تحتفل مصر في غدًا في الـ 25 من يناير، بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة المصرية، اليوم الذي شهد معركة الإسماعيلية وملحمة النضال ضد الاحتلال الإنجليزي، وسطر رجال الشرطة المصرية في عام 1952 أروع صفحات الفداء والتضحية، بعد أن تصدوا ببسالة للعدوان البريطاني على مصر.
وأكد عدد من الخبراء السياسيين، أن احتفالات ثورة الـ 25 يناير، يومًا هامًا في تاريخ الدولة المصرية، لما تمثله من ذكرى النضال والتضحيات، مرورًا بذكرى الثورة التي أكدت على بسالة الشرطة المصرية والقوات المسلحة، وبهد ذلك جائت المرحلة الانتقالية التي تولى بعدها الرئيس السيسي وأحبط خلالها مخطط الإخوان وقضى على بؤر الإرهاب، ونجح في الصعود بالملف الأمني والاجتماعي؛ للحفاظ على أمن وسلامة البلاد من المخططات الخارجية.
مصر تستهدف التطور الأمني
وأضاف الخبراء في تصريحات خاصة لـ"الوفد"، أن القيادة السياسية استهدفت تطور الأداء الأمني والمعاهد الشرطية والأكاديميات، والمقاومات الخاصة بالتطوير مثل التكنولوجيا الكبيرة التي تواجه خطر الشائعات، مما جعلها حائط صد أمام الجرائم والإرهاب، خلال السنوات الأخيرة الماضية، وحدث تطور هائل في ضبط الإيقاع الأمني والاقتصادي والسياحي.
وفي هذا السياق، قال اللواء أشرف آمين، الخبير الأمني، ومساعد وزير الداخلية الأسبق، إن عيد الشرطه الـ73، لهذا العام، يعد علامة فارقة في تاريخ الشرطة المصرية، ويرجع ذلك إلى التطور الأمني الهائل التي شهدته البلاد خلال السنوات القليلة الماضية التي تلوا ثورة الـ 25 من يناير، وبعد مرور مصر من المرحلة الانتقالية العصيبة التي شهدتها في تلك الفترة حتى وصلت إلى شط النجاه.
الدولة المصرية شهدت انحصار كبير في معدلات ضبط الجريمة بعد 25 يناير
وأكد أمين، أن الدولة المصرية شهدت خلال الأونة الأخيرة، وخاصًة بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي انحصار كبير في معدلات ضبط الجريمة، والتي يتم رصدها عن طريق أجهزة معينه داخل مصلحة الأمن العام، والتي تؤكد أن معدلات ضبط الجريمة كانت مرتفعة قبل عام 2011، بالإضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب في سيناء والذي كان يشكل خطرًا كبيرًا على الدولة المصرية.
وأشار أمين، إلى أن خطوات الدولة المصرية أصبحت تتجه نحو إطار منظومة التطوير والتحديث في الأمن القومي، لافتًا إلى أن قياسات التوجهات والرأى العام تشير إلى أن المواطن المصري أصبح يشعر بالأمان في البلاد، مقارنًة بأي دولة أخرى في الوطن العربي أو الشرق الأوسط تعرضت لنفس المرحلة الانتقالية بعد الثورات الأخيرة، وحدث زيادة ملحوظة في نسبة معدلات السياحة لمصر، مما يؤكد أن الشرطة كان لها دور كبير من خلال مشاركتها في ضبط الإيقاع الأمني داخل مصر، وذلك على الرغم بما يحاط بنا من تحديات واشكاليات بسبب التغيرات التي مازالت تحدث في بعض البلدان القريبة، وتتسبب في عدم الاستقرار لديها، مثل سوريا وليبيا والسودان وغزة، وغيرهم.
25 يناير أكدت أن الاستقرار يستدعي التوافق بين رجال الشرطة والمواطن
وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن احياء الاحتفال بأعياد الشرطة أمر هام للغاية، لما تمثله من أهمية، وهنا يمكننا أن نستدعي التاريخ لعام 52، وماقبل ذلك، لنؤكد أن المسيرة الخاصة بحركية الأمن واضحة جدًا، ولكي تنعم بالاستقرار دائمًا تستدعي التوافق بين رجال الشرطة والمواطن المصري، لأن العمل الأمني لا يستطيع أن يكتمل بأفراد الأمن فقط، ولكن يحتاج إلى مساعدة المواطن، مشيرًا إلى أن هذا التناغم والتلاحم الكبير استمدته الدولة المصرية من ثوره 25 يناير الحركية، حيث استعيدت بعدها العلاقه الطيبة بين الأمن والمواطن المصري وتعديل المناخ المجتمعي، ووضع خريطة لمكافحه الإرهاب، جاء بالتعاون الكامل بين الشرطة والقوات المصرية المسلحة، التي ساهمت في حصر الارهاب في مصر.
وأفاد أمين، أن القيادة السياسية استهدفت تطور الأداء الأمني خلال السنوات الأخيرة الماضية، مما جعلها حائط صد أمام الجرائم والارهاب، وذلك من خلال تطور المعاهد الشرطية والأكاديميات، مما أدى إلى تطور الأداء الأمني من خلال المقاومات الخاصة بالتطوير مثل التكنولوجيا المتطورة، والتسليح الجيد والارتقاء بالعمل الأمني البدني، واستخدام التقنيات الحديثة في تتبع الجريمة والوصول إليها مما أدى إلى الحصول على نتائج مبهره في ضبط الإيقاع الأمني، من خلال مواكبة العصر والتطور الحديث واستخدام بعض التطبيقات الحديثه لمواجهة جرائم انتشار الشائعات، وغيرها من الجرائم التي من الممكن أن تهدد أمن البلاد، ولكن استطاعت أجهزة الأمن المتعددة وخاصًة المسئولة عن المعلومات مثل الأمن الوطني وغيرهم في السيطرة على كل هذه الأمور والتصدي لها.
وأكد عاطف الغمري، الخبير السياسي، ومدير مكتب جريدة الأهرام في واشنطن سابقًا، وعضو المجلس المصري للشئون القانونية، أن احتفالات الشرطة المصرية في الذكرى الـ73، يذكرنا بيومًا فارقًا في تاريخ الدولة المصرية، وهي ثورة الـ 25 من يناير، التي شارك فيها جميع فئات الشعب المصري وكان تجاهها مساره التغيير، مؤكدًا أن كل ذلك اختلف بعد ان اتجه المسار وانحرف بعد تدخل جماعة الاخوان الإرهابية بتوجهات خارجية؛ طمعًا في الحصول على السلطة والحكم، واختطفت الثورة المصرية في تلك اللحظة، وأصبح بعدها وجود خلاف في الرأى، فأصبح هناك من يؤمن بثورة 25 يناير وأهدافها الحقيقة، واخرون يشككون فيها بعد دخول أطراف أخرى كان هدفها الوحيد الانقسام وضياع الدولة المصرية.
وأشار الغمري، إلى أهداف ثورة 25 يناير الحقيقية، والتي كانت تتمثل في الفئة الوطنية من جموع المصريين الذين أرادوا الحصول على حقوقهم الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، واجتمعوا من أجل تحقيق التغيير فقط، لافتًا إلى وجود جانب أخر في تلك الأيام من الثورة يشمل الجماعات الإرهابية المتطرفة، بمساندة ورعاية من بعض التدخلات الخارجية؛ وذلك من أجل تحقيق أغراض دنيئة وتحول الأحداث في مصر لخدمة أهداف أخرى، ونتج عن ذلك تمكين الإخوان من الحكم لمدة عام، كان أسوأ ما حدث في تاريخ الدولة المصرية.
وأكد الخبير السياسي، أن تدخل الرئيس السيسي، كان نقطة فارقة في إحباط مخططات الإخوان التي كانت تهدف إلى هدم الدولة المصرية، موضحًا أن القيادة السياسية بمساعدة الشعب المصري انقذت الدولة من هذا الفخ، الذي كاد أن يهدم البلاد، واستطاعت الأجهزة الأمنية من الشرطة المصرية والقوات المسلحة التخلص من الإرهاب في سيناء، بالإضافة إلى التطورات العظيمة التي شهدتها البلاد بعد ذلك في القطاع الأمني والسكاني وغيرهم من الإنجازات التي سيطرت على هذا الانحراف وحققت أهداف الثورة الحقيقة، وطغت على المطامع الخارجية، ومنعت تمزق النسيج والتوافق بين أبناء الوطن المصري.
0 تعليق