عالم بالأزهر: رحلة الإسراء والمعراج حدثت يقظة بعد رؤى منامية متعددة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن رحلة الإسراء والمعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت تجربة يقظة، وقد سبقتها رؤى منامية متعددة كانت بمثابة تهيئة للنبي لتحمل هذا الحدث العظيم.

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة من برنامج "اعرف نبيك" الذي يُبث على قناة الناس، أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد الإسراء والمعراج في منامه عدة مرات قبل أن يحدث في اليقظة، وهذا يعد من رحمة الله به، حيث أعدّه نفسيًا وروحيًا لهذه الرحلة المباركة. 

واستشهد بقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى"، مؤكدًا أن لفظ "عبده" يشير إلى الروح والجسد معًا، مما يدل على أن الحدث وقع في اليقظة.

وأشار إلى أن بعض الروايات التي تتحدث عن كون الإسراء والمعراج منامًا قد تكون صحيحة، لكنها تسبق الحدث الحقيقي الذي وقع في اليقظة. 

وبيّن أن الآية القرآنية: "وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس"، تدل على أن الرؤيا في هذه الحالة كانت بصيرة يقظة، لأن الرؤى المنامية وحدها لا تثير جدلًا أو تعجبًا بين الناس، على عكس الرؤية اليقظة التي كانت سببًا في فتنة البعض وتصديق آخرين.

وأكد أن الإسراء والمعراج كانت من أعظم المعجزات التي شرف الله بها نبيه الكريم، لتكون اختبارًا وفتنة للناس، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم بفصاحته يوضح أبعاد هذا الحدث بشكل لا يقبل الشك. 

كما لفت إلى أن للمسلم نصيبًا من إسراء ومعراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يتمثل في العبادة والصلاة، حيث قال الله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".

وأوضح أن استخدام لفظ "عبده" في الآية بدلاً من "نبيه" أو "رسوله" يشير إلى أن الإسراء والمعراج يمثلان تكريمًا لكل عباد الله المؤمنين، وليس حصرًا على النبي فقط، مضيفا أن عبودية الإنسان لله هي مفتاح هذا النصيب، حيث تتفاوت درجة العبودية بين الناس بحسب معرفتهم بالله.

وأشار إلى أن أعظم تجلٍ لهذه العبودية يتحقق أثناء الصلاة، حيث يبدأ المسلم رحلته الروحية نحو الله من خلال التوجه إلى المسجد الحرام، وقراءة القرآن، والركوع، والسجود، موضحًا أن لحظة السجود تمثل أقرب ما يكون العبد من ربه، وهي نوع من المعراج الروحي الذي يتكرر في كل صلاة.

كما بيّن أن هذه التجربة الروحية قد يدركها أولياء الله الصالحون بشكل أعمق من خلال صفاء النفس وكثرة الذكر، مضيفًا أن على المسلم الذي لا يشعر بهذه الحالة أن يتذكرها بعقله وقلبه أثناء الصلاة، لينال من بركة هذه المعاني العظيمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق