الفخ الأمريكى.. من لبنان إلى سوريا!

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

** لم ينتبه أحد، إلى أن وساطة الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف النار بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل، ما كانت إلا فخًا شريرًا، يستهدف تفجير المنطقة، وانطلق هذه المرة من سوريا، لصالح العديد من الأهداف الشيطانية، تتقاسمها كل من «واشنطن» و«تل أبيب»، وفى الظل تركيا بالطبع، ربما فى قائمتها المخطط «الذهنى»، الذى تعمل عليه الدولة العبرية، لضمان التوسع الإقليمى، والتفوق العسكرى على الجوار العربى مجتمعا، ودون ذلك، مغامرات الرئيس الأمريكى جو بايدن المجنونة، لإشعال صراعات ليس فى الشرق الأوسط وحسب، ولكن أيضاّ فى مناطق ساخنة حول العالم - أوكرانيا وتايوان وجورجيا وأرمينيا - ربما لتعجيز «عدوه» المنتخب، دونالد ترامب، أمام مسئولياته الرئاسية.

** الفخ الأمريكى، كما السم فى العسل، أتاح لإسرائيل التقاط الأنفاس، وإنقاذها من هزيمة مروعة، أمام المقاومة فى جنوب لبنان، ومع ما دبر له الأمريكيون، كانت ساعة الصفر، لأن تبدأ المعارضة المسلحة «قوات سوريا الديمقراطية»، هجوماّ ضد النظام السورى، بالتوازى مع هجوم «جبهة النصرة» الإرهابية، بدعم تركيا وموالسة أنظمة عربية، فى خدمة الغرض الإسرائيلى، بإثارة الفتنة «المذهبية»، فى الشمال الغربى، الذى هو مناطق يسكنها أنصار لحزب الله هناك، وبالتالى تنقطع طرق التواصل والإمداد، فى حال استولت القوى المعادية، على كل من مدينتى حلب وأدلب، وصولاّ إلى محافظة حماة، وهو ما يتمناه النظام الصهيونى فى إسرائيل، ويتصدى له الجيش السورى.

** ويظن الأمريكيون، أنهم بإثارة القوى الموالية فى سوريا، قد يمنعون التمدد الروسى والإيرانى، لأكثر مما هو موجود على الأرض، وفق اتفاقيات مع النظام السورى، على عكس التواجد غير الشرعى للقوات الأمريكية، منذ العام 2015، تحت غطاء التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب، الذى يضم 83 دولة، وهى ذريعة استغلها الجيش الأمريكى، لبناء قواعد عسكرية فى مناطق الشرق السورى، ومن ثم صار قوات احتلال، متهمة دولياّ بسرقة بترول وثروات الدولة السورية، بخلاف الهدف الذى يتعلق، بمنع لعب روسيا والصين أدواراّ سياسية، على حساب تراجع الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط، وكذلك ما تعمل على حصار الدعم الإيرانى، لكل من سوريا وقوى المقاومة.

** وبالنسبة للبلدين- إسرائيل وأمريكا- الهدف نفسه فى سوريا، ولو رجعنا لأحداث مارس 2011، على وقع احتجاجات ما قالوا: إنها ثورات الربيع العربى، حينها، ترقبت «تل أبيب» مدى صمود النظام السورى، كانت تتحين استغلال الظروف، غير أنها لم تجرؤ على التورط، أمام قدرة الجيش العربى السورى، على الانتشار والسيطرة على البلاد بالكامل، وبالتالى كانت مخاوف القادة الإسرائيليين، أن تندلع حرب إقليمية، كما لو كانت رد فعل قويا، إذا ما قرروا، التدخل فى مسارات الحرب الأهلية، التى كانت تجرى ما بين القوات السورية، من جهة، وبين التنظيمات الإرهابية وميلشيات المعارضة فى الداخل، والمؤامرة الأمريكية وتحالفها -83 دولة - من الخارج، من ناحية أخرى.

** لذلك تجد إسرائيل، أن فرصتها الآن، فى قوى المعارضة وجماعات الإرهاب، التى تدعمها «واشنطن» و«تل أبيب» و«أنقرة»، أن تكون «تميمة» انهيار نظام بشار الأسد، ونهاية المسار الثلاثى، «السورى - الإيرانى - حزب الله»، وهو ما لن يحدث، طالما يلتف الشعب السورى حول القيادة والجيش، إلى جانب دعم الشعوب العربية والدول الحرة، الذى أظنه سيكون السلاح القوى، فى مواجهة فتنة الرئيس «بايدن»، التى فضحتها تصريحات متضاربة لمسئولين أمريكيين، عما إذا علموا أو تفاجأوا بأحداث سوريا، وسواء ترغب «واشنطن» و«تل أبيب»، فى انهيار النظام العربى السورى، أو رسم خريطة صهيونية للشرق الأوسط، تظل الدولة الوطنية السورية حاضرة.. فى الزمان والمكان.

[email protected]

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق