اللواء مصطفى رفعت، اسمٌ لا يزال يتردد في ذاكرة الشعب المصري كأحد أبرز رموز التضحية والشجاعة في تاريخ الشرطة المصرية.
وُلد في محافظة الجيزة في عام 1921، ليصبح أحد أبرز رجال الأمن الذين خدموا الوطن بكل إخلاص وتفانٍ، قبل أن يصبح رمزًا من رموز البطولة والتضحية في معركة الإسماعيلية الشهيرة.
المعركة التي خلدت اسمه
يعتبر اللواء مصطفى رفعت من أبرز المشاركين في معركة الإسماعيلية التي وقعت في 25 يناير 1952، حيث سطر بدمه ملحمة بطولية قادها رجال الشرطة المصرية في مواجهة الاستعمار البريطاني.
أثناء المعركة، كانت الإسماعيلية هي نقطة المواجهة بين قوات الشرطة المصرية وجنود الاحتلال البريطاني، حيث قرر اللواء رفعت وزملاؤه التصدي للمحتلين بكل شجاعة، رغم الفارق الكبير في القوة العسكرية.
كان اللواء مصطفى رفعت آنذاك يشغل منصب مدير الأمن في مدينة الإسماعيلية، وقاد المعركة بصلابة منقطعة النظير.
ورغم محاولات القوات البريطانية تدمير مركز الشرطة، إلا أن رجال الشرطة بقيادة رفعت كانوا مثالًا للصمود والبطولة، مما أسهم في إشعال شعلة المقاومة في كافة أرجاء مصر ضد الاستعمار.
التضحية من أجل الوطن
ما يجعل اللواء مصطفى رفعت رمزًا من رموز التضحية هو مشهد استشهاده الذي أضاف بعدًا إنسانيًا كبيرًا على مسيرته البطولية، فقد أصيب إصابة بالغة خلال المواجهات، ولكن روح النضال والتضحية لم تفارقه.
ترك استشهاده علامة فارقة في قلوب المصريين الذين يعدونه بطلًا لا يُنسى، حيث ضحى بحياته من أجل وطنه ومن أجل الحرية.
بعد المعركة.. إرث عظيم
لم يقتصر دور اللواء مصطفى رفعت على المعركة فقط، بل استمر في خدمة الوطن طوال حياته، حيثُ عمل بعدها في العديد من المناصب الأمنية الهامة، وكان أحد أبرز المسؤولين في جهاز الشرطة المصري.
وعُرف بسمعته الطيبة وشجاعته وحكمته في إدارة الأمور الأمنية، حيث سعى دائمًا إلى الحفاظ على الأمن والسلام في البلاد.
كما كرمت الدولة المصرية اللواء مصطفى رفعت بعد استشهاده، وعُرف عن الكثير من أسرته وأصدقائه أن ذكراه بقيت حية في قلوبهم، كما أن اسمه ارتبط بالعديد من المؤسسات الأمنية التعليمية التي تهدف إلى غرس روح الوطنية والتضحية في نفوس رجال الشرطة الجدد.
ويبقى مصطفى رفعت دائمًا فارسًا من فرسان معركة الإسماعيلية، ورمزًا من رموز الشرطة المصرية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم.
وتظل ذكرى معركة الإسماعيلية، وتضحيات رجال الشرطة التي قادها رفعت، من الأحداث التي تجسد البطولة والوفاء والانتماء العميق للوطن.
0 تعليق