غزة.. المنازل على لائحة المفقودين

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

6

24 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ غزة - محمـد الرنتيسي

لا شغل لأهل غزة، بعد إسدال الستار على الحرب الأكثر دموية في تاريخهم، سوى البحث والتنقيب عن مستقبل حياتهم، إذ ظلت أوضاعهم الصعبة تفرض نفسها، على وقع شوارع بدت ميتة لا حياة فيها، وجثث في الطرقات وتحت الركام، ومنازل لم يبق منها سوى الأنقاض والذكريات.

غزة عروس البحر، لم تعد كذلك بعد الحرب، الدمار يحاصرها والرعب يلفها، حتى بدت شبحية، وإن أخمدت فيها نار الحرب، وفي قلبها طوفان بشري، ونازحون عائدون، يسود لديهم الاعتقاد بأن غزة وخان يونس ورفح ودير البلح خرجت بالفعل من ملعب النار، لكن في حقيقة الأمر، بؤس الحرب لا يزال يلاحقها.

ضاقت مساحة غزة بفعل الركام والدمار، واتسعت دائرة همومها، لكن قلبها ظل يتسع لمن عادوا إليها طالبين الأمن والأمان، رغم أن الهمّ يثقل قلوبهم، لدرجة بدا وكأنه يلمس بالأيدي، بعد أن وجدوا «عروس البحر» وقد تغيرت معالمها، وبانت المآسي على وجهها، بفعل عدوان بربري، قل نظيره في التاريخ.

في قطاع غزة، يحتاج النازحون العائدون إلى خريطة طريق ترشدهم إلى أماكن بيوتهم، بل وربما حاراتهم، التي مسحت عن الخريطة، كأنها تبخرت، ولم يعد لها أي أثر.

يدور أحمد قشطة حول نفسه، ووجع كبير في قلبه، بعدما عجز عن تحديد معالم أو حدود بيته في رفح، التي نهشتها غربان الاحتلال، فبدت كومة حجارة.

يروي لـ»ء»: «كثيرون نشروا صوراً لمنازلهم المدمرة، أما أنا فأعجز عن مجرد معرفة الطريق إلى البيت، لم يبق شيء في تل السلطان على حاله، لم يبق حجر على حجر، الشوارع غصت بالعائدين، لكن كثيرين منهم ظلوا بلا مأوى، وعادوا من الخيام إلى الخيام». غير بعيد، إبراهيم أبو جزر، لا همّ له سوى البحث عن جثة شقيقه الشهيد أحمد، الذي اختفت آثاره منذ ثلاثة أشهر، ويقول لـ «الشرق»: «سأظل أبحث عنه حتى أجده، سأحفر في الصخر، ولن أرتاح حتى أشيّعه بما يليق بالشهداء الأبطال»، مبيناً أن حاله هذا إنما يعكس حال غزة بعد الحرب، إذ إن آلاف الجثث ما زالت تحت الركام، وهذا يؤشر على أن كيان الاحتلال حوّل رفح إلى مقبرة لكل من ظل فيها ورفض النزوح، أو حاول دخولها خلال العدوان عليها».

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق