"كوكب الشرق " يضيئ سماء ماسبيرو

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 23/يناير/2025 - 12:09 م 1/23/2025 12:09:11 PM

في ظل صحوة كانت مأمولة لكنها لم تكن متوقعة، عاد إعلام ماسبيرو ليصدح ويغني ويغرد من جديد. عاد ليثير حالة من الشجن ورغبة صادقة ليكون سندا ودرعًا للدولة الوطنية وهو في هذه العودة سيكون معه جناح إعلامي آخر ولد فتيا هو الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بكل مكوناتها الصحفية والتليفزيونية والإذاعية والإنتاجية.
جاء التشكيل الجديد للهيئة ليمثل طاقة أمل جديدة  أمام مبدعي ماسبيرو الذين كتب عليهم الصمت لسنوات حتى أنهم شكوا هم أنفسهم -حين شككهم البعض - في موهبتهم وقدراتهم  .
    شرع الأستاذ أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في إصلاح البيت على محاور عدة. لكن ومع شدة اشتياق المحبين لصحوة الكيان من جديد، زادت المطالبات وهذا حق، كما تكثفت المقترحات وذلك جيد. غير أن هذا وذاك لا ينبغي أن يمثلا عبئا على صانع قرار ماسبيرو ورفاقه. إذ يجب أن يستوعب الجميع من أبناء ماسبيرو ومن متابعيه وعشاقه أيضا أن أحدًا لا يمتلك العصا السحرية للتغيير، وأن تراكمات ما مضى تتطلب وقتًا للرفع قبل أن نشيد مكانها صروحا جديدة.
و الجميل في الأمر أن قادة ماسبيرو وهيئته الجديدة يعملون بالتوازي بين الإصلاح والبناء تلبية لرغبات المتطلعين واستجابة لإرادة الدولة، التي اتضحت نواياها الجدية في إصلاح ما جرى، مع مجرد الإعلان عن أسماء أعضاء المجلس الأعلى وهيئتي الصحافة والإعلام.
و في إطار السعي لاستعادة امجاد الإذاعة والتليفزيون جاء قرار المسلماني بالاحتفال برمز فني مصري هي الأشهر على الإطلاق في مجال الغناء العربي، كيف لا وهي سيدة الغناء العربي ام كلثوم التي يمر هذا العام نصف قرن منذ رحيلها.
و تأتي عبقرية صانع القرار في إصراره على أن يتم الإحتفال داخل ماسبيرو وليس في أي مكان آخر، وأن يتم خلاله تكريم صناع مسلسل كوكب الشرق الذي أنتجه قطاع إنتاج ماسبيرو قبل ربع قرن.
لحسن حظنا أن معظم صناع العمل من المخرجة السيدة انعام محمد علي، لبطلته الأولى الفنانة صابرين وآخرين ممن عزفوا هذه السيمفونية الفنية الراقية التي كتبها قلم المبدع الراحل محفوظ عبد الرحمن،ما يزالون يضيئون حياتنا بحضورهم الراقي. رسالة بليغة تقول لكل المعنيين بالفن العربي إن ماسبيرو هو أصل الإبداع وصانعه الأول.
نعم، نحن نتقبل المنافسة الشريفة، سواء كانت من كيانات وطنية موازية أو من جهات إنتاجية وإبداعية عربية. غير أن حرصنا على كلمة الريادة ينبغي أن يتأكد وأن يتم ترسيخه بالقول والعمل.
و في هذه الإحتفالية المنتظرة خير مثال يؤكد أن إبداع  ماسبيرو هو الأصل وهو الذي جعله رقمًا صعبًا يصعب على منافسيه تجاوزه  مهما بلغت إمكاناتهم وقدراتهم المالية.
     و عبر تاريخ الإعلام الوطني الذي بدأ منذ عام ١٩٣٤ ظلت الفكرة هي البطل في كل التراث الذي تذخر به مكتبات ماسبيرو. كانت الأفكار التي تخرج من استديوهات الإذاعة والتليفزيون وقطاع الإنتاج دائما مبتكرة ورائدة، لذلك كانت تجد أصداء واسعة بمجرد تحويلها إلى واقع سواء في برنامج او أغنية أو 
عمل درامي. ومن هنا كان حزن الشارع المصري حين غاب ماسبيرو، ومن ذات المنطلق يبدو اهتمامه حين لاحت في الأفق بشائر عودته للالق من جديد.
    قد لا يكون المخرج النهائي الذي نتوقعه في منتهى الكمال الذي نتمناه، فقد طالت السنوات العجاف واختفى من المشهد عدد كبير من صناع الإبداع، ومن ثم ينبغي أن نحسن استقبال المنتج الفني الذي سيكون حفل أم كلثوم هو باكورته.و أن نغفر له هناته- إن وجدت- وأن نسلط الأضواء على إيجابياته ونحيي إقدام مبدعيه وإن فاتهم شيء.
حريص أنا على ألا اوقع نفسي في ذات الخطأ الذي انتقدته في مستهل مقالتي بأن اتعجل قادة ماسبيرو في العودة إلى الإنتاج الدرامي وتنظيم احتفالات أضواء المدينة وليالي التليفزيون وتجديد كامل خريطة الشبكات الإذاعية والقنوات التليفزيونية ومنح مبدعيه حقوقهم المالية التي تؤمن لهم حياة كريمة تحفزهم على الإبداع. بالطبع كل هذه مطالبات استمع إليها ومهموم بها السيد المسلماني ورفاقه، لكنهم لا يملكون كل آليات التغيير. ولكن، تبقى كل الأماني في الإمكان - بما في ذلك إعادة الحقوق لأصحاب المعاشات -طالما خلصت النوايا. 
علينا نحن عشاق ماسبيرو أن نطمئن بعد أن بدت ملامح التطوير الحقيقي بقرارات تصحيحية جريئة، كما حدث مع إذاعة القرآن الكريم، وكما نحتفي اليوم بقرار الاحتفال بمرور 50سنة على رحيل كوكب الشرق و25 سنة أخرى على إنتاج مسلسل ام كلثوم. كلي امل أن الخير آت طالما ظل في العمر بقية وطالما بقى في ماسبيرو مئات -و لا أقول آلاف- المبدعين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق