شهدت أسواق النفط العالمية تراجعات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الجمعة، في ظل تطورات سياسية وضغوط من الإدارة الأميركية على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والسعودية،.
ترامب يطالب السعودية بخفض الأسعار
وتأتي هذه التطورات في إطار مساعي واشنطن لإحداث تغييرات على مشهد إنتاج النفط العالمي ودعم اقتصادها المحلي.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 20 سنتًا، لتستقر عند مستوى 78.70 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى75 دولارًا للبرميل.
وجاءت هذه التراجعات بعد تصريحات مباشرة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث طالب "أوبك" بخفض أسعار النفط العالمية، مؤكدًا ضرورة زيادة إنتاج الخام لكبح ارتفاع التكاليف.
وفي إطار كلمته، كشف ترامب عن طلبه من المملكة العربية السعودية زيادة حجم استثماراتها في الاقتصاد الأميركي إلى تريليون دولار، مقارنة بحزمة الاستثمارات المعلنة سابقًا، والتي بلغت 600 مليار دولار.
أوضح محللون أن سياسات ترامب المتعلقة بالرسوم الجمركية والضغوط المتزايدة لتعزيز إنتاج النفط الأميركي أثرت بشكل مباشر على الأسواق، مما زاد من حالة الضبابية التي تسود مستقبل الأسعار.
ويتوقع أن يسهم ذلك في دفع المنتجين الأميركيين نحو زيادة الإنتاج، ما قد يؤدي إلى وفرة في المعروض النفطي العالمي وبالتالي انخفاض الأسعار.
على الرغم من هذه الضغوط، ساهمت تقارير إدارة معلومات الطاقة الأميركية في التخفيف من حدة التراجعات، حيث أشارت إلى انخفاض مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ مارس، ويعكس هذا الانخفاض في المخزونات استمرار الطلب القوي على الخام في الولايات المتحدة، وهو ما عزز بعض الثقة بين المستثمرين بشأن استقرار السوق.
وتظل أسواق الطاقة في حالة تأهب، مترقبةً تأثير هذه التحركات السياسية على العرض والطلب، وما إذا كانت "أوبك" ستستجيب لدعوات ترامب بإجراءات عملية قد تؤدي إلى خفض الأسعار عالميًا، أم أنها ستواصل سياستها الإنتاجية الحالية، مما قد يشعل خلافات جديدة في سوق النفط العالمي.
0 تعليق