باعتبار أن وجود هذه الأنواع يطرد مباشرة البعوض بالمناطق المجاورة لها.

 هل هناك دراسات سابقة أو تجارب مشابهة في مناطق أخرى تم الاستفادة منها في تصميم هذه المبادرة؟

 هذه المبادرة تعتبر الاولى على مستوى وزارة البلدية بدولة قطر، اما بالنسبة لبقية الدول فهناك تجارب دولية سابقة في زراعة الأشجار، والنباتات الطاردة للبعوض وقد اثبتت فعاليتها كحل طبيعي ومستدام لمكافحة الحشرات، مع فوائد بيئية واقتصادية اضافية، نذكر على سبيل المثال: الولايات المتحدة الأمريكية إذ يتم الترويج لزراعة النباتات والأشجار الطاردة للبعوض خاصة الليمون في الحدائق العامة والخاصة، وفي البرازيل تعتمد على زراعة النيم كجزء من الجهود للحد من انتشار البعوض الناقل للأمراض مثل حمى الضنك وفيروس زيكا، وكذلك في أفريقيا، وتحديدا في دول مثل كينيا وتنزانيا، يتم تشجيع زراعة أشجار الليمون والريحان حول المنازل وتُستخدم كجزء من المبادرات المجتمعية للحد من الأمراض المنقولة عبر البعوض مثل الملاريا، وأيضا في الهند، حيث تُعتبر الهند من أبرز الدول التي تستفيد من خصائص شجرة النيم في مكافحة البعوض والحشرات وزرعت أشجار النيم بكثافة في المناطق الريفية والحضرية، حيث يعمل كحاجز طبيعي ضد البعض كما تم استخدام مستخلصات النيم في تصنيع منتجات طاردة للحشرات.

     - خطط للتوسع بالمبادرة

هل هناك خطط لتوسيع نطاق هذه المبادرة لتشمل مناطق أخرى في قطر؟

 نحن نأمل ان تكون المبادرة على مستوى كبير من دولة قطر، نظرا لأهميتها، كما سوف تعمل بلدية الريان على القيام بورش عمل ومحاضرات توعوية بالمدارس، وبمسرح البلدية، بهدف التوعية المجتمعية ليكون المواطن شريكا في هذه المبادرة، وكذلك ليتم التوسع في زراعة الأشجار داخل الحدائق الخاصة والمدارس والمراكز الصحية والإدارات والوزارات الأخرى، لأن التوعية المجتمعية تعتبر حلقة ثانية من استراتيجية شاملة لمكافحة الحشرات والبعوض.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق