تطرح دار صفصافة للنشر والتوزيع بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، كتاب "فتنة الأطياف" للكاتب الصحفي والروائي سعد القرش.
يأتي كتاب "فتنة الأطياف " ليقدم لوحة بانورامية لعدد من المهرجانات العربية وأجنبية، وبعضها ألغي مثل مهرجان أبو ظبي السينمائي الذي انطلق عام 2007، لكنه الكتاب يتجاوز فكرة الأفلام والمهرجانات إلى المدن والبشر والكتب والتاريخ، وما وراء عملية الإبداع.
الكتاب مهدى إلى الناقد السينمائي العراقي الكبير انتشال التميمي، المدير السابق لمهرجان الجونة السينمائي، وصاحب المشاريع والجهود الكبيرة في إنجاح مهرجانات في العالم العربي وخارجه (الهند والهولندا نموذجا).
يجمع الكتاب بين الشخصي والموضوعي، وبين الاثنين تكون الأفلام طرفا أساسيا، منذ شاهد في صيف 1980 في سينما المحلة فيلم «امرأة بلا قيد» الذي كان "بوابتي إلى هذا العالم، ولم أشاهده في التلفزيون، ولم أحرص، ولم أحب بطليه، نيللي وحسين فهمي، وبقيت منه أغنية لشفيق جلال لا أتذكرها، وأغنية تقول نيللي في بدايتها: «أنا نور ونار ومدلّعة»، وفي الدرجة الثالثة سمعناها: «ومولّعة»، ولم أهتم بمعرفة أيهما الأدق، نور اسم فتاة غجرية يحترق مَن يقترب منها، وسوف أعرف أن الفيلم معالجة لرواية «كارمن»، وأحزن لأنه أحد الأعمال التجارية الكثيرة لبركات مخرج «دعاء الكروان» و«الحرام» و«الحب الضائع».
يرصد الكتاب علاقة المهرجانات بالأفلام وبالمدن، ويتناول أيضا طقوس المشاهدة، وطبائع جمهور المهرجانات من السينمائيين، إذ تخلو عروض الكثير من الأفلام في مهرجان القاهرة من صناع السينما، وهذا يفسّر أسباب توقف نمو هذه الصناعة، فلا تقدم من دون خيال وغيرة من ذوي الخيال، "ولكن كثيرا من صناع أفلامنا لا يغارون، من أصحاب الخيال كاتب السيناريو الإيطالي سيزار زافاتيني، قال عنه الروائي الأمريكي ترومان كابوت: «هناك كاتب طور نفسه، وكان يعمل ككاتب سيناريو، ويمكننا أن نطلق عليه عبقري السينما، أعني ذلك الفلاح الخجول المرح زافاتيني، ثلاثة أرباع الأفلام الإيطالية الجيدة كتبها زافاتيني، كل أفلام فيتوريو دي سيكا هو الذي كتب السيناريو لها، ودي سيكا رجل موهوب ومحنك، ومع ذلك فهو بوق لزافاتيني، فأفلامه من خلق زافاتيني، كل ظل، كل خطوة عمل، وكل جو مرسوم كان زافاتيني قد وضحه في السيناريو».
فضلا عن الأفلام والمهرجانات والمدن تتطرق فصول الكتاب لكتب في النقد السينمائي وتاريخ السينما، تضع القارئ في أجواء أفلام صارت من الكلاسيكيات.
يقول سعد القرش إن فقر الخيال جعل البعض يقيس نجاح المهرجانات بحضور النجوم، والنجوم في هذا الوعي الفقير تعني الممثلين والممثلات، وهذا لا عيب فيه ولا كراهة، على أن يبتعدون عن التحكيم؛ فعضو لجنة التحكيم قاض، يفترض أن لديه حدًّا أدنى من الثقافة السينمائية، والوعي البصري والتشكيلي والجمالي الكافي لقراءة الصورة، والتفرقة بين دلالة فيلم يخلو من الموسيقى مثل «الخروج للنهار» لهالة لطفي، وفيلم خفيف مقتبس باعتراف مخرجه الذي يسجل أنه قام بتمصيره.
يقول المؤلف إن "هذا الكتاب ثمرة مهرجانات سينمائية اتخذتُ فيها مقعدا صغيرا، خفيفا يسهل حمله، تنقلت به بين عروض الأفلام، ثم كتبت كتابة حرة، على تخوم فنون وعلوم، مقتديا بمارسيل ماوس، معلم كلود ليفي شتراوس، الذي نصب خيمته في طرق جانبية، في تخوم تطل على «علم الاجتماع، وتاريخ الأفكار، وتاريخ التقنيات، تلك الأراضي التي تنظر شزرا إلى متسكع الضواحي هذا، هو يمشي بخط متعرج بين السطور».
0 تعليق