مختصر مفيد
أوجه هذا الخطاب الى ايران والحوثيين و"حماس"، ناصحا إياهم، كفى... كفى.
لديكم في منطقتنا العربية إمكانات هائلة للتطور والتنمية، وتحسين أوضاع شعوبكم، ولا تقل لي سبب تخلفنا الاستعمار وتدخل القوى الخارجية، كلا، بل أجزم ان السبب هو عدم كفاءة المسؤولين، لا سيما وزير المالية في بلدانهم، وبإنهم لايفكرون بعمق.
لنأخذ على سبيل المثال، ايران. نستغرب ألا يوجد فيها وزير مالية محنك، يقف بوجه الحكومة لينصحها ويقول: كفى، فلو كان لدى الحكومة حكمة وبصيرة لما أضاعت منها الفرص الكثيرة.
نعم أضاعت الفرص، فكان بإمكان ايران، مثلا، ان تتخلى عن أفكار العصور الوسطى المتخلفة، فلا تتدخل في شؤون العرب، بل تعمل على تنمية بلدها وتطويره، كيف؟
من الأفضل لها ان تفتح صفحة جديدة مع العالم، وأن ترحب بالاستثمارات، الخليجية والاوروبية والاميركية، فتتطور وتصبح بلداً ناجحاً راقياً يُشار إليه بالبنان، لا بلداً يفرض الاحكام القاسية على شعبه بين حين وآخر، ويتدخل في شؤون بلدان عربية، فالقوة اليوم هي قوة الاقتصاد، بدليل تقدم كوريا الجنوبية، وتخلف جارتها الشمالية.
لنأخذ من أحداث التاريخ عبرة، فقد دخلت الدنمارك والسويد في حروب، ولما تحطم البلدان، رأى كل منهما ان مصلحته تكمن في فتح صفحة جديدة مع الآخر، والتصالح ونبذ الخلافات البغيضة، فأصبحا من الدول المتقدمة والراقية.
نقول هذا ليس حبا في ايران، بل لتكف عنا شرها.
أما أفكار الحوثيين فحمقاء، دمروا بلدهم، اليمن، فمن المعروف انهم جماعة متمردة استغلت ما يُسمى "الربيع العربي"، فحملت السلاح بوجه الحكومة، وأطاحت الشرعية، التي انتقلت الى عدن، واحتلت جماعتها نحو ثلث مساحة اليمن، تساعدها ايران بالسلاح، ولم تطلب من ايران ان تكف ايديها عن بلدهم المدمر، بل استمرت يطلبون السلاح منها، ثم أطلقوا النار على السفن العابرة في باب المندب، المتجهة نحو قناة السويس، فجعلوا مصر تخسر خسائر مالية هائلة.
فكثير من السفن تركت العبور في البحرالأحمر، واتجهت نحو رأس الرجاء الصالح في جنوب افريقيا، حتى تبحر شمالا نحو اوروبا وغيرها.
حجتهم ان السفن الاسرائيلية تستحق القصف لأن اسرائيل تقصف غزة، يا حوثيون، فكروا بعمق، كفى، توقفوا، تفاوضوا مع الحكومة الشرعية في عدن.
عجبا، وقد مدحكم الخالق في القرآن في سورة سبأ.
اليمن غني بالموارد الطبيعية فاعملوا على تطوير بلدكم، فأنتم منذ ستين عاما في انقلاب تلو آخر بعد إطاحة الملكية.
وانتم يا زعماء "حماس"، عندما بدأ اتفاق وقف اطلاق النار بينكم وبين اسرائيل يوم 19 يناير الجاري، الذي سيمر بمراحل ثلاث زمنية متتابعة، بدأت المرحلة الاولى باطلاق رهائن من الجانبين، فانطلق منكم مسلحون ملثمون يحملون السلاح ويهللون كأنهم حققوا النصر، انتم دمرتم قطاع غزة، وتسببتم بموت عشرات الآلاف، ومن عاش من سكانها الفارين عادوا ليروا منازلهم وقد دمرت، وسط الجوع والفقروالعراء. فأي انتصار هذا الذي تتباهون فيه؟
ثم ان هذا الاتفاق مع اسرائيل هش، وسيفشل بشهادة المحللين السياسيين.
0 تعليق