الجمعة 06/ديسمبر/2024 - 03:55 م 12/6/2024 3:55:06 PM
أميل لاستخدام مصطلح "الأسر غير المقتدرة" أو " الأسر الأولى بالرعاية" للإشارة إلى واحدة من الفئات الأكثر احتياجًا للدعم والمساندة في المجتمع المصري، حيث تمثل جزءًا كبيرًا من التركيبة المجتمعية التي تعاني من مشكلات اقتصادية واجتماعية متعددة. هذه الأسر غالبًا ما تتكون من أفراد يعانون من ضعف في الموارد الاقتصادية أو نقص في المهارات التي تؤهلهم للتوظيف والحصول على فرص عمل لائقة. تشمل هذه الفئة الأرامل والمطلقات، وكبار السن بدون عائل، والأشخاص ذوي الإعاقة، وأسر عمالة الأطفال. تلك الأسر تحتاج إلى دعم مادي وخدمات اجتماعية تساعدها على تحقيق مستوى معيشي مقبول.
تعرف الأمم المتحدة "الفقر" بأنه الحالة التي يفتقر فيها الأفراد إلى الموارد اللازمة لتلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية. ويتجاوز الفقر الجوانب الاقتصادية ليشمل الجوانب الاجتماعية والثقافية، حيث يمكن أن يؤدي إلى التهميش وغياب الفرص والاقصاء. وتقسم الأمم المتحدة الفقر إلى: فقر مطلق.. حيث لا يستطيع الإنسان تلبية الحد الأدنى من احتياجاته الأساسية، وفقر نسبي.. عندما تكون الظروف المعيشية للإنسان أدنى بشكل كبير من متوسط مستوى المعيشة في المجتمع.
هناك بعض المقترحات للتعامل مع قضية الفقر، تشمل:
1 - إنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة، وتوفير قروض ميسرة ودعم تقني للمشروعات الصغيرة.
2 - تفعيل الشراكات المجتمعية من خلال التعاون بين الحكومة، القطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني لتقديم خدمات متكاملة.
3 - دعم التعليم والتدريب المهني من خلال توفير فرص تعليمية وبرامج تدريبية لتأهيل الأفراد للحصول على وظائف.
قطعًا، قانون الضمان الاجتماعي هو أحد الأدوات الرئيسية لدعم الأسر الأولى بالرعاية.. لأنه يهدف إلى حماية الفئات الأكثر احتياجًا من خلال تقديم مساعدات مالية وخدمات اجتماعية متنوعة. يضمن القانون عدة ملامح رئيسية مثل: توفير معاشات للمسنين، وإعانات مالية للعاطلين عن العمل، وتعويضات في حالات الإصابات أو الحوادث أثناء العمل. كما يسعى القانون إلى تعزيز مفهوم الحماية الاجتماعية الشاملة التي تشمل كل فئات المجتمع الضعيفة.
توفر هذه الخدمات شبكة أمان للأفراد وتساعدهم على مواجهة الظروف الطارئة التي قد تؤثر على حياتهم. كما أنها تهدف إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي من خلال الحماية من الوقوع في دائرة الفقر.
الدعم النقدي يمثل أحد الأدوات المباشرة لدعم الأسر غير المقتدرة والأولى بالرعاية. برامج مثل “تكافل وكرامة” توفر مساعدات مالية للفئات المستهدفة. وتقدم هذه البرامج للأسر التي تفي بمعايير معينة مثل الدخل المنخفض أو وجود أفراد غير قادرين على العمل. تهدف هذه المساعدات إلى تمكين الأسر من تلبية احتياجاتها الأساسية وتحسين ظروفها المعيشية، مع تعزيز الاستثمار في التعليم والرعاية الصحية للأطفال.
نقطة ومن أول الصبر..
تمثل الأسر الأولى بالرعاية جزءًا أساسيًا من النسيج الاجتماعي المصري، وتحتاج إلى دعم شامل ومستدام من خلال تطبيق سياسات فعالة في مجال الضمان الاجتماعي والتأمينات، وتحقيق شراكة بين الجهات الحكومية والخاصة، يضمن تحسين حياة هذه الفئة وتمكينها من المشاركة الفعالة في المجتمع.
0 تعليق