مع اقتراب شهر رمضان المبارك، بدأت أسواق مصر تشهد تحضيرات مكثفة لاستقبال الشهر الكريم، وبينما تتزين الشوارع بالمظاهر الرمضانية، يحتفظ الفانوس بمكانته الخاصة كأحد أبرز رموز الشهر، حيث يُقبل المواطنون على اقتنائه بمختلف أشكاله وألوانه.
في مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، يبرز اسم أسامة إبراهيم أحمد كواحد من أشهر صانعي الفوانيس اليدوية باستخدام خشب الأركت. منذ عام 1986، كرّس أسامة شغفه للأشغال اليدوية، وتميز في استخدام هذا النوع من الأخشاب الذي يُعرف بمتانته وقابليته للتشكيل.
يروي أسامة لـ"الوفد" رحلته مع هذه الحرفة التي بدأها كهواية قبل أن يحوّلها إلى مهنة أساسية بعد أن طور مهاراته بالدراسة والتدريب.
يقول أسامة، إن موسم صناعة الفوانيس يبدأ مع منتصف شهر رجب، حيث يبدأ بتجهيز المواد الخام التي تشمل ألواح خشب الأركت، الألوان الزاهية، والإضاءات الخاصة، العملية تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين، إذ يتطلب تصنيع الفانوس دقة عالية ومهارة فنية لإنتاج قطع مميزة ترضي مختلف الأذواق.
زيادة الإقبال رغم ارتفاع الأسعار
أوضح أسامة، أن أسعار الفوانيس هذا العام شهدت زيادة ملحوظة بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ارتفاع تكلفة المواد الخام. على سبيل المثال، ارتفع سعر لوح خشب الأركت من 150 جنيهاً العام الماضي إلى 230 جنيهاً هذا العام، ومع ذلك، تبقى الأسعار مناسبة لفئات عديدة، حيث يبدأ سعر الفانوس الصغير من 60 جنيهاً، ويزداد السعر حسب الحجم والتصميم.
ورغم توفر الفوانيس المستوردة، يؤكد أسامة أن الفوانيس اليدوية المصنعة من خشب الأركت تحظى بإقبال كبير، بفضل تصاميمها الفريدة وقوتها التي تضمن بقاؤها لسنوات طويلة.
يشير إلى أن الكثير من المواطنين يفضلون شراء الفوانيس الكبيرة التي تُعلق في الشوارع وأمام المحلات، حيث تتسم بجمالها وتضيف أجواءً رمضانية مميزة.
إبداع وتميز في التفاصيل
يعتمد أسامة على خبرته الطويلة لإنتاج فوانيس بأشكال وأحجام متنوعة تناسب جميع الأذواق، مؤكداً أن العمل في هذه الحرفة يتطلب صبراً وإبداعاً، إذ يتم تصميم الفانوس يدوياً بدءاً من مرحلة تقطيع الخشب وحتى تلوينه وإضافة الإضاءة.
ويضيف أن الفوانيس اليدوية المزودة بأغاني رمضان تلقى رواجاً كبيراً، خاصة بين الأطفال والعائلات التي تبحث عن أجواء رمضانية تقليدية.
مع اقتراب رمضان، يتجلى عشق المصريين للفانوس كرمز للفرحة والاحتفال، وبينما تستمر ورش كفر الدوار في إنتاج الفوانيس التقليدية، يحافظ أسامة إبراهيم على دوره في إحياء هذه الحرفة الأصيلة، مقدماً لزبائنه تحفاً فنية تمزج بين التراث والابتكار.
0 تعليق