محليات
50
مبادرة "راسخ" تطلق موقعاً يتضمن أكثر من 50 إصداراً بالعربية..❖ عمرو عبدالرحمن
■ المبادرة تهدف لإعداد أجيال تعتز بهويتها الوطنية ولغتها
■ إطار مرجعي عالمي لتحديد وقياس مستويات إتقان اللغة العربية
في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز اللغة العربية وترسيخ الهوية الثقافية، أطلقت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، موقعًا إلكترونيًا لمبادرة «راسخ».
يتضمن الموقع أكثر من 50 إصدارًا باللغة العربية، إلى جانب العديد من القصص الموجهة للأطفال والموارد التعليمية الأخرى. تأتي هذه المبادرة ضمن الجهود المبذولة لتوطين اللغة العربية وتعزيز حضورها في مختلف المناهج التعليمية.
وفي هذا السياق قالت سعادة السيدة لولوة الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي إن الوزارة ومؤسسة قطر تبدآن شراكة جديدة لتعزيز اللغة العربية في المدارس الدولية وتعكس هذه الشراكة التزامنا الراسخ بتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم وأساس ثقافتنا وهويتنا.
ونوهت سعادتها بخطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، إذ قال: «تمثل التنمية البشرية إحدى أهم الركائز الأساسية في رؤية قطر، ويظل المواطن القطري محور اهتمامنا الرئيس من خلال توفير أفضل مستويات التعليم التي تضمن له الرقي والتقدم، والاهتمام بصحته البدنية والنفسية، وتحافظ في الوقت نفسه على هويته، ولغته العربية كمركب رئيس في هويتنا وثقافتنا. فلا تناقض بين التطور والأصالة. وبالعكس فإن جميع شعوب العالم قد تطورت بلغاتها وطوّرتها معها».
وقالت إنه انطلاقًا من هذه الرؤية الحكيمة، تهدف هذه المبادرة إلى إعداد أجيال تعتز بهويتها الوطنية ولغتها العربية، مع تعزيز قدراتها على الانفتاح على العالم.
وتفاعل أكاديميون مع منشور الوزيرة مؤكدين أنه لن تقوى اللغة العربية في مجتمعنا إلا إذا كانت الشرط الأول للقبول في الوظيفة كما هو حاصل بتفضيل من يُجيدون اللغة الإنجليزية عن العربية كشرط أساسي بالقبول للكثير من الوظائف وعلقت سعادتها قائلة إن اتخاذ مثل هذه الخطوة في سوق العمل ومن جهات التوظيف سترفع من جدية الجميع طلبةً وأهلا وموظفين فيما يتعلق بلغتنا العربية.
- منصة شاملة لتعزيز اللغة والثقافة
تمثل «راسخ» منصة متكاملة تسعى إلى ربط المناهج الدراسية بالمعرفة المحلية، والابتكار، والقيم الثقافية. وتحرص المنصة على إصدار موارد تعليمية تدعم اللغة العربية، وتساهم في تعزيز قيم التراث والهوية الوطنية. تتماشى هذه الإصدارات مع رؤية «راسخ» الرامية إلى تقديم محتوى يتوافق مع متطلبات العصر، مع الحفاظ على الهوية العربية.
- الإطار المرجعي للغات في المدارس
أحد أبرز الجوانب في مبادرة «راسخ» هو تبني الإطار الأوروبي المرجعي الموحد للغات (CEFR) لتحديد وقياس مستويات إتقان اللغة العربية من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر. يهدف هذا النهج إلى ضمان تعليم اللغة العربية بطريقة حديثة وفعالة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات العديدة التي تواجه اللغة في العصر الحديث.
- مواجهة تحديات اللغة العربية
تعد اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات التي واجهت تحديات تاريخية، سواء على مستوى الحفاظ على مكانتها أو تطويعها لتتناسب مع متطلبات العصر. ورغم ذلك، استطاعت العربية أن تظل حية بين أبنائها بفضل تنوع مستويات استخدامها، كما صنفها الدكتور السيد بدوي في كتابه «مستويات العربية
المعاصرة».
تشمل هذه المستويات: فصحى التراث: تُستخدم في الدراسات الدينية واللغة المتخصصة. فصحى العصر: تُستخدم في الإعلام الرسمي والخطب السياسية. عامية المثقفين: تُستخدم في النقاشات الفكرية والإبداع. عامية المتنورين: تُستخدم في الحياة اليومية. عامية الأميين: تُستخدم في السياقات العامة والأعمال الدرامية.
- دعم قانوني لحماية اللغة
يأتي إطلاق مبادرة «راسخ» استجابة للقانون رقم (7) لعام 2019 الذي أصدرته دولة قطر لحماية اللغة العربية ودعمها. يسعى هذا القانون إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في مختلف المجالات، وهو ما جعل مؤسسة قطر تسعى إلى تطوير إطار تعليمي موحد لضمان جودة تعليم اللغة وقياس قدرات المتعلمين.
- نحو مستقبل مشرق للغة العربية
تمثل مبادرة «راسخ» خطوة أساسية في دعم اللغة العربية، ليس فقط كلغة تعليمية، بل كهوية ثقافية تسهم في بناء شخصية المتعلم. من خلال الجمع بين التراث والابتكار، تؤكد هذه المبادرة أن اللغة العربية قادرة على مواجهة التحديات والاستمرار كوسيلة فعالة للتعبير والتواصل في العصر الحديث.
أخبار ذات صلة
مساحة إعلانية
0 تعليق