قال الباحث السياسي السوداني شوقي عبد العظيم، إنه فيما يتعلق بتقييم السياسة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، فمن المبكر إصدار حكم قاطع حول توجهاته، ولا شك أن الملف السوداني يُعد من القضايا المهمة، لكن في الوقت الراهن لا يبدو أنه في مقدمة أولويات الإدارة الأمريكية، والتي تركز بشكل أكبر على ملفات أخرى مثل الأزمة في غزة والصراع القائم في أوكرانيا.
استخدام أداة الضغوط الاقتصادية والسياسية
وأضاف في تصريحات خاصة لـ الدستور، فيما يخص الوضع السوداني، أن الإدارة الأمريكية قد تكون بصدد استخدام أداة الضغوط الاقتصادية والسياسية لزيادة تأثيرها على أطراف الحرب، خصوصًا بعد فرض عقوبات على قيادات الحرب مثل قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع.
وتابع أن هذه العقوبات تأتي في وقت حساس، حيث يسعى الطرفان المتنازعان إلى تعزيز مواقعهم العسكرية والسياسية. بالطبع، من المتوقع أن تساهم هذه العقوبات في تعميق الصراع في السودان بدلاً من أن تساهم في إيجاد تسوية سريعة، إذ أن الحرب مرتبطة بشكل وثيق بمصالح شخصية لعناصر القيادة العسكرية في كلا الطرفين.
في الوقت ذاته، أعتقد أن إدارة ترامب قد تجد في الوضع السوداني فرصة لتطبيق نهجها في التعامل مع الأزمات الدولية من خلال فرض مزيد من الضغوط على قادة الأطراف المتنازعة، ولكن من المبكر التنبؤ بكيفية تأثير هذه الضغوط في إنهاء الحرب أو حتى في تحريك عملية التسوية السياسية.. لكن الأزمة السودانية تتطلب مقاربة شاملة تراعي الديناميكيات الداخلية والإقليمية، وليست مجرد تدابير عقابية قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد.
وختم عبد العظيم تصريحاته بأنه من المهم أن نعي أن الموقف الأمريكي في هذه المرحلة يتسم بالحذر، خاصة مع انشغال الإدارة الأمريكية بأزمات أخرى قد تكون أكثر أهمية في نظرها. ولكن في حال استمر الصراع في السودان وتفاقم الوضع الإنساني، قد تتغير الأولويات الأمريكية، وقد نجد تدخلات أكبر سواء من الولايات المتحدة أو من القوى الدولية الأخرى التي تسعى للحفاظ على مصالحها في المنطقة".
0 تعليق