سقط الرئيس الأمريكي جو بايدن مرة أخرى في فخ النفاق السياسي ولكن هذه المرة ليس بسبب السياسة الخارجية، بسبب العفو الشامل الذي أصدره تجاه نجله هانتر الذي كان يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى ما لا يقل عن 42 عامًا، ليتهمه خصومه السياسيين وحتى مؤيديه بالنفاق، حيث ظل يتعهد حتى وقت قريب بعدم إصدار أي عفو عن نجله هانتر الذي يحاكم بتهمة الإتجار في السلاح والتهرب من الضرائب وإدمان المخدرات وغيرها من الجرائم الفيدرالية.
بايدن بين النفاق السياسي وإنقاذ ابنه من مقصلة ترامب
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن من المرجح أن يكون إعلان جو بايدن أمس الأحد عن عفوه عن ابنه هانتر، الذي يواجه الحكم في قضيتين جنائيتين، نتاجًا لصراع كبير بين العقل والقلب.
وتابعت أن كافة خطابات بايدن لم تخلو من التحدث عن والديه أو نجله الراحل أو ابنته، بينما كان يتجنب التحدث عن هانتر الذي لطالما طاردته الفضائح وتشويه صورة والده، وجعله فريسة سهلة لخصومه السياسيين وخصوصًا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي لطالما استغل قضايا هانتر لإسقاط بايدن في انتخابات 2020.
وأوضحت الصحيفة أن بايدن رغم نجاحاته السياسية فكان له جانب عائلي مأسوي حيث توفيت زوجته الأولى نيليا في حادث سيارة مع ابنته البالغة من العمر عام واحد، وبعد زواجه مرة أخرى توفى ابنه بو بعد إصابته بسرطان في المخ، ونجله الآخر يواجه تهم الفساد والإتجار في السلاح والضرائب.
وتعهد بايدن في السابق بعدم التدخل في محاكمة نجله أو التأثير على سير العملية القضائية واستخدام صلاحياته كرئيس للولايات المتحدة لإنقاذ نجله الوحيد.
وكشف مقربون من بايدن، إنه استغرق أشهر قبل اتخاذ قرار إصدار العفو الشامل عن نجله، وقد اختلت كافة الموازين التي كان يعمل عليها بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الشهر الماضي، لأن هذا الفوز سيضع هانتر أمام وزارة عدل مسيسة وقد تحمل الأحكام ضده انتقام من والده.
وتابع المقربون، أنه عادة ما يصدر بايدن قراراه بعد نصيحة واستشارة عائلته، ويبدو أنه توصل له بعد مناقشة الأمر خلال عطلة نهاية الأسبوع لعيد الشكر.
وأوضحت الصحيفة أنه بحسب مصادر قضائية، كان يمكن لهانتر أن يتجاوز العقوبات لو كان مواطن عادي، خصوصًا وأن التحقيقات لم تثبت كافة التهم بشكل كبير عليه.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار جو بايدن سيكون مزعج للكثير من الأمريكيين بشأن المعايير المزدوجة لرئيس يعفو عن أحد أفراد عائلته قبل العديد من القضايا الأخرى الجديرة بالاهتمام، ومن الطبيعي أن ينقض الجمهوريون في مجلس النواب بمزيد من المبالغة على "عائلة بايدن الإجرامية".
وأبدى آخرون تخوفهم من أن يكون تفضيل بايدن لعائلته على واجبه مجرد بداية لقرار مماثل من الرؤساء المقبلين وأن يصبح الأمر طبيعي.
0 تعليق